23/10/2012
الكاتب: ظاهر الشمالي
يتحدث الإعلام وينظر الكتاب والقراء عن زيارة أمير قطر حمد بن جاسم أل ثاني
وحرمه موزه المسند وحاشيته الى قطاع غزة في زيارة سريعة تستغرق ست ساعات
يفتتح فيها الرجل أو بالأحرى كما سمته وسائل إعلام حماس بالزعيم العربي
عدة مشاريع قد تخدم الألاف من الغزيين وتنشل غزة من تحت الركام. كيف لا وهو
القادم والمحمل بالهدايا والمنح قبل عيد الأضحى المبارك .
الفلسطينيون على عادتهم إنقسموا الى مؤيد للزيارة ومعارض لها كونها تكرس
الأنقسام بين الجزء المنشق عن الوطن والذي تحكمة حركة حماس .التي رحبت بالضيف
وكأنه الأب الروحي لها ولزعامتها في غزة . شاهدنا الرجل وزوجته ووزير
خارجيته ولم نشاهد زعيم حماس خالد مشعل الذي كان لربما هو مفاجأة الأمير
لأهل غزة .
هنا أقتبس فقط كلمة إمارة وهي ليست نعت لقطاع غزة أو وصف لحكم حماس بقدر
ما هو الحجم الطبيعي للقطاع الرازح تحت وطأة الحصار . لكن في المقابل لماذا
يزور الأمير وخدمه وحشمة وجيشة وإعلامه قطاع غزة وفي هذا الوقت . وماذا يحمل للغزين خلاف المال . هل يحمل الحل وكسر الحصار ووقف الغارات التي إستبقت مجيئة بساعات أو أنه قد نوى بعزم على أن يوحد الفلسطينيون في رام الله وغزة على
كلمة سواء .
لكن المكتوب يقرأ من عنوانه . بأن تلك الزيارة هي لغاية في نفس يعقوب
وللأسف كل المؤشرات تقول انها ليست شريفة وليست عفيفة في حين نرى المساكين
الذي يعشقون الزائر العربي حتى ولو كان شيطان رجيم يتلهفون لأي زائر لبلدهم .
هكذا تبدوا غزة فالكل حضر ويحضر ويرفع الأعلام القطرية والفلسطينية .
وهذا ليس غريب بعد الإنقلاب القطري الحمساوي المفاجئ على سوريا الصديق الوفي
قبل سنين مضت والمؤامرة التي خاضها الجميع مقابل حفنة من المال القطري فقط
لكسر هيبة هذا البلد العربي ويا ليته إنقلاب في الموقف بقدر ما هو عداوة
وتحريض ضد هذا البلد الذي له الفضل على الأولى وعلى الثانية من حيث الاحتضان
والمأوى الذي وفر لحماس والذي اعطى لقطر الهيبه في مواقف عدة كانت سوريا لها
الفضل فيها في إبراز تلك ىالدولة الصغيرة .
نعم لا أحد يملك المال مثل الذي تلملكه قطر التي دخلت العالم من أوسع ابوابه
من خلال اموالها لكنها للأسف ليس لها من الحضارة شئ يذكر سوى بعض التدخلات
هنا وهناك وبعض المؤازرة والدعم للقتل والموت في دول عدة وهنا لا بد والتذكير
بأن تلك الدولة الحديثة بإسمها وحضورها والتي هي بشيبها وشيابها فقط بمساحة
وحجم غزة . وهي تعتبر فاتيكان العرب لصغر حجمها . لكن إمارة حمد وزوجته
المرأة العالمية صاحبت النفوذ والسلطة في الكثير من المواقف . جعلت من تلك
الرقعة الصغيرة المختبئه في جنبات الخليج دولة لها وزنها وزخمها في الشرق الاوسط
بحيث أصبحت الناهي والأمر بعض ضياع العراق وإنزلاق مصر في خانة اليك الإسلامي.
إن الزيارة لغزة وبكل صراحة تعد تبييض لصفحة القيادة القطرية التي وقعت
في فخ سوريا الذي أنهك عضض تلك الدولة الصغيرة وحجم من قدراتها ولجم إستمرارها
في الدعم والتحشيد ضد سوريا . وهنا يكون الخاسر الاكبر من تلك الزيارة هم
الفلسطينيون أنفسهم وعلى وجه الخصوص أهل قطاع غزة التي تخلت عن الموقف الشريف
مقابل ألوان الدولار المقيتة.
وزيارة الأمير للأمارة اليوم من دون أدنى شك هي ضرب للوحدة الوطنية وتكريس
لحالة الأنقسام وهروب قطري الى الامام بعدما اصبحت تلك الدولة منبوذة لدى
كل الشعوب العربية قاطبة . بعد تدخلها في تحديد مصيرشعوب كثيرة منها ليبيا
وتونس ومصر . فقط لأنها تملك المال وانها تخفف الحمل الثقيل على الولايات المتحدة
الأمريكية في إبقاء هيمنتها على المنطقة ناهيك عن إمتلاك قطر لقنوات الجزيرة
التي كانت السبب في إنهيار انطمة ودول في المنطقة بعد خوضها لحملات اعلامية مسعورة
كان نتيجتها الدمار الذي خلف التشرذم والدماء كما هو الحال في ليبيا وسوريا .
بالنهاية لا عذر لغزة في إستقبالها للشيخ حمد كما كان في السابق أنه لا عذر
لرام الله في إستقبال شاوؤل موفاز سوى أن الجائع يأكل السم والسجين يسقبل
عدوه فقط من أجل الكلام . فهذا حال غزة التي ظهرت وكأنها دولة ذات سيادة وإستقلال بما شاهدناه من انتشار عسكري وتحضيرات كبيرة لإستقبال الضبف .
لتكون غزة بهذا تقول للعالم بأن زيارة الأمير وحرمه . والداعم الأكبر لحماس
بعد تخلي الجمهورية الأسلامية عنها هي زيارة لجزء محرر من الوطن .
لكنهم يجافون الحقيقة في ذلك حين يكذبون ويكابرون على الضيوف وعلى انفسهم .
فطائرات إسرائيل صورت كل من يسير في موكب حمد وهنية وفي كل تحركاتهم .
والليل يحمل لغزة قصفا وموت ودمار هنا وهناك . وبهذا تكون غزة هي ساقطة
كالضفة الغربية أو اكثر . لما فيها من عمليات تصعيد يومية لم يوقفها الربيع
العربي الذي جلب الإسلاميين وكان الخير فيه لقطر ولمنظومتها الأعلامية ولأموالها .
وبالتالي نحن لا نعرف ماذا حملت تلك الزيارة غير المال والصور سوى انها حفظت
ماء الوجه القطري الذي فقدته في كل مكان جراء سوريا التي إن إنتصرت
فهذا يعني نهاية قطر التي أوجدت بفضل النفط والمال وتحرك العالم ببوصلتها
النفطية والتي وقع في شاركها الكثيرون وأولهم امارة غزة التي تديرها حماس
والتي أبعدتت نفسها عن الحلم وعن فلسطين الأمل من البحر الى النهر .
وبقيت فقط تعيش على كذبة القيادة والسيادة الغير موجودة والتي لا توجدها
زيارات رخيصة من اناس لم يجلبوا للوطن العربي سوى الموت والدمار والتدخل
في شوؤن غيرهم.
كان الأجدر بغزة أن تقف مع الدم السوري أفضل لها من تقف في طابور المعونات
القطرية وأن لا تكون أرضا نجسة بزيارة أناس أنقلبوا على أهلهم من أجل كرسي
الحكم .ويتحكموا في مصير العرب . فمن ليس له الخير في والده يا حماس لن يكون
له الخير في غزة.
واخر دعوانا أن الحمد لله وعاشت فلسطين حرة عربية.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]