زيارة المدينة المنورة
ويستحب للحاج أن يغتنم فرصة وجوده بمكة، فيكثر من الطواف في البيت، ويزداد من الصلاة في المسجد الحرام، فعن جابر رضي الله عنه قال صلى الله عليه وسلم: «صلاة في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة فيما سواه إلاّ المسجد الحرام، وصلاة في المسجد الحرام أفضل من مائة ألف صلاة فيما سواه» [رواه أحمد وابن ماجة].
ويستحب له أن يصلي داخل الكعبة إن استطاع، أو في الحجر فإنّه من الكعبة.
وأن يحمل معه من ماء زمزم.
وزيارة المسجد النبوي سنة مستحبة، ولكن لا تعلق لها بمناسك الحج، وكل ما ورد من أنّ الحج لا يقبل بغير زيارة قبر الرسول صلى الله عليه وسلم، أو أنّ ذلك جفاء له صلى الله عليه وسلم، مثل ما يروى «من حج فلم يزرني فقد جفاني»، كل ذلك لا يصح و لا تقوم به حجة.
ولا يجوز أن ينوي المسافر إلى المدينة شد الرحال إلى قبر النبي صلى الله عليه وسلم لقوله صلى الله عليه وسلم: «لا تشد الرحال إلاّ إلى ثلاثة مساجد، المسجد الحرام والمسجد الأقصى ومسجدي هذا» [متفق عليه] من حديث أبي هريرة.
ولكّن ينوي زيارة مسجد النبي صلى الله عليه وسلم، وله أن يزور [size=16]القبر[/size] الشريف مصليا ومسلما على النبي صلى الله عليه وسلم، ومسلما على صاحبيه رضي الله عنهما، وله أن يدعو الله تعالى عند الزيارة مع استقبال القبلة، ولا يستقبل الحجرة التي فيها القبر حال الدعاء، ولا يجوز لأحد أن يدعو عبدا من دون الله تعالى، لا ملكا مقربا، ولا نبيا مرسلا، قال تعالى: {وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَداً} [الجن:18].
ولا يجوز سؤال الشفاعة إلاّ من الله تعالى، قال تعالى: {قُل لِّلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعاً} [الزمر:44]، فيقول الزائر: ((اللّهم ارزقني شفاعة نبيك صلى الله عليه وسلم)) ونحو ذلك.
ولا يجوز التبرك بجدران الحجرة التي فيها القبر الشريف، ولا بشيء من قبور الصالحين وآثارهم، فذلك بدعة ضلالة، وقد قال صلى الله عليه وسلم: «وإيّاكم ومحدثات الأمور فإنّ كل بدعة ضلالة» [رواه الترمذي وأبو داود من حديث العرباض بن سارية رضي الله عنه].
ويستحب لزائر المدينة المنورة، الصلاة في مسجد قباء، قال صلى الله عليه وسلم: «من تطهر في بيته ثمّ أتى مسجد قباء فصلى فيه صلاة كان له كأجر عمرة» [رواه احمد والترمذي وابن ماجة].
كما يستحب له زيارة البقيع وقبور شهداء أحد، ويدعو لهم، وأمّا سائر المواضع التي لم يرد في زيارتها سنة عن النبي صلى الله عليه وسلم، مثل المساجد السبعة ومسجد القبلتين ، فتخصيصها بالزيارة بدعة، وكل بدعة ضلالة.