ديك العيد
"كان لمزبّد (من أصحاب النوادر) ديكٌ قديم الصحبة، نشأ في داره،
وعرف بجواره، فأقبل عيد الأضحى؛ ووافق من مزبّد رقة الحال،
وخلوّ بيته من كلّ خير ومير، فلما راد أن يغدو إلى المصلّى،
أوصى امرأته بذبح الديك، واتخاذ الطعام لإقامة رسم العيد،
فعمدت المرأة لتمسكه، فجعل يصيح ويثب من جدار إلى جدار،
ومن دار إلى دار، حتى أسقط على هذا من الجيران لبنة،
وكسَر لذلك غضّارة، وقلبَ للآخر قارورة، فسألوا المرأة عن
القصة في تعرضها له، فأخبرتهم، فقالوا: والله ما نرضى أن يبلغ
حال أبي إسحاق إلى ما نرى، فبعث بعضهم إلى داره بشاة وبعضهم
بشاتين، وأنفذ بعضهم بقرة، وتغالوا في الإهداء حتى غصّت الدار
بالشياه والبقر، وذبحت المرأة ما شاءت، ونصبت القدْر، وسجَرت
التنّور. وكرّ (مزبّد) راجعاً إلى منزله، فرأى روائح الشواء،
قد امتزجت بالهواء، فقال للمرأة: أنّى لك هذا الخير؟ فقصّت عليه
قصة الديك، وما ساق الله إليهم ببركته من الخيرات، فامتلأ سرورا،
وقال لها: احتفظي بهذا العِلْق النفيس، وأكرمي مثواه فإنه أكرم
على الله من نبيّه إسماعيل عليه السلام، قالت: وكيف؟
قال: لأنّ الله لم يفْدِ إسماعيل إلا بذبحٍ واحد، قال الله تعالى:
"وفديْناهُ بذِبْحٍ عظيم"،
وقد فُديَ هذا الديك بكل هذه الشياه والبقر".
"كان لمزبّد (من أصحاب النوادر) ديكٌ قديم الصحبة، نشأ في داره،
وعرف بجواره، فأقبل عيد الأضحى؛ ووافق من مزبّد رقة الحال،
وخلوّ بيته من كلّ خير ومير، فلما راد أن يغدو إلى المصلّى،
أوصى امرأته بذبح الديك، واتخاذ الطعام لإقامة رسم العيد،
فعمدت المرأة لتمسكه، فجعل يصيح ويثب من جدار إلى جدار،
ومن دار إلى دار، حتى أسقط على هذا من الجيران لبنة،
وكسَر لذلك غضّارة، وقلبَ للآخر قارورة، فسألوا المرأة عن
القصة في تعرضها له، فأخبرتهم، فقالوا: والله ما نرضى أن يبلغ
حال أبي إسحاق إلى ما نرى، فبعث بعضهم إلى داره بشاة وبعضهم
بشاتين، وأنفذ بعضهم بقرة، وتغالوا في الإهداء حتى غصّت الدار
بالشياه والبقر، وذبحت المرأة ما شاءت، ونصبت القدْر، وسجَرت
التنّور. وكرّ (مزبّد) راجعاً إلى منزله، فرأى روائح الشواء،
قد امتزجت بالهواء، فقال للمرأة: أنّى لك هذا الخير؟ فقصّت عليه
قصة الديك، وما ساق الله إليهم ببركته من الخيرات، فامتلأ سرورا،
وقال لها: احتفظي بهذا العِلْق النفيس، وأكرمي مثواه فإنه أكرم
على الله من نبيّه إسماعيل عليه السلام، قالت: وكيف؟
قال: لأنّ الله لم يفْدِ إسماعيل إلا بذبحٍ واحد، قال الله تعالى:
"وفديْناهُ بذِبْحٍ عظيم"،
وقد فُديَ هذا الديك بكل هذه الشياه والبقر".