من طرف السرقة عند الطفل
إعداد/ بشرى أبو ليلة
ماجستير صحة نفسية
السرقة هي عبارة عن استحواذ الطفل على ما ليس له فيه حق وبإرادة منه وأحيانا باستغفال مالك الشيء. وحتى يمكن تسمية حادث بأنه سرقة، يجب أن يعرف الطفل أن من الخطأ أن يأخذ الشيء دون إذن صاحبه.
وحوادث السرقة البسيطة في مرحلة الطفولة المبكرة شائعة جدا، وهي تميل عند الأطفال إلى بلوغ ذروتها في حوالي عمر 5-8 سنوات، ومن ثم تبدأ بالتناقص. وينمو الضمير عند الأطفال بشكل بطيء كلما ابتعدوا تدريجيا عن اتجاه التمركز حول الذات والإشباع الفوري لدوافعهم. ومن بين جميع المشكلات السلوكية في مرحلة الطفولة تعتبر السرقة أكثرها إثارة لقلق الآباء ، حيث يرونها نموذجا للسلوك الإجرامي مما يولد الخوف في قلوبهم. كما يشعرون أن جيرانهم سوف يحكمون عليهم بناء على سلوك طفلهم. إذا استمرت السرقة بعد سن عشر سنوات، فإنها على الأرجح علامة على وجود اضطراب انفعالي شديد عند الطفل وهي بحاجة إلى مساعدة متخصصة فورية.
الأسباب:
يسرق الأطفال الصغار جدا أو غير الناضجين ربما لأنهم ببساطة لا يفهمون أن للآخرين حق الملكية الخاصة التي يجب أن تحترم، وهؤلاء الأطفال يجدون صعوبة في التمييز بين الاستعارة والسرقة، ومن أهم الأسباب الأخرى للسرقة:
1- ربما كان هناك نقص شديد لشيء ما في حياة الطفل، وبالتالي تكون السرقة تعويضا رمزيا لغياب الحب الأبوي، أو الاهتمام أو الاحترام أو المودة. ومن غير المستبعد أن تبدأ السرقة بعد ترك أحد الأبوين للبيت أو وفاته. كما أنهم يكونون من أسر تتصف بالإدمان والجريمة، والتنشئة الاجتماعية السيئة التي تتسم بالنبذ التام للأطفال.
2- بعض الآباء يحصلون على أشكال متعددة من السعادة اللاشعورية من سوء تصرف طفلهم، حيث تشبع السرقة بعض مشاعر التمرد الكامنة لديهم، ويشعر الطفل بذلك وهو ما يشجع الطفل على الاستمرار في السرقة.
3- الإقتداء بنموذج سيء، فربما يكون قد رأى احد أبويه أو إخوته أو الأصدقاء وهو يسرق، ومن ثم قام بالتوحد مع هذا الشخص. كما يسرق الطفل من أجل الحصول على رضا جماعة الرفاق.
4- بعض الأطفال يسرقون من أجل تدعيم احترام الذات، فهم يعرضون الأشياء المسروقة على الآخرين كي يثبتوا لهم صلابتهم ورجولتهم أو كفاءتهم. كما يستمتع أطفال آخرون بالاستثارة وحس المغامرة المتضمن في القيام بالسرقة.
5- قد يسرق الأطفال من خلفية اقتصادية اجتماعية متدنية لأنهم ببساطة لا يملكون نقودا لشراء الأشياء التي يريدونها. وبما أنهم هم أنفسهم لا يملكون إلا القليل جدا، فيكون من الصعب عليهم احترام ملكية الآخرين.
6- قد تكون السرقة هي طريقة الطفل اللاشعورية في الانتقام من احد أبويه. فإذا منع الأب ابنه من شراء "بسكليت" فقد يقوم الولد بالسرقة من احد المتاجر مع رغبة لا شعورية في أن يتم إمساكه وبالتالي يسبب الإحراج لوالده.
7- قد تكون السرقة علامة على التوتر الداخلي عند الطفل، مثل الاكتئاب أو الغيرة من طفل حديد ولد للأسرة، أو الغضب. ويحاول الطفل استعادة شعور داخلي بالارتياح من خلال السرقة. وقد يكون هناك سبب آخر هو أن لدى الطفل درجة احتمال للإحباط متدنية جدا ويجد صعوبة كبيرة في مقاومة الإغراء.
طرق الوقاية:
1- علم الطفل القيم: إن الأبوين اللذين يعطيان قيمة كبيرة للأمانة الشخصية ولاحترام ممتلكات الغير، واللذين يهتمان بالخير العام بدل الكسب الشخصي، ويعيان هذه القيم ويطبقانها على حياتهما اليومية يقل احتمال أن يكون لدى أطفالهما مشكلة سرقة. وكذلك فان الأبوين اللذين يحترمان دائما حق الطفل في الملكية الشخصية يقل احتمال أن يكون لدى أطفالهما مشكلة في هذا المجال، فلا يقدم هذان الأبوان على أخذ أي شيء يملكه الطفل دون إذنه مسبقا.
2- نم علاقة حميمة مع الطفل: إن العلاقة الدافئة مع الطفل داخل البيت تزيد حرص الطفل على إرضاء أسرته والتوحد مع قيمها الخاصة.
3- أمن للطفل مصروفا منتظما: تأكد من أن لدى طفلك نوع من الدخل المنتظم لشراء الأشياء التي يحتاجها. ويمكن أن يأتي هذا الدخل من مصروف محدد أو من عمل إضافي يقوم به بعد المدرسة. وكذلك دع أطفالك يدركون أن بامكانهم اللجوء إليك عندما يكونون بحاجة حقيقية للنقود وانك سوف تحاول أن تساعدهم.
4- الإشراف المباشر على الطفل: إن الأبوين اللذين يتابعان النشاطات اليومية لاطفالهما لن يتيحا الفرصة لعادة مثل السرقة لكي تتطور كثيرا قبل أن يكتشفا وجودها ويستطعا التدخل في وقت مبكر. تأكد من أن توفر لطفلك الكثير من النشاطات البناءة والمثيرة كي يمارسها في أوقات الفراغ.
5- كن قدوة: تأكد من إظهارك خلق الأمانة في نشاطاتك اليومية، فأعد الممتلكات التي تجدها لاصحابها ولا تخدع الآخرين أو تغشهم أو تسرق الأشياء من موظفك.
6- حقوق الملكية: حدد بوضوح حقوق الملكية داخل البيت وخارجه، مع احترام حقوق الجميع. وعلم أطفالك كيف يستعيرون الأشياء التي يمتلكها الآخرون ويعيدونها إليهم.
7- ابعد المغريات: لا تترك فكة النقود أو محفظة الجيب أو حصالة النقود أو مجموعة قطع النقود المعدنية أمام الطفل.
العلاج:
1- اتخذ إجراءاً فورياً:
ينبغي على الآباء بدلا من تجاهل السرقة عند أطفالهم أو التقليل من شأنها أن يعطوا وقتا كافيا لفهم هذا السلوك ومواجهته وتصحيحه، والذي ينبغي أن يكون غير مقبول في البيت كما هو غير مقبول خارج البيت.
أ) صحح: إن أكثر شيء معقول لأخذ شيء يخص شخصا آخر هو أن تقوم بالتعويض عن ذلك الشيء إما بإعادته لصاحبه مع الاعتذار، أو بدفع مبلغ من النقود لشراء بديل له. على أي حال، ينبغي الاهتمام بالا يترك الطفل دون نقود بشكل تام لان هذا سوف لن يؤدي إلا إلى تشجيع المزيد من السرقة. إذا كان التعويض غير ممكنا، ينبغي أن يحرم الطفل من شيء ما مثل فرصة مشاهدة التلفاز، وذلك من اجل فرض القيمة الأخلاقية. من المهم أن تقوم فورا وباستمرار بفرض جزاءات على حوادث السرقة، وألا تسمح لاعتذارات الطفل أو تبريراته أو وعوده بعدم تكرار السرقة أن تضعف من حتمية تحمله للنتائج، إذ يجب أن يتحمل الطفل المسئولية الشخصية لإصلاح فعلته.
ب) واجه الطفل: ينبغي على الأبوين أن يواجها الطفل بعد أن يهدأ الطرفان بمخاطر هذا السلوك. وهذا يعني أن يفسرا للطفل لماذا يعتبر هذا العمل غير مناسب ويقولا له بوضوح أنهما لن يتقبلا هذا السلوك. وينبغي إن يقوما بتسمية التصرف بشكل واضح على انه سرقة بدلا من استخدام تعابير لطيفة مثل استعارة، بحيث يفهم الطفل حقيقة سوء التصرف الذي قم به ولا يستطيع التقليل من شانه.
واجه الطفل حول موضوع السرقة بطريقة بسيطة وصادقة بدلا من إعطائه موعظة، وابرز عدم الإنصاف في هذا التصرف موضحا حق الناس في الملكية الخاصة وتعرف على المشاعر التي يحملها الآخرون نحو الأشخاص الذين يسرقون. كما أن من المناسب أن تظهر للطفل انك تتفهم الدافع وراء تصرفه هذا وان تنهي المواجهة بملاحظة ايجابية من خلال التعبير عن محبتك أو تقديرك أو توقعاتك الايجابية من الطفل.
ج) تفهم: حاول أن تحدد ما الذي حققه الطفل من خلال السرقة، ولا تسأل الطفل "لماذا" سرق لأنه لا يمتلك الحنكة اللازمة لإعطاء إجابة مقبولة.
2- اضبط أعصابك واستجب بهدوء:
من المهم لمن يتعامل مع طفل يسرق أن يسيطر على ثورته الانفعالية وألا يبالغ في الغضب، أو الشعور بالصدمة أو خيبة الأمل، فلا تعتبر السرقة وكأنها فشل شخصي أو إهانة لك. وبما أن الأطفال يميلون إلى التمركز حول الذات والبحث عن المتعة، فان المرء ينبغي أن يتوقع أن يقوموا ببعض أعمال السرقة، ويمكنك التعبير عن عدم رضاك بطريقة حازمة دون الحاجة إلى الصراخ والاستثارة غير الضرورية، فتجنب المبالغة في تضخيم الحدث وجعل الطفل يشعر وكأنه مجرم.
عندما تصف الطفل بأوصاف سيئة أو تتوقع نتائج سيئة، قد يصبح الطفل مقتنعا بأنك على حق، كما قد تؤدي إلى شعور طاغ بالذنب والعار، مما قد يضعف علاقتك بالطفل بشكل جدي. لا تطالب الطفل بالاعتراف لان ذلك سيرغمه على الكذب.
3- المراقبة: يحتاج الأطفال الذين اعتادوا السرقة إلى إشراف مباشر من قبل الآباء بحيث كلما قاموا بالسرقة كان احتمال اكتشاف الحدث عاليا. كما ينبغي ألا يسمح للأطفال الذين يسرقون أن يحتفظوا بأي شيء ما لم يظهر بوضوح انه لهم، كما ينبغي أن يتم اخبارهم انه يمكنهم أن يتوقعوا أن يتم تفتيش جيوبهم بشكل معتاد إلى أن تنتهي مشكلة السرقة.
4- نظم للطفل مصروفا يوميا منتظما، فالأطفال الذين يسرقون ينشأون عادة في بيوت تتجاهل حاجاتهم الحالية أو تعطيهم مقادير كبيرة من النقود.
إعداد/ بشرى أبو ليلة
ماجستير صحة نفسية
السرقة هي عبارة عن استحواذ الطفل على ما ليس له فيه حق وبإرادة منه وأحيانا باستغفال مالك الشيء. وحتى يمكن تسمية حادث بأنه سرقة، يجب أن يعرف الطفل أن من الخطأ أن يأخذ الشيء دون إذن صاحبه.
وحوادث السرقة البسيطة في مرحلة الطفولة المبكرة شائعة جدا، وهي تميل عند الأطفال إلى بلوغ ذروتها في حوالي عمر 5-8 سنوات، ومن ثم تبدأ بالتناقص. وينمو الضمير عند الأطفال بشكل بطيء كلما ابتعدوا تدريجيا عن اتجاه التمركز حول الذات والإشباع الفوري لدوافعهم. ومن بين جميع المشكلات السلوكية في مرحلة الطفولة تعتبر السرقة أكثرها إثارة لقلق الآباء ، حيث يرونها نموذجا للسلوك الإجرامي مما يولد الخوف في قلوبهم. كما يشعرون أن جيرانهم سوف يحكمون عليهم بناء على سلوك طفلهم. إذا استمرت السرقة بعد سن عشر سنوات، فإنها على الأرجح علامة على وجود اضطراب انفعالي شديد عند الطفل وهي بحاجة إلى مساعدة متخصصة فورية.
الأسباب:
يسرق الأطفال الصغار جدا أو غير الناضجين ربما لأنهم ببساطة لا يفهمون أن للآخرين حق الملكية الخاصة التي يجب أن تحترم، وهؤلاء الأطفال يجدون صعوبة في التمييز بين الاستعارة والسرقة، ومن أهم الأسباب الأخرى للسرقة:
1- ربما كان هناك نقص شديد لشيء ما في حياة الطفل، وبالتالي تكون السرقة تعويضا رمزيا لغياب الحب الأبوي، أو الاهتمام أو الاحترام أو المودة. ومن غير المستبعد أن تبدأ السرقة بعد ترك أحد الأبوين للبيت أو وفاته. كما أنهم يكونون من أسر تتصف بالإدمان والجريمة، والتنشئة الاجتماعية السيئة التي تتسم بالنبذ التام للأطفال.
2- بعض الآباء يحصلون على أشكال متعددة من السعادة اللاشعورية من سوء تصرف طفلهم، حيث تشبع السرقة بعض مشاعر التمرد الكامنة لديهم، ويشعر الطفل بذلك وهو ما يشجع الطفل على الاستمرار في السرقة.
3- الإقتداء بنموذج سيء، فربما يكون قد رأى احد أبويه أو إخوته أو الأصدقاء وهو يسرق، ومن ثم قام بالتوحد مع هذا الشخص. كما يسرق الطفل من أجل الحصول على رضا جماعة الرفاق.
4- بعض الأطفال يسرقون من أجل تدعيم احترام الذات، فهم يعرضون الأشياء المسروقة على الآخرين كي يثبتوا لهم صلابتهم ورجولتهم أو كفاءتهم. كما يستمتع أطفال آخرون بالاستثارة وحس المغامرة المتضمن في القيام بالسرقة.
5- قد يسرق الأطفال من خلفية اقتصادية اجتماعية متدنية لأنهم ببساطة لا يملكون نقودا لشراء الأشياء التي يريدونها. وبما أنهم هم أنفسهم لا يملكون إلا القليل جدا، فيكون من الصعب عليهم احترام ملكية الآخرين.
6- قد تكون السرقة هي طريقة الطفل اللاشعورية في الانتقام من احد أبويه. فإذا منع الأب ابنه من شراء "بسكليت" فقد يقوم الولد بالسرقة من احد المتاجر مع رغبة لا شعورية في أن يتم إمساكه وبالتالي يسبب الإحراج لوالده.
7- قد تكون السرقة علامة على التوتر الداخلي عند الطفل، مثل الاكتئاب أو الغيرة من طفل حديد ولد للأسرة، أو الغضب. ويحاول الطفل استعادة شعور داخلي بالارتياح من خلال السرقة. وقد يكون هناك سبب آخر هو أن لدى الطفل درجة احتمال للإحباط متدنية جدا ويجد صعوبة كبيرة في مقاومة الإغراء.
طرق الوقاية:
1- علم الطفل القيم: إن الأبوين اللذين يعطيان قيمة كبيرة للأمانة الشخصية ولاحترام ممتلكات الغير، واللذين يهتمان بالخير العام بدل الكسب الشخصي، ويعيان هذه القيم ويطبقانها على حياتهما اليومية يقل احتمال أن يكون لدى أطفالهما مشكلة سرقة. وكذلك فان الأبوين اللذين يحترمان دائما حق الطفل في الملكية الشخصية يقل احتمال أن يكون لدى أطفالهما مشكلة في هذا المجال، فلا يقدم هذان الأبوان على أخذ أي شيء يملكه الطفل دون إذنه مسبقا.
2- نم علاقة حميمة مع الطفل: إن العلاقة الدافئة مع الطفل داخل البيت تزيد حرص الطفل على إرضاء أسرته والتوحد مع قيمها الخاصة.
3- أمن للطفل مصروفا منتظما: تأكد من أن لدى طفلك نوع من الدخل المنتظم لشراء الأشياء التي يحتاجها. ويمكن أن يأتي هذا الدخل من مصروف محدد أو من عمل إضافي يقوم به بعد المدرسة. وكذلك دع أطفالك يدركون أن بامكانهم اللجوء إليك عندما يكونون بحاجة حقيقية للنقود وانك سوف تحاول أن تساعدهم.
4- الإشراف المباشر على الطفل: إن الأبوين اللذين يتابعان النشاطات اليومية لاطفالهما لن يتيحا الفرصة لعادة مثل السرقة لكي تتطور كثيرا قبل أن يكتشفا وجودها ويستطعا التدخل في وقت مبكر. تأكد من أن توفر لطفلك الكثير من النشاطات البناءة والمثيرة كي يمارسها في أوقات الفراغ.
5- كن قدوة: تأكد من إظهارك خلق الأمانة في نشاطاتك اليومية، فأعد الممتلكات التي تجدها لاصحابها ولا تخدع الآخرين أو تغشهم أو تسرق الأشياء من موظفك.
6- حقوق الملكية: حدد بوضوح حقوق الملكية داخل البيت وخارجه، مع احترام حقوق الجميع. وعلم أطفالك كيف يستعيرون الأشياء التي يمتلكها الآخرون ويعيدونها إليهم.
7- ابعد المغريات: لا تترك فكة النقود أو محفظة الجيب أو حصالة النقود أو مجموعة قطع النقود المعدنية أمام الطفل.
العلاج:
1- اتخذ إجراءاً فورياً:
ينبغي على الآباء بدلا من تجاهل السرقة عند أطفالهم أو التقليل من شأنها أن يعطوا وقتا كافيا لفهم هذا السلوك ومواجهته وتصحيحه، والذي ينبغي أن يكون غير مقبول في البيت كما هو غير مقبول خارج البيت.
أ) صحح: إن أكثر شيء معقول لأخذ شيء يخص شخصا آخر هو أن تقوم بالتعويض عن ذلك الشيء إما بإعادته لصاحبه مع الاعتذار، أو بدفع مبلغ من النقود لشراء بديل له. على أي حال، ينبغي الاهتمام بالا يترك الطفل دون نقود بشكل تام لان هذا سوف لن يؤدي إلا إلى تشجيع المزيد من السرقة. إذا كان التعويض غير ممكنا، ينبغي أن يحرم الطفل من شيء ما مثل فرصة مشاهدة التلفاز، وذلك من اجل فرض القيمة الأخلاقية. من المهم أن تقوم فورا وباستمرار بفرض جزاءات على حوادث السرقة، وألا تسمح لاعتذارات الطفل أو تبريراته أو وعوده بعدم تكرار السرقة أن تضعف من حتمية تحمله للنتائج، إذ يجب أن يتحمل الطفل المسئولية الشخصية لإصلاح فعلته.
ب) واجه الطفل: ينبغي على الأبوين أن يواجها الطفل بعد أن يهدأ الطرفان بمخاطر هذا السلوك. وهذا يعني أن يفسرا للطفل لماذا يعتبر هذا العمل غير مناسب ويقولا له بوضوح أنهما لن يتقبلا هذا السلوك. وينبغي إن يقوما بتسمية التصرف بشكل واضح على انه سرقة بدلا من استخدام تعابير لطيفة مثل استعارة، بحيث يفهم الطفل حقيقة سوء التصرف الذي قم به ولا يستطيع التقليل من شانه.
واجه الطفل حول موضوع السرقة بطريقة بسيطة وصادقة بدلا من إعطائه موعظة، وابرز عدم الإنصاف في هذا التصرف موضحا حق الناس في الملكية الخاصة وتعرف على المشاعر التي يحملها الآخرون نحو الأشخاص الذين يسرقون. كما أن من المناسب أن تظهر للطفل انك تتفهم الدافع وراء تصرفه هذا وان تنهي المواجهة بملاحظة ايجابية من خلال التعبير عن محبتك أو تقديرك أو توقعاتك الايجابية من الطفل.
ج) تفهم: حاول أن تحدد ما الذي حققه الطفل من خلال السرقة، ولا تسأل الطفل "لماذا" سرق لأنه لا يمتلك الحنكة اللازمة لإعطاء إجابة مقبولة.
2- اضبط أعصابك واستجب بهدوء:
من المهم لمن يتعامل مع طفل يسرق أن يسيطر على ثورته الانفعالية وألا يبالغ في الغضب، أو الشعور بالصدمة أو خيبة الأمل، فلا تعتبر السرقة وكأنها فشل شخصي أو إهانة لك. وبما أن الأطفال يميلون إلى التمركز حول الذات والبحث عن المتعة، فان المرء ينبغي أن يتوقع أن يقوموا ببعض أعمال السرقة، ويمكنك التعبير عن عدم رضاك بطريقة حازمة دون الحاجة إلى الصراخ والاستثارة غير الضرورية، فتجنب المبالغة في تضخيم الحدث وجعل الطفل يشعر وكأنه مجرم.
عندما تصف الطفل بأوصاف سيئة أو تتوقع نتائج سيئة، قد يصبح الطفل مقتنعا بأنك على حق، كما قد تؤدي إلى شعور طاغ بالذنب والعار، مما قد يضعف علاقتك بالطفل بشكل جدي. لا تطالب الطفل بالاعتراف لان ذلك سيرغمه على الكذب.
3- المراقبة: يحتاج الأطفال الذين اعتادوا السرقة إلى إشراف مباشر من قبل الآباء بحيث كلما قاموا بالسرقة كان احتمال اكتشاف الحدث عاليا. كما ينبغي ألا يسمح للأطفال الذين يسرقون أن يحتفظوا بأي شيء ما لم يظهر بوضوح انه لهم، كما ينبغي أن يتم اخبارهم انه يمكنهم أن يتوقعوا أن يتم تفتيش جيوبهم بشكل معتاد إلى أن تنتهي مشكلة السرقة.
4- نظم للطفل مصروفا يوميا منتظما، فالأطفال الذين يسرقون ينشأون عادة في بيوت تتجاهل حاجاتهم الحالية أو تعطيهم مقادير كبيرة من النقود.
