اعتراف كوفي عنان لطبيعة الأزمة السورية ..
وأخيراً نطق بالحق
------
هل كشف كوفي أنان عمّا دفعه للإستقالة من مهمته السورية؟
يوسف الصايغ
الثلاثاء، 15 كانون الثاني، 2013
كشف كوفي أنان، السكرتير العام السابق للامم المتحدة ومبعوث الأمم المتحدة السابق لسوريا أن الأسلحة والميليشيات تتدفق إلى سورية ولا أحد يعلم الى أين تتجه هذه الأسلحة، رافضا الحجة القائلة بأن "الوساطة تعطي الرئيس الأسد المزيد من الوقت وتوسيع نطاق الحرب".
وحذر من أن "هذه هي الحرب الوحيدة التي رأيت الناس فيها يصلون كي لا نتوصل لمحاولة لوقفها وحماية الشعب والوصول الى أرضية للتفاوض". وأكد أنه يشاطر رأي الإبراهيمي بأنه لا يوجد حل عسكري لهذا الصراع مشيرا الى أنها "ليست الحالة التي يكون فيها جانب واحد فائزا والآخر ميتا. إنه صراع ينذر بحرب طائفية قادمة".
وتابع قائلا "بصراحة قد يكون هناك كثير من السوريين ليسوا مع الرئيس الأسد لكنهم لا يعرفون ما هو آت وما ستجلبه المعارضة وما يخبئه المستقبل" محذرا من أنه إذا لم توضع مقترحات على الطاولة السياسية فإن الجمود سيستمر لفترة طويلة.
واعتبر انان ان خلفه الأخضر الإبراهيمي لم يحصل على الدعم والمساعدة التي يحتاجها لانجاح دور الوساطة الذي يقوم به لحل الازمة السورية، موجها انتقادات الى الدول التي لا تعتقد في الوساطة وتفتقر إلى الشجاعة لتقديم بديل.
وقال أنان خلال توقيع كتابه الجديد تحت عنوان "تدخلات حياة في الحرب والسلام" أن "الإبراهيمي لا يتلقى الدعم الذي يحتاجه.. هناك أناس لا يؤمنون بالوساطة وبالعملية السياسية.. أولئك الذين يقولون ان الوساطة مضيعة للوقت لم يقدموا أي بديل ولم يتدخلوا" لحل الأزمة السورية.
ودعا كل من يريد ان يرى نهاية لاراقة الدماء في سورية لرفع صوته مضيفا أنه "هناك نقص في القيادة بخصوص المجتمع الدولي.. نحن بحاجة إلى قيادة من أوباما وبوتين".
كما قال أنان إن "خطة النقاط الست التي عملتُ عليها كانت لتكون بداية جدية للحل، لكن دولا كثيرة في المنطقة لم تكن جدية وقد خذلتنا، فكانت تعطينا الدعم الكلامي من جهة وتبيع سورية السلاح من جهة أخرى". وأضاف: "هذه الدول راهنت على أن المعارضة ستحسم المعارك عسكريا على الأرض خلال سنة، لكن مضت سنة حتى الآن ولم تحسمها، وعندما تدخلنا بشكل جدي لم تتبنَّ هذه الدول خطة الحل بشكل صادق، فأطالت أمد المعارك والصراع وغشت الشعب السوري والقوى المتصارعة".
إذاً يأتي تصريح أنان بمثابة اعتراف بحقيقة الوضع الميداني في سوريا ولو متأخرا بفارق عامين على بدء الأزمة السورية، ولكن أن يصرح أنان ولو متأخرا بالحقيقة خير من أن لا يصرّح بها أبدا، فهل ما كشفه أنان مؤخرا عن تدفق الأسلحة والميليشيات إلى سوريا وعن المستقبل المجهول الذي ستجلبه المعارضة السورية المسلحة الى سوريا، وهو ما كان يسعى الغرب ومن معه من محور عرب الإعتدال الذي يقود ويموّل الحرب على سوريا بأمر عمليات أميركي - إسرائيلي الى طمسه كان السبب الأساسي الذي دفعه للاستقالة من مهمته السورية؟
عربي برس