البوطي:
ما يقوم به الأمريكيون والغرب من إساءة للإسلام
هو الشكل الذي يريدونه للإسلام في منطقتنا
عبر مجرميهم الإرهابيين الوهابيينأكد العلامة الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي رئيس اتحاد علماء بلاد الشام أن ما يقوم به الأمريكيون والغرب من إساءة للإسلام والرسول عليه السلام
هو الشكل الذي يريدونه للإسلام في منطقتنا عبر مجرميهم الإرهابيين الوهابيين الذين يدفعون بهم لاستلام السلطة في المنطقة خدمة لمشاريعهم ولأغراضهم الخبيثة.
وقال البوطي خلال خطبة الجمعة "إن الإسلام الذي يحرص كل من أمريكا والصهيونية العالمية وإسرائيل على إقامته في ربوع الشام وقلبها في سورية هو الذي تواجهك منه أنياب بارزة غليظة ومخالب حمراء متوثبة ضمن كتلة من السواد الفاحم المرعب المخيف".
ورأى البوطي أن من أعجب المفارقات المذهلة أن كلا من أمريكا والصهيونية العالمية وإسرائيل الذين يروجون للفيلم الساقط العاهر والذي اشتركوا جميعا في صنعه ثم أفرغوا فيه ما شاؤوا من رجيع أحقادهم على الإسلام ونبيه وعلى سائر الرسل والأنبياء هو الثلاثي ذاته الذي يوصي أو يأمر ما يسمى القاعدة لتقيم الدولة الإسلامية في سورية مبيناً أن هذه الدولة التي ستقيمها القاعدة إنما هو ذلك الإسلام الذي صنع في ذلك الفيلم ولكأن ديار الشام غريبة عن الإسلام أو لم تبن فيها دولة الإسلام بعد.
وتساءل البوطي أي إسلام هذا الذي يمكن للإرهاب الوهابي الذي تقوده القاعدة.. وأي إسلام ذاك الذي يتجسد في ذبح "المجاهدين" للأطفال والنساء والشيوخ والناس الأبرياء الآمنين.. وأي إسلام ذاك الذي يتجسد في اقتحام من يسمون المجاهدين للبيوت وطردهم أصحابها منها ليحتلوها ويجعلوا منها منطلق جهادهم.. وأي إسلام ذلك الذي يتجسد في التقاط فتيات عفيفات صالحات مستقيمات ليغتصبن حيث تلتقط الواحدة ويحاط بها ثم يتعاقب واحد إثر آخر لينال حظوته منها قبل أن تقتل... وأضاف البوطي "إن الإسلام الذي تكلف القاعدة ببنائه يقوم على دعائم الإرهاب والظلم والفحش وما إلى ذلك وهو إسلام ليس بينه وبين ما نتبينه في كتاب الله وما ورثناه من سنة وسيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا علاقة النقيض بالنقيض".
ورداً على الصور الكاريكاتورية المسيئة للإسلام والنبوة والتي نشرت في مجلة فرنسية أكد البوطي أن الصورة التي رسمتها المجلة ليست صورة الإسلام الذي نتبينه في قرآن الله عزّ وجل وسيرة رسول الله وإنما هي صورة الإسلام المزيف المكذوب به على الله سبحانه وتعالى متعجباً ممن يفرغون رجيع حقدهم على دين الله عزّ وجل ورسوله عبر الفيلم المسيء للإسلام ثم يكلفون جنودهم وعبيدهم إقامة الدولة الإسلامية.
وتساءل البوطي هل أتيح لهذه الوهابية التائهة الإرهابية عن دين الله سبحانه وتعالى في يوم من الأيام أن تقتحم سورية.. وهل أتيح لها في يوم من الأيام أن تبيض وتفرخ في سورية بعد أن غزت شمال إفريقيا والخليج أو كثير من بقاعه وجهات أخرى كثيرة.. وميز البوطي بين إسلام تلك البقاع التي تتمتع من الإسلام بعاطفة مشبوبة حارة غير مقيدة بقيود العلم وضوابطه وبين الإسلام في سورية قائلاً "إن إسلامنا ينبثق من ثقافة إسلامية راشدة تنبع من جذور الإسلام وكتاب الله سبحانه وتعالى ثم من سيرة حبيبنا المصطفى صلى الله عليه وسلم ثم مما كان عليه السلف الصالح" مؤكداً إن الإرهابية الوهابية حاولت أن تقتحم سورية من النوافذ والشقوق ولكن ذلك لم يتأت لها قط.
وأشاد البوطي بما تدرسه كلية الشريعة في جامعة دمشق لافتاً إلى أنها راعت هذا الجانب حين وضعت مناهجها بحيث تكون فيها مناهج كلية الشريعة الإسلامية حصنا يحصن به الشاب المسلم ضد كل ما هو شارد عن كتاب الله وما هو مبتدع شارد عن هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم في حين لم يتح للبقاع الأخرى إلا رأسمال واحد وهو العاطفة الإسلامية مضيفا "إن العاطفة الإسلامية إن لم تنضبط بضوابط العلم الدقيق مع الإخلاص لله فإن هذه العواطف تتحول إلى عواصف وهذا ما تحولت إليه العواطف الإسلامية في الجزائر قبل سنوات".
وفي هذا السياق استشهد البوطي بالفتح الإسلامي الذي هيمن على بلاد الشام بعد أن طرد المستعمر الروماني منها حيث تنفس النصارى الصعداء وعثروا على حريتهم بعد أن فقدوها زمناً طويلاً مؤكداً أن عدد النصارى في ذلك الوقت بقي إلى الحروب الصليبية يساوي عدد المسلمين بل يزيد في كثير من الأحيان لأن الإسلام الذي احتضن المذاهب الأخرى لم يرفع لواء حرية الفكر والمعتقد فقط بل رفع اللواء ودافع عن هذه الحرية أيضاً موضحاً أن المعتقد الإسلامي لا يظلم فئة على حساب فئة أخرى.
كما أشار البوطي إلى سعادة الأقباط خلال الفتح الإسلامي الذي تم في مصر حيث تنفسوا الصعداء بعد الحرب التي كانت دائرة عليهم قبل الفتح الإسلامي مبيناً أن الإسلام الذي احتضن الأقباط لم يكن احتضان المتبوع للتابع بل كان احتضان الند للند.
وقال البوطي "إن سورية كانت وماتزال مثال الدولة التي تعلم العالم الإسلامي الإسلام الواعي المنتمي إلى جذعي كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم كما أن سورية كانت وماتزال الكعبة التي يقصدها المسلمون جميعا لمعرفة الدين ولمعرفة حقيقة الإسلام وإن كانت كعبة الله سبحانه وتعالى يطاف من حولها عبودية لله فسورية إنما هي الكعبة الأخرى التي يقصدها المسلمون لمعرفة دينهم المعرفة الحقيقية".
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]