من طرف جوهر الحرب على سورية
بقلم غالب قنديل
يتجاهل الكثيرون عن عمد الطبيعة الجوهرية للحرب على سورية والتي تشكل استهدافا حاسما
لمنظومة المقاومة والاستقلال في المنطقة ، و الغريب انه في حين لا تخفي مراكز التخطيط الاستعمارية
ولا الدوائر التابعة للغرب في المنطقة تلك الحقيقة ، يتعمد كثيرون ممن يسايرون منظومة المقاومة
لدوافع مختلفة تجاهلها بالكامل ، ويركزون على البعد الداخلي لما يسمونه بالأزمة السورية ،
في حين أن الأحداث تخطت حدود هذا المصطلح لتصبح مواجهة سافرة بين الدولة والشعب والجيش في سورية
وعصابات إرهابية قاعدية هي أداة العدوان الاستعماري.
أولا: إن ضرب سورية يهدف إلى وضع المقاومة اللبنانية تحت ضغط توازنات جديدة تسمح لقوى 14 آذار
وحلفائها الإقليميين ولا سيما العصابات الإرهابية في سورية بالانتقال إلى الهجوم في لبنان وهذا
أمر معلن تحمله التصريحات والبيانات وتشير إليه مواقف عديدة محلية وإقليمية ودولية بين سطورها.
روزنامة تيار المستقبل والقوات اللبنانية في لبنان بنيت على مبدأ انتظار تحول حاسم في وجهة
الحرب على سورية منذ عامين وعلى اعتبار أن لحظة الانجاز الموعودة في دمشق ستفتح الباب إلى انقلاب
شامل في بيروت وهو انقلاب إسرائيلي الأهداف لأنه يتصل مباشرة بوجود المقاومة وبدورها في معادلة
الصراع ضد العدو الصهيوني ولا يتصل بأي شأن لبناني داخلي ولا بأي بعد له صلة بمضمون العلاقات
اللبنانية السورية كما قد يتبادر بداهة لأي مراقب.
ثانيا: بدون شك إن العراق مستهدف بذات السوية مع سورية وإغراق سورية في الخراب والفوضى
هو أمر لا يمكن أن يبقى العراق بعيدا عنه ومسار الأحداث الجارية راهنا في العراق يؤكد أن شبكات
الإرهاب والتكفير تعمل في البلدين معا وهي تضع جدولا موحدا لنشاطها التدميري والدموي الذي
تستهدف به البلدين كما أن إيران والمقاومة الفلسطينية في الحصيلة مستهدفان عبر تأثير الحرب
على سورية في توازنات المنطقة ومعادلاتها ومن الواضح تماما أن التخطيط الغربي للحرب على سورية
رسم على سوية الخلاصة المنقولة عن الملك السعودي قبل سنوات والتي عبر فيها عن رغبته الملحة في
التخلص من سورية ودروها القومي الحاضن للمقاومة متذرعا بحنقه من العلاقة التحالفية المتينة
بين سورية وإيران معتبرا أن التخلص من الرئيس بشار الأسد هو السبيل الوحيد لشطب الدور الإيراني
المحوري على حدود فلسطين وفي هذا الكلام تجاهل مقصود لحقيقة أن سورية هي التي انطلقت لمد اليد إلى
إيران الثورة من موقع رفضها لاتفاقية كامب ديفيد وتبنيها لخيار المقاومة قبل ثلاثة وثلاثين عاما
وعندما كانت الثورة الإسلامية الإيرانية ما تزال في أول الطريق ومن يومها توثق التحالف الذي
وطدته دمشق و طهران على أولوية فلسطين والمقاومة و وقفت بنتيجته ضد الحرب التي خططها الأميركي
وخاضها صدام ومولتها السعودية ودول الخليج لضرب الجمهورية الإسلامية واستنزافها.
ثالثا: إن المضمون الوحيد للبعد الداخلي في الأحداث السورية الذي يمكن التعاطي معه اليوم هو
التضامن الوطني في مقاومة العدوان الاستعماري وأي حوار داخلي لا بد وان ينطلق ويتجه على هذا
الأساس إلى صياغة مضمون الشراكة الوطنية في المؤسسات وفي الحياة العامة بما يعزز وحدة السوريين
الوطنية وتضامنهم وكفاحهم لإلحاق الهزيمة بالإرهاب وبالحرب الاستعمارية التي تشارك فيها جميع الحكومات
العميلة للغرب في المنطقة بهدف الثأر من سورية ومن دورها المقاوم والاستقلالي وكل مقاربة للأحداث
السورية لا تضع في الاعتبار أن ما يجري اليوم هو عدوان خارجي بواسطة عصابات تكفيرية متعددة الجنسيات
تشكل جبهة النصرة القاعدية عصبه الرئيسي وهو يمول ويسلح من الخارج حيث الواجهات السياسية
العميلة للغرب المتلطية في تركيا والخليج ليست غير أقنعة قاعدية من حيث الوظيفة إنما سيكون تضييعا
للحقيقة وتضليلا للناس .
بقلم غالب قنديل
يتجاهل الكثيرون عن عمد الطبيعة الجوهرية للحرب على سورية والتي تشكل استهدافا حاسما
لمنظومة المقاومة والاستقلال في المنطقة ، و الغريب انه في حين لا تخفي مراكز التخطيط الاستعمارية
ولا الدوائر التابعة للغرب في المنطقة تلك الحقيقة ، يتعمد كثيرون ممن يسايرون منظومة المقاومة
لدوافع مختلفة تجاهلها بالكامل ، ويركزون على البعد الداخلي لما يسمونه بالأزمة السورية ،
في حين أن الأحداث تخطت حدود هذا المصطلح لتصبح مواجهة سافرة بين الدولة والشعب والجيش في سورية
وعصابات إرهابية قاعدية هي أداة العدوان الاستعماري.
أولا: إن ضرب سورية يهدف إلى وضع المقاومة اللبنانية تحت ضغط توازنات جديدة تسمح لقوى 14 آذار
وحلفائها الإقليميين ولا سيما العصابات الإرهابية في سورية بالانتقال إلى الهجوم في لبنان وهذا
أمر معلن تحمله التصريحات والبيانات وتشير إليه مواقف عديدة محلية وإقليمية ودولية بين سطورها.
روزنامة تيار المستقبل والقوات اللبنانية في لبنان بنيت على مبدأ انتظار تحول حاسم في وجهة
الحرب على سورية منذ عامين وعلى اعتبار أن لحظة الانجاز الموعودة في دمشق ستفتح الباب إلى انقلاب
شامل في بيروت وهو انقلاب إسرائيلي الأهداف لأنه يتصل مباشرة بوجود المقاومة وبدورها في معادلة
الصراع ضد العدو الصهيوني ولا يتصل بأي شأن لبناني داخلي ولا بأي بعد له صلة بمضمون العلاقات
اللبنانية السورية كما قد يتبادر بداهة لأي مراقب.
ثانيا: بدون شك إن العراق مستهدف بذات السوية مع سورية وإغراق سورية في الخراب والفوضى
هو أمر لا يمكن أن يبقى العراق بعيدا عنه ومسار الأحداث الجارية راهنا في العراق يؤكد أن شبكات
الإرهاب والتكفير تعمل في البلدين معا وهي تضع جدولا موحدا لنشاطها التدميري والدموي الذي
تستهدف به البلدين كما أن إيران والمقاومة الفلسطينية في الحصيلة مستهدفان عبر تأثير الحرب
على سورية في توازنات المنطقة ومعادلاتها ومن الواضح تماما أن التخطيط الغربي للحرب على سورية
رسم على سوية الخلاصة المنقولة عن الملك السعودي قبل سنوات والتي عبر فيها عن رغبته الملحة في
التخلص من سورية ودروها القومي الحاضن للمقاومة متذرعا بحنقه من العلاقة التحالفية المتينة
بين سورية وإيران معتبرا أن التخلص من الرئيس بشار الأسد هو السبيل الوحيد لشطب الدور الإيراني
المحوري على حدود فلسطين وفي هذا الكلام تجاهل مقصود لحقيقة أن سورية هي التي انطلقت لمد اليد إلى
إيران الثورة من موقع رفضها لاتفاقية كامب ديفيد وتبنيها لخيار المقاومة قبل ثلاثة وثلاثين عاما
وعندما كانت الثورة الإسلامية الإيرانية ما تزال في أول الطريق ومن يومها توثق التحالف الذي
وطدته دمشق و طهران على أولوية فلسطين والمقاومة و وقفت بنتيجته ضد الحرب التي خططها الأميركي
وخاضها صدام ومولتها السعودية ودول الخليج لضرب الجمهورية الإسلامية واستنزافها.
ثالثا: إن المضمون الوحيد للبعد الداخلي في الأحداث السورية الذي يمكن التعاطي معه اليوم هو
التضامن الوطني في مقاومة العدوان الاستعماري وأي حوار داخلي لا بد وان ينطلق ويتجه على هذا
الأساس إلى صياغة مضمون الشراكة الوطنية في المؤسسات وفي الحياة العامة بما يعزز وحدة السوريين
الوطنية وتضامنهم وكفاحهم لإلحاق الهزيمة بالإرهاب وبالحرب الاستعمارية التي تشارك فيها جميع الحكومات
العميلة للغرب في المنطقة بهدف الثأر من سورية ومن دورها المقاوم والاستقلالي وكل مقاربة للأحداث
السورية لا تضع في الاعتبار أن ما يجري اليوم هو عدوان خارجي بواسطة عصابات تكفيرية متعددة الجنسيات
تشكل جبهة النصرة القاعدية عصبه الرئيسي وهو يمول ويسلح من الخارج حيث الواجهات السياسية
العميلة للغرب المتلطية في تركيا والخليج ليست غير أقنعة قاعدية من حيث الوظيفة إنما سيكون تضييعا
للحقيقة وتضليلا للناس .
