البنية التحتية للربيع الصهيو أطلسي- الإخونجي
(الربيع العربي) هل هو (عربي) ؟أم (صهيو-أطلسي) بتمويل مشيخي؟
خوفاً من حدوث مفاجأة صاعقة أذهلت أجهزة المخابرات الأمريكية والأوروبية، عندما سقط رجلهم القوي- لا بل الأقوى في نظرهم- في بلدان العالم الثالث شاهنشاه (ملك الملوك) إبران عام (1979).. وقبل أسابيع من سقوطه، كانوا يراهنون على أنه صامد كالطود، وعندما بدأت أساسات ملكه تترنّح، سارعوا إلى التقرّب من الإمام الخميني في باريس- التي جاء إليها حديثاً، مطروداً من صدام حسين- وحاولوا إغراء وإغواء نفر ممّن هم حول الخميني، علّهم يتسلّلون إلى داخل منظومة القادم الجديد، تمهيداً لاحتوائها وقيادتها بالاتجاه المناسب لهم.. ولكنهم فشلوا فشلاً ذريعاً، رغم التسهيلات والخدمات التي تسابقوا لتقديمها للثورة في الأيّام الأخيرة للشاه.. وانتصرت الثورة الإيرانية، وتعاملت مع " العم سام" على أنه الشيطان الأكبر بدلاً من كونه سابقاً الحليف الأكبر، ومع إسرائيل على أنها الشيطان الأصغر. الأمر الذي دفع بأصحاب القرار الاقتصادي والأمني والسياسي، إلى تجريب مختلف المحاولات لكبح جماح هذه الثورة و للقضاء عليها في المهد، فشنّوا عليها الحروب العسكرية والمالية و الاقتصادية والثقافية والتكنولوجية و الإعلامية.. ومع ذلك كان عود الثورة الإيرانية، يقوى ويشتدّ يوماً بعد يوم.
ولكي لا يقعوا في مفاجأة صاعقة جديدة، وبعد حوالي ربع قرن من قيام هذه الثورة، وبعد تفجير البرجين الأمريكيين في (11) أيلول (2001) بدأ على الفور العمل على خطّين متوازنين، الخط الأول: ملاحقة الجماعات و الزمر التي خرجت عن الطاعة، وأخذت هامشاً أدّى بها إلى العنف، والعمل بمختلف السبل المتوافرة لإعادتها إلى الحظيرة، بالقوّة.. و الخط الثاني: هو إعادة تأهيل جماعات " الإخوان المسلمين" في البلدان العربية و الإسلامية، بعد أن جرى الاستغناء عن خدماتها، ورَكْلها بعيداً، إثّر سقوط الاتحاد السوفييتي وحلف وارسو، ظناً من أصحاب القرار الأمريكي، بأنهم لم يعودوا بحاجة إلى هذه الجماعات الإسلامية السياسية.
وجرى اتخاذ الترتيبات و الإجراءات اللازمة، خلال العشر سنوات الماضية، من أجل تلقّف التموّجات التي تمور في أحشاء المجتمعات العربية، وقطع الطريق عليها، عبر مصادرتها، عندما تنشب وتشتعل، و التنسيق مع القوى الأكثر تأثيراً و تنظيماً في هذه المجتمعات، التي هي قوى الإسلام السياسي (وفي طليعتها الإخوان المسلمون) بصفتهم حلفاء سابقين موثوقين عبر ستّين عاماً ماضية (ما بين 1928-1990).
وجرى العمل على إعادة المياه إلى مجاريها، ونفض الغبار عن هؤلاء الحلفاء القدامى الجدد الذين أثبتوا إخلاصهم للإيديولوجيا السياسية الاستعمارية القديمة والجديدة.. و الغاية من إعادة التواصل تتجلّى في هدفين:
• تغيير الطواقم الحاكمة التابعة للمنظومة الأطلسية، التي أصابها الإهتراء ونخرها السوس، واستبدالها بطواقم سياسية جديدة، تعيد نسج روابط التبعية بشكل أكثر متانة وقوّة، وبما يؤمّن تبعية مضمونة خلال ربع القرن القادم على الأقلّ.
• والهدف الثاني، هو العمل بكل السبل الممكنة لاستبدال الأنظمة المستقلّة غير التابعة ( المكابِرة و المعانِدة) والمصرّة على عدم الإنضواء في طابور التبعية للمنظومة الصهيو أطلسية.
ومن هنا جرى استنفار جميع القوى الكونية و الإقليمية التي تدور في فلك المنظومة الصهيو- أطلسية، ومختلف الأدوات التي جرى إعدادها وتأهيلها و تدريبها عبر السنوات الماضية، من أجل إسقاط النظام السياسي في سورية، واستبداله بنظام سياسي جديد، و تابع بالشكل المطلوب والمرغوب به أطلسياً وصهيونياً.
ومن هنا يصبح مفهوماً لماذا قام صهر الشيخ يوسف القرضاوي (الدكتور المهندس هشام مُرسي) (زوج ابنة القرضاوي) بإنشاء ما سمّي (أكاديمية التغيير) في لندن عام (2006) وافتتح لها فرعين في كل من (قطر) و (النمسا) وتعتمد هذه الأكاديمية بالدرجة الأولى، مؤلّفات (جين شارب) الشهير وتلميذه (بيتر أكرمان) و خاصّة كتاب ( أسلحة حرب اللاعنف) و ( الدروع الواقية من الخوف) ومهمّة هذه الأكاديمية، تفكيك المجتمعات، وتعميم " الفوضى الخلاّقة " بموجب كتاب (بيتر أكرمان) وأطروحته للدكتوراه ( كيف يمكن للشعوب المقموعة، إزاحة القوى الشمولية من دون خيارات عسكرية) و المذكور هو رئيس منظمة (فريدوم هاوس freedom house) التي تشكّل ذراعاً أساسياً من أذرعة الخارجية الأمريكية و المخابرات الأمريكية، وهي منظمة تمارس دورها باسم حقوق الإنسان و دعم الديمقراطية. وقد ذكر (موقع بطرسبورغ لدراسات الشرق الأدنى المعاصر) بأنّ أمريكا بعد (11) أيلول (2001) أنشأت (350) برنامجاً متنوعاً في الثقافة والتعليم و المعلومات، للترويج للديمقراطية (اقرأ: الترويج للثقافة الأمريكية، عبر غسل أدمغة أكبر عدد ممكن من المجنّدين، لكي يقوموا بخدمة السياسة الأمريكية الاستعمارية الجديدة، ونشر هيمنتها على العالم، باسم الديمقراطية، وعبر إعداد عشرات الآلاف من المواطنين العرب، الميّالين للسياسة الأمريكية و إشباعهم بقيم السياسة الأمريكية، وسميّت تلك البرامج (مبادرة الشراكة الشرق أوسطية) عام (2002). وفي عام (2007) جرى إخضاع (47) ألف مصري لهذه البرامج، وفي عام (2008) وصل العدد إلى (150) ألف مصري مُعَدّين ومجهّزين لهذه المهمّة في الوقت المناسب، وجرى استخدام وسائط التكنولوجيا الحديثة (نيو ميديا) كالفيس بوك، والتويتر، واليوتيوب، في عمليات التجنيد هذه.
وأمّا (الإخوان المسلمون) فقد تبنّوا أيضاً نظريات (جين شارب) وتلميذه (بيتر أكرمان) في التعبير اللاعنفي- وهذا لا يمنع أن يستفيدوا و يوظّفوا مختلف العمليات العنفية التي يقوم بها غيرهم، و التّنصل من تحمّل التبعيات السلبية لتلك العمليات (وهذا هو ديدنهم عبر تاريخهم، عندما أنشأوا في مصر، في ثلاثينات القرن الماضي ما سُميّ (بالتنظيم السرّي الخاص) وكان مكلّفاً بالمهام القذرة من قتل و تدمير وإحراق وسلب ونهب، وارتباط هذا التنظيم بالمرشد العام للإخوان مباشرة، والتنصّل من مسؤولية جميع أعماله، و الاستفادة من الجوانب التي تنعكس إيجاباً على التنظيم الأصلي.. وهذا ما فعلوه أيضاً في سورية، عندما جرى في سبعينات وثمانينات القرن الماضي تكليف ما يسمّى (طليعة الإخوان المسلمين) بالعمليات القذرة من اغتيال و تفجير و تفخيخ وتدمير، وتنصّل التنظيم الأصلي من أعمال طليعته ).
ولذلك استُخدمت عام (2006) أكاديمية التغيير المذكورة، كذراع أكاديمي للإخوان المسلمين، من أجل تدريب كوادرهم على تقنيات الاحتجاج والتظاهر، وعلى التملّص من الملاحقات الأمنية، وعلى سُبُل استدراج الحكومات وقوى الأمن الداخلي إلى الزوايا التي تمكّن " الإخوان المسلمين " من الكرّ و الفرّ و المناورة والسيطرة على زمام الأمور، وتمنح هذه الأكاديمية طُلاّبها (دبلوم في التغيير اللاعنفي).
وعلى هذا الأساس، عُقد في (قطر) في أوائل شباط عام (2006) منتدى المستقبل بعنوان (مستقبل التغيير في العالم العربي) برعاية أمريكا وقطر، وجرى تكليف (قطر) برعاية الإسلاميين، وأمريكا برعاية الليبراليين، وتقرّر الاستخدام المكثّف لوسائط (النيو ميديا) من فيسبوك، وتويتر، ويوتيوب، ولينكد إن، وماي سبايس في هذه العملية.
وافتتحت هذه العملية نشاطها في مصر عام (2006) بتمويل قطري، عبر ما سُميّ (مشروع النهضة) بإدارة الدكتور (جاسم سلطان) من الإخوان المسلمين القطريين وبالتكامل مع مشروع (أكاديمية التغيير) الذي يشرف عليه صهر القرضاوي (مفتي الناتو) ومهمّة المشروع تفكيك الأنظمة و تفتيت المجتمعات، والمموّل هو (بنك قطر الإسلامي) حيث تقوم (أكاديمية التغيير) بتنظيم الإدارة والتدريب، وباستخدام المخيمات الدعوية في صحراء قطر والتواصل مع مجنّديهم، دعوياً وتنظيمياً، عبر الإنترنت، وعبر شبكة الجزيرة، وموقع إسلام أون لاين.
والجدير بالذكر، أنّ تمويل هذه العملية، يتشارك فيه مع (قطر) كلٌ من الـ(cia) و (روبرت مردوخ: الإعلامي اليهودي الصهيوني الشهير) وجرى اعتماد ثلاث مجموعات عمل هي:
(مجموعة ثورة العقول) و
(مجموعة ثورة المشاريع) و
(مجموعة أدوات التغيير)
وجرى التدرّب على كيفية إخراج المظاهرات بشكل متواصل وواسع، لإرهاق الجهات الأمنية، والعمل بمختلف السبل، لاجتذاب أكبر عدد ممكن من أفراد وضباط الجيش و القوات المسلّحة، وتحييد الجيش و القوات المسلّحة، وتجييش جميع وسائل الإعلام التقليدية والجديدة، للتواصل مع مختلف المنظمات الدولية خاصّة (هيومان رايتس ووتش) و ( الإمنستي إنتر ناشيونال) للمساهمة الواسعة في تصعيد حملة الضغوط على الأنظمة السياسية المستهدفة، بما يجرّدها من أية شرعية دولية.
هذه هي البنية التحتية للربيع الصهيو أطلسي- الإخونجي، الذي صممته ونفّذته البيوتات الاستخبارية الأمريكية- الصهيونية وتوابعها وملحقاتها.
(الربيع العربي) هل هو (عربي) ؟أم (صهيو-أطلسي) بتمويل مشيخي؟
خوفاً من حدوث مفاجأة صاعقة أذهلت أجهزة المخابرات الأمريكية والأوروبية، عندما سقط رجلهم القوي- لا بل الأقوى في نظرهم- في بلدان العالم الثالث شاهنشاه (ملك الملوك) إبران عام (1979).. وقبل أسابيع من سقوطه، كانوا يراهنون على أنه صامد كالطود، وعندما بدأت أساسات ملكه تترنّح، سارعوا إلى التقرّب من الإمام الخميني في باريس- التي جاء إليها حديثاً، مطروداً من صدام حسين- وحاولوا إغراء وإغواء نفر ممّن هم حول الخميني، علّهم يتسلّلون إلى داخل منظومة القادم الجديد، تمهيداً لاحتوائها وقيادتها بالاتجاه المناسب لهم.. ولكنهم فشلوا فشلاً ذريعاً، رغم التسهيلات والخدمات التي تسابقوا لتقديمها للثورة في الأيّام الأخيرة للشاه.. وانتصرت الثورة الإيرانية، وتعاملت مع " العم سام" على أنه الشيطان الأكبر بدلاً من كونه سابقاً الحليف الأكبر، ومع إسرائيل على أنها الشيطان الأصغر. الأمر الذي دفع بأصحاب القرار الاقتصادي والأمني والسياسي، إلى تجريب مختلف المحاولات لكبح جماح هذه الثورة و للقضاء عليها في المهد، فشنّوا عليها الحروب العسكرية والمالية و الاقتصادية والثقافية والتكنولوجية و الإعلامية.. ومع ذلك كان عود الثورة الإيرانية، يقوى ويشتدّ يوماً بعد يوم.
ولكي لا يقعوا في مفاجأة صاعقة جديدة، وبعد حوالي ربع قرن من قيام هذه الثورة، وبعد تفجير البرجين الأمريكيين في (11) أيلول (2001) بدأ على الفور العمل على خطّين متوازنين، الخط الأول: ملاحقة الجماعات و الزمر التي خرجت عن الطاعة، وأخذت هامشاً أدّى بها إلى العنف، والعمل بمختلف السبل المتوافرة لإعادتها إلى الحظيرة، بالقوّة.. و الخط الثاني: هو إعادة تأهيل جماعات " الإخوان المسلمين" في البلدان العربية و الإسلامية، بعد أن جرى الاستغناء عن خدماتها، ورَكْلها بعيداً، إثّر سقوط الاتحاد السوفييتي وحلف وارسو، ظناً من أصحاب القرار الأمريكي، بأنهم لم يعودوا بحاجة إلى هذه الجماعات الإسلامية السياسية.
وجرى اتخاذ الترتيبات و الإجراءات اللازمة، خلال العشر سنوات الماضية، من أجل تلقّف التموّجات التي تمور في أحشاء المجتمعات العربية، وقطع الطريق عليها، عبر مصادرتها، عندما تنشب وتشتعل، و التنسيق مع القوى الأكثر تأثيراً و تنظيماً في هذه المجتمعات، التي هي قوى الإسلام السياسي (وفي طليعتها الإخوان المسلمون) بصفتهم حلفاء سابقين موثوقين عبر ستّين عاماً ماضية (ما بين 1928-1990).
وجرى العمل على إعادة المياه إلى مجاريها، ونفض الغبار عن هؤلاء الحلفاء القدامى الجدد الذين أثبتوا إخلاصهم للإيديولوجيا السياسية الاستعمارية القديمة والجديدة.. و الغاية من إعادة التواصل تتجلّى في هدفين:
• تغيير الطواقم الحاكمة التابعة للمنظومة الأطلسية، التي أصابها الإهتراء ونخرها السوس، واستبدالها بطواقم سياسية جديدة، تعيد نسج روابط التبعية بشكل أكثر متانة وقوّة، وبما يؤمّن تبعية مضمونة خلال ربع القرن القادم على الأقلّ.
• والهدف الثاني، هو العمل بكل السبل الممكنة لاستبدال الأنظمة المستقلّة غير التابعة ( المكابِرة و المعانِدة) والمصرّة على عدم الإنضواء في طابور التبعية للمنظومة الصهيو أطلسية.
ومن هنا جرى استنفار جميع القوى الكونية و الإقليمية التي تدور في فلك المنظومة الصهيو- أطلسية، ومختلف الأدوات التي جرى إعدادها وتأهيلها و تدريبها عبر السنوات الماضية، من أجل إسقاط النظام السياسي في سورية، واستبداله بنظام سياسي جديد، و تابع بالشكل المطلوب والمرغوب به أطلسياً وصهيونياً.
ومن هنا يصبح مفهوماً لماذا قام صهر الشيخ يوسف القرضاوي (الدكتور المهندس هشام مُرسي) (زوج ابنة القرضاوي) بإنشاء ما سمّي (أكاديمية التغيير) في لندن عام (2006) وافتتح لها فرعين في كل من (قطر) و (النمسا) وتعتمد هذه الأكاديمية بالدرجة الأولى، مؤلّفات (جين شارب) الشهير وتلميذه (بيتر أكرمان) و خاصّة كتاب ( أسلحة حرب اللاعنف) و ( الدروع الواقية من الخوف) ومهمّة هذه الأكاديمية، تفكيك المجتمعات، وتعميم " الفوضى الخلاّقة " بموجب كتاب (بيتر أكرمان) وأطروحته للدكتوراه ( كيف يمكن للشعوب المقموعة، إزاحة القوى الشمولية من دون خيارات عسكرية) و المذكور هو رئيس منظمة (فريدوم هاوس freedom house) التي تشكّل ذراعاً أساسياً من أذرعة الخارجية الأمريكية و المخابرات الأمريكية، وهي منظمة تمارس دورها باسم حقوق الإنسان و دعم الديمقراطية. وقد ذكر (موقع بطرسبورغ لدراسات الشرق الأدنى المعاصر) بأنّ أمريكا بعد (11) أيلول (2001) أنشأت (350) برنامجاً متنوعاً في الثقافة والتعليم و المعلومات، للترويج للديمقراطية (اقرأ: الترويج للثقافة الأمريكية، عبر غسل أدمغة أكبر عدد ممكن من المجنّدين، لكي يقوموا بخدمة السياسة الأمريكية الاستعمارية الجديدة، ونشر هيمنتها على العالم، باسم الديمقراطية، وعبر إعداد عشرات الآلاف من المواطنين العرب، الميّالين للسياسة الأمريكية و إشباعهم بقيم السياسة الأمريكية، وسميّت تلك البرامج (مبادرة الشراكة الشرق أوسطية) عام (2002). وفي عام (2007) جرى إخضاع (47) ألف مصري لهذه البرامج، وفي عام (2008) وصل العدد إلى (150) ألف مصري مُعَدّين ومجهّزين لهذه المهمّة في الوقت المناسب، وجرى استخدام وسائط التكنولوجيا الحديثة (نيو ميديا) كالفيس بوك، والتويتر، واليوتيوب، في عمليات التجنيد هذه.
وأمّا (الإخوان المسلمون) فقد تبنّوا أيضاً نظريات (جين شارب) وتلميذه (بيتر أكرمان) في التعبير اللاعنفي- وهذا لا يمنع أن يستفيدوا و يوظّفوا مختلف العمليات العنفية التي يقوم بها غيرهم، و التّنصل من تحمّل التبعيات السلبية لتلك العمليات (وهذا هو ديدنهم عبر تاريخهم، عندما أنشأوا في مصر، في ثلاثينات القرن الماضي ما سُميّ (بالتنظيم السرّي الخاص) وكان مكلّفاً بالمهام القذرة من قتل و تدمير وإحراق وسلب ونهب، وارتباط هذا التنظيم بالمرشد العام للإخوان مباشرة، والتنصّل من مسؤولية جميع أعماله، و الاستفادة من الجوانب التي تنعكس إيجاباً على التنظيم الأصلي.. وهذا ما فعلوه أيضاً في سورية، عندما جرى في سبعينات وثمانينات القرن الماضي تكليف ما يسمّى (طليعة الإخوان المسلمين) بالعمليات القذرة من اغتيال و تفجير و تفخيخ وتدمير، وتنصّل التنظيم الأصلي من أعمال طليعته ).
ولذلك استُخدمت عام (2006) أكاديمية التغيير المذكورة، كذراع أكاديمي للإخوان المسلمين، من أجل تدريب كوادرهم على تقنيات الاحتجاج والتظاهر، وعلى التملّص من الملاحقات الأمنية، وعلى سُبُل استدراج الحكومات وقوى الأمن الداخلي إلى الزوايا التي تمكّن " الإخوان المسلمين " من الكرّ و الفرّ و المناورة والسيطرة على زمام الأمور، وتمنح هذه الأكاديمية طُلاّبها (دبلوم في التغيير اللاعنفي).
وعلى هذا الأساس، عُقد في (قطر) في أوائل شباط عام (2006) منتدى المستقبل بعنوان (مستقبل التغيير في العالم العربي) برعاية أمريكا وقطر، وجرى تكليف (قطر) برعاية الإسلاميين، وأمريكا برعاية الليبراليين، وتقرّر الاستخدام المكثّف لوسائط (النيو ميديا) من فيسبوك، وتويتر، ويوتيوب، ولينكد إن، وماي سبايس في هذه العملية.
وافتتحت هذه العملية نشاطها في مصر عام (2006) بتمويل قطري، عبر ما سُميّ (مشروع النهضة) بإدارة الدكتور (جاسم سلطان) من الإخوان المسلمين القطريين وبالتكامل مع مشروع (أكاديمية التغيير) الذي يشرف عليه صهر القرضاوي (مفتي الناتو) ومهمّة المشروع تفكيك الأنظمة و تفتيت المجتمعات، والمموّل هو (بنك قطر الإسلامي) حيث تقوم (أكاديمية التغيير) بتنظيم الإدارة والتدريب، وباستخدام المخيمات الدعوية في صحراء قطر والتواصل مع مجنّديهم، دعوياً وتنظيمياً، عبر الإنترنت، وعبر شبكة الجزيرة، وموقع إسلام أون لاين.
والجدير بالذكر، أنّ تمويل هذه العملية، يتشارك فيه مع (قطر) كلٌ من الـ(cia) و (روبرت مردوخ: الإعلامي اليهودي الصهيوني الشهير) وجرى اعتماد ثلاث مجموعات عمل هي:
(مجموعة ثورة العقول) و
(مجموعة ثورة المشاريع) و
(مجموعة أدوات التغيير)
وجرى التدرّب على كيفية إخراج المظاهرات بشكل متواصل وواسع، لإرهاق الجهات الأمنية، والعمل بمختلف السبل، لاجتذاب أكبر عدد ممكن من أفراد وضباط الجيش و القوات المسلّحة، وتحييد الجيش و القوات المسلّحة، وتجييش جميع وسائل الإعلام التقليدية والجديدة، للتواصل مع مختلف المنظمات الدولية خاصّة (هيومان رايتس ووتش) و ( الإمنستي إنتر ناشيونال) للمساهمة الواسعة في تصعيد حملة الضغوط على الأنظمة السياسية المستهدفة، بما يجرّدها من أية شرعية دولية.
هذه هي البنية التحتية للربيع الصهيو أطلسي- الإخونجي، الذي صممته ونفّذته البيوتات الاستخبارية الأمريكية- الصهيونية وتوابعها وملحقاتها.