الـمؤامرة ( حكاية عربية قديمة )
كان يا ما كان ، في قديم الزمان ، ملك شاب ، يحكم مملكة عظيمة
واسعة كثيرة اخليرات . خلف أباه في الحكم ، لكنه لم يكن على ذكاء
أبيه ، و لا على حكمته . وكان منذ سنين طويلة على عداء شدي
للوزير ، يحسده على حب الناس له ، فالوزير هو الذي جعل البلد
آمنة مزدهرة سعيدة .
فلما صار الشاب ملكا قرر في سره أن يتخلص قبل كل شيء من الوزير .
ولكن ما العمل والشعب يحب هذا الوزير أكثر من كل شيء ؟
فكر الملك الشاب بطريقة شيطانية للوصول إلى غايته ، فأحرق بنفسه
جناحا من قصره، واتهم الوزير بالتآمر عليه ومحاولة اغتياله ،
أمال في ارتقاء العرش ، ثم أقام محاكمة للوزير ، واتهمه بالخيانة .
وكانت قوانين المملكة تقضي بأن يتحدد مصير المحكوم عليه في النهاية
عن طريق القرعة ، وذلك بأن يختار بين ورقتين مطويتين ،
مكتوب على إحداهما "الشنق" ، وعلى الألخرى "النفي" .
فإذا وقع اختياره على الأولى هلك ، وإذا سحب الثانية نجا من
الموت ، وغادر المملكة إلى بلد أخرى ، دون رجعة .
وبعد الحكم على الوزير ، ولكي يتأكد الملك من التخلص من خصمه
كتب بنفسه على كلا الورقتين كلمة "الشنق" ،
وأدرك الوزير ذلك بعد أن لا حظ ثقة الملك بنفسه وفرحه الظاهر
قبيل القرعة . فقال :
_ يا مولاي الملك ! إنني راض بالحكم مهما كان ، وهو بلا شك ما أستحق ،
ولا اعتراض لي عليه ...
ثم أخذ إحدى الورقتين ، وأضاف :
_ في هذه الورقة الصغيرة مصيري .. ورقة صغيرة ربما تعني نهاية عمري ..
ورقة هي الموت .. وأنا أكره أن أقرأ ما فيها ..
قال هذا ثم ابتلعها فورا.
ثم قال :
_ لنقرأ ما في الورقة الثانية ، فنعرف ما كان في الأولى !
ً وهكذا نجا الوزير من الموت ،
ورحل آسفا على ما صارت إليه بلده العزيزة ..