أزهــــــــار السلام

سلام الله عليكم .. و مرحبا بكم ..
انكم في روضة ازهـــــــــــــــــار المحبة والسلام
ادخـلــــــــــــــــــوها بسلام امنيــن


اقطفـــــــــــــــــــــــــوا منها ما شئتم من الورود
و لا تنسوا ان تزرعوا بذور ازهاركم العبقة ..

" زرعـــــوا فقطفنا .. ونزرع فيقطفون "



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

أزهــــــــار السلام

سلام الله عليكم .. و مرحبا بكم ..
انكم في روضة ازهـــــــــــــــــار المحبة والسلام
ادخـلــــــــــــــــــوها بسلام امنيــن


اقطفـــــــــــــــــــــــــوا منها ما شئتم من الورود
و لا تنسوا ان تزرعوا بذور ازهاركم العبقة ..

" زرعـــــوا فقطفنا .. ونزرع فيقطفون "

أزهــــــــار السلام

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
أزهــــــــار السلام

روضـــــــة ثقافية عربية اسلامية وحدوية

نتمنى لكل ازهارنا الندية قضاء لحظــــــــــــــــات مثمرة ومفيدة بين ممرات بستاننا الزكية .................................مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ...................................(( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ ))................. ....................... ... ................ (( وَاعْتَصِمُـــــــــــــــــــــوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا ))......................................

    الشهداء يقبرون مرتين /بقلم الأستاذ:احمد البكري

    woroud azhar
    woroud azhar
    زهـــــــرة السلام

    عدد المساهمات : 14068
    الموقع : ارض الله
    29052011

    الشهداء يقبرون مرتين /بقلم الأستاذ:احمد البكري Empty الشهداء يقبرون مرتين /بقلم الأستاذ:احمد البكري

    مُساهمة من طرف woroud azhar

    منبركم أساتذتي
    الشهداء يقبرون مرتين


    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]


    صحا مبكرا على غير عادته ، إذ كانت والدته تمضي وقتا طويلا لتصحيه. كلما أزاحت عنه الغطاء رده بعنف وهو يزمجر دون أن يفتح عينيه، لعل شريط الأحلام شيق. تعاود أمه نزع الغطاء عنه إلى حد تجريده حتى لاتدع أمامه فرصة لسرق لحظات أخرى يقضيها في النوم . تمتد يديه في اتجاه مختلف فوق جسده الصغير و بطريقة عشوائية ، بحثا عن الغطاء عندما يتيقن أن الأمر لم يعد في متناوله ينكمش كجرو مقرور، ركبتاه تلتصقان بذقنه ويداه تغو صان بين فخديه تنشدان الدفء في و ضع أشبه ما يكون عليه الجنين في بطن أمه . تبين للسيدة الوالدة أن الطريقة غير مجدية فأمسكته من ذراعاه و هزته هزا : "إدريس إدريس انهض . ستتأخر عن الدراسة" و بكل ما أوتيت من قوة رفعت كامل جسده عن الأرض تبعها منكمشا كما كان أضحى تقيلا عليها . عمره الآن تجاوز الثلاث عشرة سنة بقليل. قبل سنوات و عندما كانت تريد مغادرة المنزل، تمسك بذرا عه و ترميه على ظهرها و تلفه بحزام تعقد طرفيه على صدرها، كل هذا و هو في نوم عميق. وعلى العكس منها، وزنه و قوته تزدادان مع مر السنين. الطريق إلى الإعدادية طويل و موحش، ومن عاداته أن يختصر، عليه أن يقطع واد "اردم" عبر "مشرع الفار". هذا إذا كان منسوب الماء في الوادي غير مرتفع . ينحدر من الضفة الأخرى حيث "دوار آيت الحسن" الدوار الذي يذكر اسمه كثيرا عند الساكنة ، لدرجة أن "دوار صحراوة" الذي انصهر فيه لم يعد يذكر فالكل يعرف" آيت الحسن" فقط. يسير بين سياجات القصب التي تلف البساتين ـ حبل المدينة السري ـ يلفظه الطريق إلى السوق القديم ، يواصل السير إلى مقبرة الشهداء أو " روضة الفرناني " كما يحلو للبعض أن يسميها لوجود دار الفرناني بجوارها. القبور التي يمر الطريق بجوارها تكتسي رمزية خاصة. ما كان يلفت انتباه إدريس هو تميز هذه المقبرة عن غيرها، فقد كان يتوقف عندها و يحصيها، هي تقارب الثلاثين. وحده يعرف عددها الصحيح . قبل الوصول إلى الإعدادية لابد من اجتياز ثلاث مقابر. تذكر يوم عرجت والدته على تلك القبور، وقفت على أحدها، وشرعت تتمتم بكلام لا يفهمه ، ما حز في نفسه هو تلك الدموع التي كانت تنهمر من مقلتها . عبثا كانت تداريها عنه وهي تقلع بعض الأعشاب الجافة لتكنس بها القبر المعلوم وجيرانه ، ثم تدعو لهم بالرحمة و المغفرة ، وبخير الجزاء على ماقدموه لهذا البلد . كانت هناك عدة أسئلة يريد أن يمطرها بها، فقط ينتظر الفرصة المواتية . من جانبها كانت تتوقع ذالك. كانت مستعدة لتجيبه عن جميع أسئلته التي أضحت تتدافع و تتسابق لتنفد إلى مسامعها، ومن غير أن تدعه يلقي عليها جميع الأسئلة. أصبحت القبور لامعة بعد أن أزيحت عنها الأتربة و الأعشاب اليابسة. أعادت تنظيم الوشاح، و مسحت بطرفه الأخر دمعة قطرت من عينها. عندما نظر إلى وجهها لاحظ أن الابتسامة المرسومة على شفتيها لم تكن متكلفة، بادرها بسؤاله : ـ أمي رحمة ، لمن يكون هذا القبر؟ ـ إنه لجدك يا أبى المختار في طريقهما إلى المصور ـ لا بد له من صورة جديدة لاستكمال ملف لوازم التسجيل ـ حكت له " أمي رحمة" ـ هكذا يناديها كانت أترابه في الدوار عن جده المقاوم الذي دوخ الاستعمار. كيف كان يخرج ليلا متنكرا ، ليستهدف مع ثلة من رفاقه رؤوس المستعمرين التي لا تفكر إلا في استرقاق أبناء هذا البلد ، وكذا أذناب المستعمرين من أبناء الوطن الذين يبيعون إخوانهم بأرخص تمن.

    ظل متلهفا لمعرفة الكثير، لكن الذي تأكد لديه أن الظرف غير مناسب للخوض في مثل هذه الأمور. هناك في البيت سيكون الجو أحلا و ألذ للاستمتاع بكل التفاصيل. نقرت أمي رحمة على الباب ذي المصراعين، المصنوع من صفيحتي زنك مذبذب وأعواد الأكلبتس. سمعا صرير المزلاج من الداخل. رغم تقدمها في السن ، لازالت "أمي خدوج" قادرة على القيام ببعض الأعمال البسيطة . السبحة لاتفارق يدها . شخصيتها قوية لدرجة أن جماعة الدوار يستشيرونها و يأخذون برأيها كلما تعلق الأمر بشؤون القرية . ولذلك يكن لها الجميع احتراما و تقديرا نادرين. ـ على سلامتكما، لم تتأخرا علي . ـ استعجلني إدريس، إنه يرغب في أن تحكي له عن جده. لقد أخبرته بأنك أحسن من يشفي غليله. وليس من رأى كمن سمع . ـ لكن بشرط ... - أمرك مطاع جدتي ، ولكن بشرط أيضا . ـ -وما شرطك يا عزيزي ؟ ـ ألا تطلبي مني تحقيق المستحيلات؛ مثل أبطال أحجياتك التي كنت أستمتع بها أحيانا، وأنزعج لما أرى من كوا بيس تقض مضجعي ليلا . ـ مثلا ...؟ تقولها بنبرتها الساخرة المعهودة . ـ كأن آتيك بحليب اللبؤة في جلد شبلها. - لا، لا، اطمئن... لن يكون هذا. الدروس و الواجبات تم " السخرة ". فأنت دائما تتهرب من تنفيذ بعض طلباتي البسيطة . استمتع إدريس بحديث أمي خدوج و بطريقتها في السرد ، التي يكتشفها لأول مرة ، خلافا لما يلاحظه عنها في سرد الأحجية و الخرافات ... كيف لا وقد كانت تنتظر اليوم الذي يطلب منها حفيدها ذلك. كم كانت رغبتها قوية في أن تنتقل به من قصص الخيال التي أبطالها من عالم الغيلان و المردة، إلى القصص الواقعية التي أبطالها جده و أفراد خليته. حكت له عن الخلية و تنظيمها المحكم، كيف تدربوا على حمل السلاح؛ ولم يكن سلاحهم في البداية سوى قطع من الخشب و القصب. و كيف تدربوا على استعماله عندما و صلهم سلاح حقيقي. حكت له أيضا عن الطريقة التي كانوا يتواصلون بها مع باقي الخلايا المقاومة في جميع أنحاء المغرب، و كيف ينسقون فيما بينهم، يم كانت وسائل الاتصال منعدمة. أصبح يقرأ التاريخ الذي لم يجده في الكتب في كل ليلة قصة، وفي كل ليلة معركة تدور رحاها هنا أو هناك، يكون الأعداء لها طحينا. انسجم الطفل مع جدته انسجاما لا نظير له؛ بحيث لم يعد قادرا على انتظار الصباح كلما سكتت شهرزاد عن الكلام المباح. لم تعد المسلسلات الكارتونية المفضلة لديه تستهويه، كما أنه لم يعد بحاجة إلى من يصحيه. تعود أن يعتني بالقبور مثلما فعلت والدته أول مرة مع تغيير بسيط؛ ذلك أنه استبدل جريد النخل بالمكنسة الأولى. يسويها بإزالة السعف من أسفلها مقدار شبرين يمسكها منه ، ويتركها فوق قبر أبا المختار كدلالة على الشموخ والأصالة والنصر لقد توقف الدفن في هذه المقبرة منذ سنين كما توقف بالمقبرة المقابلة لها التي تحولت إلى جبل من الأتربة وأنقاض البناء . ومع ذلك حضيت بما لم تحضا به روضة الشهداء : سور من الحجر و الإسمنت ،زين أعلاه بأهرامات صغيرة مدرجة . كل عند وعده؛ إدريس حصل على أعلى نقطة في الإنشاء، كان الموضوع «سيرة بطل". وجد ضالته في مسيرة جده النضالية. معنى هذا أنه سيزور مدينة الرباط . توقفت أمام باب لعلو، أخبرته أن أبا المختار كان احد نزلائه وان بعض رفاقه الذين كانوا معه في السجن، ماتوا تحت التعذيب الوحشي الذي كان يمارسه عليهم العدو الغاشم، دفنوا في المقبرة المجاورة للسجن. غير بعيد عن هذا المكان، تمتد مقبرة الشهداء. انبهر إدريس بالتنظيم الذي تخضع له هذه المقبرة وبشكل قبورها و... و كان إدريس شارد الدهن ، يقارن بين المقبرتين : مقبرة الشهداء وروضة. وكزته أم خدوج بمرفقها لتثير انتباهه . أخبرته أنها لم تكن تعلم بوجود " أبا المختار" في السجن، رغم طول غيابه. جاءهم الخبر بعد لأي عن طريق أحد أفراد الخلية . حكت لحفيدها عن ليلة سقوط خلية با المختار بقيصارية المدينة . دماء الشهداء رسمت خطا انحدر إلى شارع الرباط. إنها الخيانة ... تحصره أمي خدوج كثيرا تم قالت :

    كم مرة أخفيتهم عندي دون أن يعلم بهم احد ، و كم أسديت لهم من الخدمات دون أن يعلم بي الطغاة المستعمرون . وكم تلقيت من التعذيب بسبب دعمي لهم؛ كل شيء في سبيل الوطن يهون. في البيت ، أخرجت الجدة صندوقا صغيرا من العرعار مصمما بعناية تشي بأنه يضم تحفة ما. دعت حفيدها لتطلعه على ما بداخله. أدخلت يدها بالداخل و أخرجتها يتبعها شيء كالثعبان الضخم. تراجع إدريس إلى الوراء خوفا ، تبين له أن ما ضنه ثعبانا لم يكن سوى شعر مظفور ذليلا على أكبر عقوبة تلقتها الجدة بسبب تكتمها على الخلية. أشبعوها ضربا و ركلا إلى أن خارت قواها تم حلقوا رأسها. عرف منها فيما بعد أن هذه المدينة الخجولة ، التي تزين بجاد سهل الغرب من أسفله ، أنجبه العديد من الأبطال الأشاوس . ولأول مرة يعرف أن لها أسماء كثيرة حفظ منها اثنين فقط : " كبار" و " باتيجا ". أصبحت هي معشوقته ، يدافع عنها و يفتخر بها إلى حد الجنون. لكن ماحز في نفس إدريس هو اختفاء قبور الشهداء تحت أكوام الأتربة التي أفرغتها الشاحنات ، و حتى المكنسة لم يجد لها أثر، تساءل مع نفسه : وهل ستنفع في إزاحة هذه الجبال ؟ لم تتأخر أمي خدوج عندما زف إليها الخبر؛ بسرعة البرق أخرجت من الدولاب محفظة صغيرة بها أوراق وصور و نياشين ... ثم خرجت دون أن تنظر إلى المرآة كعادتها.



    قصة قصيرة بقلم الأستاذ:
    احمد البكري - الحارس العام بالقاضي عياض- كتبها بتاريخ 17-02-2009

    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
    مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

    لا يوجد حالياً أي تعليق


      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة نوفمبر 22, 2024 5:14 pm