اليونان وسياسة شد الحزام
حذر الخبير في معهد العلاقات الدولية والاستراتيجية فابيو ليبرتي في مقابلة
أجرتها معه قناة "روسيا اليوم"، حذر من أن "الترويكا"
المتمثلة بالبنك المركزي الاوروبي والمفوضية الاوربية وصندوق النقد الدولي،
قد تحجم عن مساعدة اليونان في حال لم تلتزم أثينا بالإجراءات التقشفية
التي اتخذتها على عاتقها، ما سيؤدي إلى افلاسها وتخلفها عن السداد.
س ـ التظاهرات في اليونان تخرج الى شوارع اثينا. لكن هذه المرة
رأينا الكثير من العنف ورأينا الكثير من المابني التي تم احراقها
في اثينا. هل هي الحالة من الغضب ستمر مع مرور الوقت أم انها
بداية الانفجار؟
ـ صحيح ان التظاهرات الاخيرة كانت عنيفة جدا و نحن نشهد الآن المزيد
من التشدد في المجتمع اليوناني. لماذا؟ اليونان تعيش حالة التقشف
منذ عام 2009 ويقدر ما تخسره البلاد منذ ذلك العام وحتى نهاية
العام الجاري بنحو 15% من حجم انتاجها الوطني. وفي الوقت نفسه
مع خمس خطط تقشف بدأت في عام 2009 بفرض ضرائب جديدة صاحبها
خفض الانفاق العام، تحمل المواطنون ما بين 40 و 50 مليار يورو.
يجب ان نفهم ان الذين خرجوا الى الشارع في التظاهرات الاخيرة هم
اكثر المتضررين من خطط التقشف لان اليونان عندما وجدت انها تقريبا
في حالة افلاس، اتخذت الحكومة اليونانية اجراءات طارئة
وهذه الاجراءات اضرت، ولسوء الحظ، بالطبقات الاجتماعية الاكثر فقرا
والاكثر احتياجا وهم من كانوا يدفعون ضرائبهم للدولة
وهذا حدث لأن الحكومة بحثت، تحت الضغط الدولي لكي تتحرك،
بحثت عن المال بأسهل الطرق عن طريق خفض المعاشات وخفض رواتب
الشباب و العاملين بشكل عام وهي اجراءات يجد الرأي العام
اليوناني صعوبة في قبولها.
س ـ هل يمكن ان تؤدي حالة الغضب هذه الى ثورة في اليونان.
هل تتمكن الحكومة اليونانية من تطبيق خطط الاصلاحات التي اقرها
البرلمان اليوناني بفعل؟
ـ يصعب توقع مستقبل هذه الحالة هل ستجد اليونان نفسها امام ثورة.
يمكن التخوف من ذلك. اليونانيون متعبون جدا وهم في وضع اقتصادي
صعب للغاية. الالاف من اليونانيين في حالة فقر مدقع و نحن نتحدث عن
دولة كانت تقدم في السنوات الاخيرة كمثال يحتذي به ومع ذلك ادعوكم
الى الاخذ بعين الاعتبار وضعا معينا انه في حال افلاس اليونان،
في حال رفض الاجراءات التقشفية الاخيرة التي صوت عليها البرلمان
سيضطر الترويكا أي البنك المركزي الاوروبي و المفوضية و صندوق
النقد الدولي و خاصة الدول الاوربية التى تقرض اليونان اليوم،
الى التوقف عن تقديم المساعدات الى اليونان لاسباب تتعلق بسياستهم
الداخلية او تتعلق بموازناتهم و بالتالي ستجد اليونان نفسها غير قادرة
على دفع التزاماتها. وافلاس الدولة اليونانية يعني عدم دفع المعاشات
وعدم دفع رواتب موظفي الدولة مع العلم ان هناك نحو مليون يوناني
من اصل 10 ملايين يعملون لدى الدولة واذا اضفتم الى ذلك عدد افراد
العائلات التي تعتمد على هؤلاء الموظفين تصبح النسبة نسبة لا يستهان بها
من المجتمع اليوناني.
اعتقد اذن ان رفض الاجراءات التقشفية و الانتقال الى فكرة الثورة
لن يسوي الوضع في اليونان و انما ستكون التداعيات الاقتصادية
و الاجتماعية اكثر كارثية.
س ـ عدم تطبيق الاصلاحات يعني ان اوربا لن تقدم المزيد من المساعدات
وهذا يعني الافلاس بالنسبة لليونان. ماذا ستفعل الحكومة امام هذا
الضغط الاوربي وامام غضب الشارع ايضا؟
ـ الانطباع الذي تولد لدينا في بروكسل وفي اوساط المحللين الاوربيين
انه ومع اقتراب انتخابات ابريل/نيسان من هذا العام اوقفت الحكومة
اليونانية تنفيذ الاصلاحات التى وعدت بها بروكسل قائلة ان الاتحاد
الاوربي سيكون على كل الاحوال مجبرا على مساعدتنا. ومع ملاحظة
الاوربيين لهذا السلوك اليوناني تولدت حالة من الانزعاج الشديد
لدى القادة الاوربيين ولدى الرأي العام الاوروبي ـ وهو ما دفع
الى فرض المزيد من الشروط المعقدة على اليونان ـ
ويقولون لليونانيين ابدوا بمساعدة انفسكم اولا، سيروا دولتكم،
هذه هي الطريقة الوحيدة للخروج من هذه الازمة و للهروب من
الافلاس الذي يكون اكثر ايلاما من الاجراءات التقشفية المفروضة عليكم اليوم.
حذر الخبير في معهد العلاقات الدولية والاستراتيجية فابيو ليبرتي في مقابلة
أجرتها معه قناة "روسيا اليوم"، حذر من أن "الترويكا"
المتمثلة بالبنك المركزي الاوروبي والمفوضية الاوربية وصندوق النقد الدولي،
قد تحجم عن مساعدة اليونان في حال لم تلتزم أثينا بالإجراءات التقشفية
التي اتخذتها على عاتقها، ما سيؤدي إلى افلاسها وتخلفها عن السداد.
س ـ التظاهرات في اليونان تخرج الى شوارع اثينا. لكن هذه المرة
رأينا الكثير من العنف ورأينا الكثير من المابني التي تم احراقها
في اثينا. هل هي الحالة من الغضب ستمر مع مرور الوقت أم انها
بداية الانفجار؟
ـ صحيح ان التظاهرات الاخيرة كانت عنيفة جدا و نحن نشهد الآن المزيد
من التشدد في المجتمع اليوناني. لماذا؟ اليونان تعيش حالة التقشف
منذ عام 2009 ويقدر ما تخسره البلاد منذ ذلك العام وحتى نهاية
العام الجاري بنحو 15% من حجم انتاجها الوطني. وفي الوقت نفسه
مع خمس خطط تقشف بدأت في عام 2009 بفرض ضرائب جديدة صاحبها
خفض الانفاق العام، تحمل المواطنون ما بين 40 و 50 مليار يورو.
يجب ان نفهم ان الذين خرجوا الى الشارع في التظاهرات الاخيرة هم
اكثر المتضررين من خطط التقشف لان اليونان عندما وجدت انها تقريبا
في حالة افلاس، اتخذت الحكومة اليونانية اجراءات طارئة
وهذه الاجراءات اضرت، ولسوء الحظ، بالطبقات الاجتماعية الاكثر فقرا
والاكثر احتياجا وهم من كانوا يدفعون ضرائبهم للدولة
وهذا حدث لأن الحكومة بحثت، تحت الضغط الدولي لكي تتحرك،
بحثت عن المال بأسهل الطرق عن طريق خفض المعاشات وخفض رواتب
الشباب و العاملين بشكل عام وهي اجراءات يجد الرأي العام
اليوناني صعوبة في قبولها.
س ـ هل يمكن ان تؤدي حالة الغضب هذه الى ثورة في اليونان.
هل تتمكن الحكومة اليونانية من تطبيق خطط الاصلاحات التي اقرها
البرلمان اليوناني بفعل؟
ـ يصعب توقع مستقبل هذه الحالة هل ستجد اليونان نفسها امام ثورة.
يمكن التخوف من ذلك. اليونانيون متعبون جدا وهم في وضع اقتصادي
صعب للغاية. الالاف من اليونانيين في حالة فقر مدقع و نحن نتحدث عن
دولة كانت تقدم في السنوات الاخيرة كمثال يحتذي به ومع ذلك ادعوكم
الى الاخذ بعين الاعتبار وضعا معينا انه في حال افلاس اليونان،
في حال رفض الاجراءات التقشفية الاخيرة التي صوت عليها البرلمان
سيضطر الترويكا أي البنك المركزي الاوروبي و المفوضية و صندوق
النقد الدولي و خاصة الدول الاوربية التى تقرض اليونان اليوم،
الى التوقف عن تقديم المساعدات الى اليونان لاسباب تتعلق بسياستهم
الداخلية او تتعلق بموازناتهم و بالتالي ستجد اليونان نفسها غير قادرة
على دفع التزاماتها. وافلاس الدولة اليونانية يعني عدم دفع المعاشات
وعدم دفع رواتب موظفي الدولة مع العلم ان هناك نحو مليون يوناني
من اصل 10 ملايين يعملون لدى الدولة واذا اضفتم الى ذلك عدد افراد
العائلات التي تعتمد على هؤلاء الموظفين تصبح النسبة نسبة لا يستهان بها
من المجتمع اليوناني.
اعتقد اذن ان رفض الاجراءات التقشفية و الانتقال الى فكرة الثورة
لن يسوي الوضع في اليونان و انما ستكون التداعيات الاقتصادية
و الاجتماعية اكثر كارثية.
س ـ عدم تطبيق الاصلاحات يعني ان اوربا لن تقدم المزيد من المساعدات
وهذا يعني الافلاس بالنسبة لليونان. ماذا ستفعل الحكومة امام هذا
الضغط الاوربي وامام غضب الشارع ايضا؟
ـ الانطباع الذي تولد لدينا في بروكسل وفي اوساط المحللين الاوربيين
انه ومع اقتراب انتخابات ابريل/نيسان من هذا العام اوقفت الحكومة
اليونانية تنفيذ الاصلاحات التى وعدت بها بروكسل قائلة ان الاتحاد
الاوربي سيكون على كل الاحوال مجبرا على مساعدتنا. ومع ملاحظة
الاوربيين لهذا السلوك اليوناني تولدت حالة من الانزعاج الشديد
لدى القادة الاوربيين ولدى الرأي العام الاوروبي ـ وهو ما دفع
الى فرض المزيد من الشروط المعقدة على اليونان ـ
ويقولون لليونانيين ابدوا بمساعدة انفسكم اولا، سيروا دولتكم،
هذه هي الطريقة الوحيدة للخروج من هذه الازمة و للهروب من
الافلاس الذي يكون اكثر ايلاما من الاجراءات التقشفية المفروضة عليكم اليوم.