"إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ"
فلنقف أيها الأحبة مع آية في كتاب الله جل وعلا
وفي أول سورة في كتاب الله جل وعلا وكفى بها واعظاً
وكفى بها مسليةًً وكفى بها كاشفةًً للكروب..
قال تعالى:
(وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ
وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا
أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ *
أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ) .
"إنا لله وإنا إليه راجعون"
علاج من الله عز وجل لكل من أصيب بمصيبة دقيقة أو جليلة ,
بل إنه أبلغ علاج وأنفعه للعبد في آجله وعاجله فإذا ما
تحقق العبد أن نفسه وماله وأهله وولده ملك لله عز وجل
قد جعلها عنده عارية فإذا أخذها منه فهو كالمعير يأخذ
عاريته من المستعير فهل في ذلك ضير؟؟
لا .. والذي رفع السماء بلا عمد , ثم إن ما يؤخذ منك
أيها العبد المصاب المبتلى محفوف بعدمين , عدم قبله فلم
يكن شيئاً في يوم من الأيام , وعدم بعده فكان ثم لم يكن ,
فملكك له متعة مستودعة في زمن يسير ثم تعود إلى موجدها
ومعيرها الحقيقي سبحانه وبحمده:
(ثُمَّ رُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلاهُمُ الْحَقِّ أَلا لَهُ الْحُكْمُ وَهُوَ أَسْرَعُ الْحَاسِبِينَ).
فمصير العبد ومرجعه إلى الله مولاه الحق , لا بد أن يخلف
الدنيا وراء ظهره يوماً ما , ويأتي ربه فرداً كما خلقه
أول مرة بلا أهل ولا عشيرة ولا مال .. ولكن بالحسنات
والسيئات نسأله حسن المآل ..
هل علمت هذا أخي المصاب المكروب ؟
إن علمت حقاً فكيف الفرح الزائد بمتاع الدنيا أياً كان ؟
ثم كيف الأسى على أي مفقود أياً كان ؟
يكفيك من ذلك تفكيرك في بداية العبد ونهايته علاجاً وبلسماً
لكل همٍ وغمٍ وكرب ومعها "إنا لله وإنا إليه راجعون"
فهي الصلاة والرحمة والهدى ونعم العدلان ونعمت العلاوة ,
فهِم ذلك السلف حق الفهم رضي الله عنهم فاسمع ..
عبدالله بن مطرف لما مات ولده قال :
"والله لو أن الدنيا وما فيها لي فأخذها الله عز وجل
مني ثم وعدني عليها شربة من ماء لرأيتها لتلك الشربة أهلاً ,
فكيف بالصلاة والرحمة والهدى ؟
إذا مالقيت الله عني راضياً ... فإن شفاء النفس فيما هنالك
ثم اسمع معي لبعض أحاديث المصطفى صلى الله عليه وسلم
ففيها الدواء لما بك من الكروب والأشجان والهموم
والأحزان إن وعيتها كشِف الكرب وكأنه ما كان ...
روى مسلم في صحيحه من حديث أم سلمة رضي الله عنها قالت
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :
( ما من عبدٍ تصيبه مصيبة فيقول:
"إنا لله وإنا إليه راجعون اللهم أجرني في مصيبتي
واخلف لي خيراً منها "
إلا آجره الله في مصيبته وأخلف له خيراً منها
قالت : فلما توفي أبو سلمة قلت :
ومن خيرٌ من أبي سلمة؟ صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ,
ثم عزم الله علي فقلتها .. فما الخلف؟ .. قالت :
فتزوجت رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن خير من رسول الله)
وفي الصحيحين عن أبي سعيد الخدري وأبو هريرة رضي الله
عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :
( ما يصيب المؤمن من نصب ولا وصب ولا همٍ ولا حزن
ولا أذىً ولا غم , حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها خطاياه ).
وفي صحيح ابن حبان عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال :
سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم أي الناس أشد بلاءً؟
قال:
( الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل , يبتلى الناس على قدر دينهم ,
فمن ثخن دينه اشتد بلاؤه , ومن ضعف دينه ضعف بلاؤه ,
وإن الرجل ليصيبه البلاء حتى يمشي في الناس وما عليه خطيئة )
وفي سنن الترمذي :
(ما يزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة في نفسه وولده وماله ,
حتى يلقى الله تعالى وما عليه خطيئة )
وفي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي
صلى الله عليه وسلم قال :
( لا يموت لأحدٍ من المسلمين ثلاثة من الولد فتمسه النار
إلا تحلة القسم ) يشير إلى قوله تعالى:
(وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْماً مَقْضِيّاً *
ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيّاً).
وأخرج مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال :
( أتت امرأة إلى النبي صلى الله عليه وسلم بصبيٍ لها فقالت :
يا رسول الله ادعُ الله له فلقد دفنت ثلاثةً قبله ,
فقال صلى الله عليه وسلم : " دفنت ثلاثة ؟ " مستعظماً أمرها .
قالت : نعم .. قال : " لقد احتضرتِ بحضارٍ شديدٍ من النار).
أي لقد احتميتِ بحمىً عظيمٍ من النار فما أعظم الأجر
وما أكمل الثواب وما أجدر أن يُستعذب العذاب في طلب هذا الثواب.
وجاء في الحديث الصحيح كما في السلسلة الصحيحة
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:
(إذا مات ولد الرجل يقول الله تعالى لملائكته :
"أقبضتم ولد عبدي؟ فيقولون : نعم .. فيقول وهو أعلم :
أقبضتم ثمرة فؤاده ؟ فيقولون : نعم ..
فيقول : ماذا قال عبدي ؟ فيقولون : حمدك واسترجع،
فيقول الله جل وعلا : ابنوا لعبدي بيتاً في الجنة وسمّوه بيت الحمد).
يالها من بشارة بالموت على الإيمان لأن الله إذا أمر ببناء
بيت لأحد من عبيده لابد لذلك العبد من سكنى هذا البيت
في يومٍ من الأيام ...
إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ
فلنقف أيها الأحبة مع آية في كتاب الله جل وعلا
وفي أول سورة في كتاب الله جل وعلا وكفى بها واعظاً
وكفى بها مسليةًً وكفى بها كاشفةًً للكروب..
قال تعالى:
(وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ
وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا
أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ *
أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ) .
"إنا لله وإنا إليه راجعون"
علاج من الله عز وجل لكل من أصيب بمصيبة دقيقة أو جليلة ,
بل إنه أبلغ علاج وأنفعه للعبد في آجله وعاجله فإذا ما
تحقق العبد أن نفسه وماله وأهله وولده ملك لله عز وجل
قد جعلها عنده عارية فإذا أخذها منه فهو كالمعير يأخذ
عاريته من المستعير فهل في ذلك ضير؟؟
لا .. والذي رفع السماء بلا عمد , ثم إن ما يؤخذ منك
أيها العبد المصاب المبتلى محفوف بعدمين , عدم قبله فلم
يكن شيئاً في يوم من الأيام , وعدم بعده فكان ثم لم يكن ,
فملكك له متعة مستودعة في زمن يسير ثم تعود إلى موجدها
ومعيرها الحقيقي سبحانه وبحمده:
(ثُمَّ رُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلاهُمُ الْحَقِّ أَلا لَهُ الْحُكْمُ وَهُوَ أَسْرَعُ الْحَاسِبِينَ).
فمصير العبد ومرجعه إلى الله مولاه الحق , لا بد أن يخلف
الدنيا وراء ظهره يوماً ما , ويأتي ربه فرداً كما خلقه
أول مرة بلا أهل ولا عشيرة ولا مال .. ولكن بالحسنات
والسيئات نسأله حسن المآل ..
هل علمت هذا أخي المصاب المكروب ؟
إن علمت حقاً فكيف الفرح الزائد بمتاع الدنيا أياً كان ؟
ثم كيف الأسى على أي مفقود أياً كان ؟
يكفيك من ذلك تفكيرك في بداية العبد ونهايته علاجاً وبلسماً
لكل همٍ وغمٍ وكرب ومعها "إنا لله وإنا إليه راجعون"
فهي الصلاة والرحمة والهدى ونعم العدلان ونعمت العلاوة ,
فهِم ذلك السلف حق الفهم رضي الله عنهم فاسمع ..
عبدالله بن مطرف لما مات ولده قال :
"والله لو أن الدنيا وما فيها لي فأخذها الله عز وجل
مني ثم وعدني عليها شربة من ماء لرأيتها لتلك الشربة أهلاً ,
فكيف بالصلاة والرحمة والهدى ؟
إذا مالقيت الله عني راضياً ... فإن شفاء النفس فيما هنالك
ثم اسمع معي لبعض أحاديث المصطفى صلى الله عليه وسلم
ففيها الدواء لما بك من الكروب والأشجان والهموم
والأحزان إن وعيتها كشِف الكرب وكأنه ما كان ...
روى مسلم في صحيحه من حديث أم سلمة رضي الله عنها قالت
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :
( ما من عبدٍ تصيبه مصيبة فيقول:
"إنا لله وإنا إليه راجعون اللهم أجرني في مصيبتي
واخلف لي خيراً منها "
إلا آجره الله في مصيبته وأخلف له خيراً منها
قالت : فلما توفي أبو سلمة قلت :
ومن خيرٌ من أبي سلمة؟ صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ,
ثم عزم الله علي فقلتها .. فما الخلف؟ .. قالت :
فتزوجت رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن خير من رسول الله)
وفي الصحيحين عن أبي سعيد الخدري وأبو هريرة رضي الله
عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :
( ما يصيب المؤمن من نصب ولا وصب ولا همٍ ولا حزن
ولا أذىً ولا غم , حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها خطاياه ).
وفي صحيح ابن حبان عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال :
سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم أي الناس أشد بلاءً؟
قال:
( الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل , يبتلى الناس على قدر دينهم ,
فمن ثخن دينه اشتد بلاؤه , ومن ضعف دينه ضعف بلاؤه ,
وإن الرجل ليصيبه البلاء حتى يمشي في الناس وما عليه خطيئة )
وفي سنن الترمذي :
(ما يزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة في نفسه وولده وماله ,
حتى يلقى الله تعالى وما عليه خطيئة )
وفي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي
صلى الله عليه وسلم قال :
( لا يموت لأحدٍ من المسلمين ثلاثة من الولد فتمسه النار
إلا تحلة القسم ) يشير إلى قوله تعالى:
(وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْماً مَقْضِيّاً *
ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيّاً).
وأخرج مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال :
( أتت امرأة إلى النبي صلى الله عليه وسلم بصبيٍ لها فقالت :
يا رسول الله ادعُ الله له فلقد دفنت ثلاثةً قبله ,
فقال صلى الله عليه وسلم : " دفنت ثلاثة ؟ " مستعظماً أمرها .
قالت : نعم .. قال : " لقد احتضرتِ بحضارٍ شديدٍ من النار).
أي لقد احتميتِ بحمىً عظيمٍ من النار فما أعظم الأجر
وما أكمل الثواب وما أجدر أن يُستعذب العذاب في طلب هذا الثواب.
وجاء في الحديث الصحيح كما في السلسلة الصحيحة
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:
(إذا مات ولد الرجل يقول الله تعالى لملائكته :
"أقبضتم ولد عبدي؟ فيقولون : نعم .. فيقول وهو أعلم :
أقبضتم ثمرة فؤاده ؟ فيقولون : نعم ..
فيقول : ماذا قال عبدي ؟ فيقولون : حمدك واسترجع،
فيقول الله جل وعلا : ابنوا لعبدي بيتاً في الجنة وسمّوه بيت الحمد).
يالها من بشارة بالموت على الإيمان لأن الله إذا أمر ببناء
بيت لأحد من عبيده لابد لذلك العبد من سكنى هذا البيت
في يومٍ من الأيام ...
إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ