طوبى لمن مات له (لها) ولد
جاء في الحديث الصحيح كما في السلسلة الصحيحة عن رسول الله
صلى الله عليه وسلم أنه قال:
(إذا مات ولد الرجل يقول الله تعالى لملائكته :
"أقبضتم ولد عبدي؟ فيقولون : نعم ..
فيقول وهو أعلم : أقبضتم ثمرة فؤاده ؟ فيقولون : نعم ..
فيقول : ماذا قال عبدي ؟ فيقولون : حمدك واسترجع،
فيقول الله جل وعلا : ابنوا لعبدي بيتاً في الجنة وسمّوه بيت الحمد).
يالها من بشارة بالموت على الإيمان لأن الله إذا أمر ببناء
بيت لأحد من عبيده لابد لذلك العبد من سكنى هذا البيت
في يومٍ من الأيام ... وروى الإمام أحمد من حديث معاوية بن
قرة عن أبيه:
( أنه كان رجل يأتي النبي صلى الله عليه وسلم ومعه ابن له ,
فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " أتحبه ؟ " فقال :
يا رسول الله , أحبك الله كما أحبه ..
فتفقده النبي صلى الله عليه وسلم فقال :
" ما فعل ابن فلان؟ فقالوا : يا رسول الله مات ,
فقال النبي صلى الله عليه وسلم لأبيه : " أما تحب أن تأتي
باباً من أبواب الجنة إلا وجدته عليه ينتظرك ؟ "
فقال رجل : يا رسول الله , أله خاصة أم لكلنا ؟
فقال صلى الله عليه وسلم : " بل لكلكم ).
في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله
عليه وسلم قال :
( لا يموت لأحدٍ من المسلمين ثلاثة من الولد فتمسه النار
إلا تحلة القسم ) يشير إلى قوله تعالى:
(وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْماً مَقْضِيّاً *
ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيّاً).
وأخرج مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال :
( أتت امرأة إلى النبي صلى الله عليه وسلم بصبيٍ لها فقالت :
يا رسول الله ادعُ الله له فلقد دفنت ثلاثةً قبله ,
فقال صلى الله عليه وسلم : " دفنت ثلاثة ؟ " مستعظماً أمرها
قالت : نعم .. قال : " لقد احتضرتِ بحضارٍ شديدٍ من النار).
أي لقد احتميتِ بحمىً عظيمٍ من النار فما أعظم الأجر وما أكمل
الثواب وما أجدر أن يُستعذب العذاب في طلب هذا الثواب.
هاهو أبو مسلم الخولاني عليه رحمة الله يقول : لأن يولد لي
مولود يحسن الله نباته , حتى إذا استوى على شبابه وكان أعجب
ما يكون إليّ قبضه الله تعالى مني .. أحب إليّ من الدنيا وما فيها.
وكان للمحدث إبراهيم الحربيّ عليه رحمة الله ابن له إحدى عشرة
سنة حفظ القرآن ولقّنه من الفقه جانباً كبيراً , ثم مات الولد ,
قال محمد بن خلف : جئت أعزيه فقال :
الحمد لله والله لقد كنت على حبي له أشتهي موته ..
قلت له : يا أبا إسحاق , أنت عالم الدنيا تقول ذلك في صبيٍ
قد حفظ القرآن ولقنته الحديث والفقه ؟ قال : نعم , أو يخفى
عليك أجر تقديمه ؟
ثم قال : وفوق ذلك , فلقد رأيت في منامي وكأن القيامة قامت
وكأن صبياناً في أيديهم قلال فيها ماء يستقبلون الناس فيسقونهم
وكان اليوم حاراً شديد حرّه.
قال فقلت لأحدهم : أسقني من هذا الماء .. قال : فنظر إلي وقال :
لست أبي .. قال قلت : من أنتم ؟
قال : نحن الصبية الذين متنا واحتسبنا آباؤنا .. ننتظرهم
لنستقبلهم فنسقيهم الماء , قال : فلذلك اشتهيت موته والحمد لله
وإنا لله وإنا إليه راجعون.
هذه إحدى المكروبات المصابات تقول عند مصيبتها بأحد أبنائها :
(الحمد لله على السراء والضراء والعافية والبلاء
والله ما أحب تأخير ما عجّل الله , ولا تعجيل ما أخّر الله ,
وكل ذلك في كتاب إن ذلك على الله يسير).
ومات ابنٌ لأنس رضي الله عنه فقال أنس عند قبره :
(الحمد لله .. اللهم عبدك وابن عبدك وقد ردّ إليك ,
فارأف به وارحمه وجافِِ الأرض عن بدنه , وافتح أبواب
السماء لروحه , وتقبله بقبول حسن " ثم انصرف ,
فأكل وشرب وادّهن وأصاب من أهله) و لسان حاله :
( إِنَّ ذَلِكَ فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ).
وكان أبو ذر رضي الله عنه لا يعيش له ولد , فقيل له:
( إنك امرؤٌ لا يبقى لك ولد ..
فقال : الحمد لله كل ذلك في كتاب الحمد لله الذي يأخذهم
في دار الفناء ويدّخرهم في دار البقاء) ..
وتموت ابنة لعبد الله بن عباس رضي الله عنهما
وكان راكباً في طريقه لمكة ويأتيه الخبر فنزل عن دابته
وصلى ركعتين , ثم رفع رأسه للسماء وقال:
(الحمد لله وإنا لله , عورة سترها الله , ومؤونة كفاها الله ,
وأجر ساقه الله) ... ثم ركب ومضى في رعاية الله ..
ومات لعبدالله بن عامر سبعة أبناء في يوم واحد
والأمر كما تعلمون مهول ومزعج وفظيع , فكيف استقبله هذا الرجل ؟
قال: الحمد لله , إني مسلم مُسلّم ...
ويقف محمد بن سليمان على قبر ابنه وفلذة كبده بعدما دفنه فيقول:
(كل ذلك في كتاب , الحمد لله وإنا لله وإنا إليه راجعون ,
اللهم إني أرجوك له وأخافك عليه , اللهم فحقق رجائي فيه ,
وآمن خوفي عليه) ...
جاء في الحديث الصحيح كما في السلسلة الصحيحة عن رسول الله
صلى الله عليه وسلم أنه قال:
(إذا مات ولد الرجل يقول الله تعالى لملائكته :
"أقبضتم ولد عبدي؟ فيقولون : نعم ..
فيقول وهو أعلم : أقبضتم ثمرة فؤاده ؟ فيقولون : نعم ..
فيقول : ماذا قال عبدي ؟ فيقولون : حمدك واسترجع،
فيقول الله جل وعلا : ابنوا لعبدي بيتاً في الجنة وسمّوه بيت الحمد).
يالها من بشارة بالموت على الإيمان لأن الله إذا أمر ببناء
بيت لأحد من عبيده لابد لذلك العبد من سكنى هذا البيت
في يومٍ من الأيام ... وروى الإمام أحمد من حديث معاوية بن
قرة عن أبيه:
( أنه كان رجل يأتي النبي صلى الله عليه وسلم ومعه ابن له ,
فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " أتحبه ؟ " فقال :
يا رسول الله , أحبك الله كما أحبه ..
فتفقده النبي صلى الله عليه وسلم فقال :
" ما فعل ابن فلان؟ فقالوا : يا رسول الله مات ,
فقال النبي صلى الله عليه وسلم لأبيه : " أما تحب أن تأتي
باباً من أبواب الجنة إلا وجدته عليه ينتظرك ؟ "
فقال رجل : يا رسول الله , أله خاصة أم لكلنا ؟
فقال صلى الله عليه وسلم : " بل لكلكم ).
في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله
عليه وسلم قال :
( لا يموت لأحدٍ من المسلمين ثلاثة من الولد فتمسه النار
إلا تحلة القسم ) يشير إلى قوله تعالى:
(وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْماً مَقْضِيّاً *
ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيّاً).
وأخرج مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال :
( أتت امرأة إلى النبي صلى الله عليه وسلم بصبيٍ لها فقالت :
يا رسول الله ادعُ الله له فلقد دفنت ثلاثةً قبله ,
فقال صلى الله عليه وسلم : " دفنت ثلاثة ؟ " مستعظماً أمرها
قالت : نعم .. قال : " لقد احتضرتِ بحضارٍ شديدٍ من النار).
أي لقد احتميتِ بحمىً عظيمٍ من النار فما أعظم الأجر وما أكمل
الثواب وما أجدر أن يُستعذب العذاب في طلب هذا الثواب.
هاهو أبو مسلم الخولاني عليه رحمة الله يقول : لأن يولد لي
مولود يحسن الله نباته , حتى إذا استوى على شبابه وكان أعجب
ما يكون إليّ قبضه الله تعالى مني .. أحب إليّ من الدنيا وما فيها.
وكان للمحدث إبراهيم الحربيّ عليه رحمة الله ابن له إحدى عشرة
سنة حفظ القرآن ولقّنه من الفقه جانباً كبيراً , ثم مات الولد ,
قال محمد بن خلف : جئت أعزيه فقال :
الحمد لله والله لقد كنت على حبي له أشتهي موته ..
قلت له : يا أبا إسحاق , أنت عالم الدنيا تقول ذلك في صبيٍ
قد حفظ القرآن ولقنته الحديث والفقه ؟ قال : نعم , أو يخفى
عليك أجر تقديمه ؟
ثم قال : وفوق ذلك , فلقد رأيت في منامي وكأن القيامة قامت
وكأن صبياناً في أيديهم قلال فيها ماء يستقبلون الناس فيسقونهم
وكان اليوم حاراً شديد حرّه.
قال فقلت لأحدهم : أسقني من هذا الماء .. قال : فنظر إلي وقال :
لست أبي .. قال قلت : من أنتم ؟
قال : نحن الصبية الذين متنا واحتسبنا آباؤنا .. ننتظرهم
لنستقبلهم فنسقيهم الماء , قال : فلذلك اشتهيت موته والحمد لله
وإنا لله وإنا إليه راجعون.
هذه إحدى المكروبات المصابات تقول عند مصيبتها بأحد أبنائها :
(الحمد لله على السراء والضراء والعافية والبلاء
والله ما أحب تأخير ما عجّل الله , ولا تعجيل ما أخّر الله ,
وكل ذلك في كتاب إن ذلك على الله يسير).
ومات ابنٌ لأنس رضي الله عنه فقال أنس عند قبره :
(الحمد لله .. اللهم عبدك وابن عبدك وقد ردّ إليك ,
فارأف به وارحمه وجافِِ الأرض عن بدنه , وافتح أبواب
السماء لروحه , وتقبله بقبول حسن " ثم انصرف ,
فأكل وشرب وادّهن وأصاب من أهله) و لسان حاله :
( إِنَّ ذَلِكَ فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ).
وكان أبو ذر رضي الله عنه لا يعيش له ولد , فقيل له:
( إنك امرؤٌ لا يبقى لك ولد ..
فقال : الحمد لله كل ذلك في كتاب الحمد لله الذي يأخذهم
في دار الفناء ويدّخرهم في دار البقاء) ..
وتموت ابنة لعبد الله بن عباس رضي الله عنهما
وكان راكباً في طريقه لمكة ويأتيه الخبر فنزل عن دابته
وصلى ركعتين , ثم رفع رأسه للسماء وقال:
(الحمد لله وإنا لله , عورة سترها الله , ومؤونة كفاها الله ,
وأجر ساقه الله) ... ثم ركب ومضى في رعاية الله ..
ومات لعبدالله بن عامر سبعة أبناء في يوم واحد
والأمر كما تعلمون مهول ومزعج وفظيع , فكيف استقبله هذا الرجل ؟
قال: الحمد لله , إني مسلم مُسلّم ...
ويقف محمد بن سليمان على قبر ابنه وفلذة كبده بعدما دفنه فيقول:
(كل ذلك في كتاب , الحمد لله وإنا لله وإنا إليه راجعون ,
اللهم إني أرجوك له وأخافك عليه , اللهم فحقق رجائي فيه ,
وآمن خوفي عليه) ...