الجماعات الإسلامية وثقافة القتل
محمد سعيد حمادة
2013-02-09
استغلّ الإسلاميون الرأي العام في أنهم لم يأخذوا فرصتهم في الحكم كغيرهم من التيارات السياسية على امتداد العالم العربي، ولمّعوا كتّابًا وإعلاميين مدرّبين لترويج فكرهم وفكرتهم عن حكم العدالة والمساواة بين بسطاء الناس الذين أُخذوا بعاطفة دينية بريئة والتفّوا حول الرأي القائل أن دعوا الإسلاميين يجرّبوا. وكان للحدث الجزائري بداية التسعينيات من القرن الماضي وما تلاه من تمرّد غطاء إعلامي عالمي قلّ نظيره، من أن الدولة الجزائرية انقلبت على نتائج الانتخابات الجزائرية التي فاز بها الإسلاميون وهو ما أدّى لردّة الفعل العنيفة من قبل هذه الجماعات وخرج من يبرّر لها ثقافة البلطة التي أعملوها في الجزائريين قتلاً وتقطيعًا.
ها قد فاز الإسلاميون بانتخابات ديموقراطية تدعمها الدولارات النفطية في مصر وتونس وكشّفت هذه الجماعات عن عوراتها وانحطاطها الأخلاقي، ولم نرَ من أخذها لفرصتها في الحكم سوى فتاوى القتل المتعدد الوجوه والأشكال وعلى رأسها التصفية الجسدية لكل من خالفها رأيًا في أي منحى من مناحي الحياة السياسية أو الاجتماعية أو الاقتصادية أو غيرها. وبزمن قياسي لم يجارهم فيه أحد، عذّبوا واغتصبوا وقذفوا وفبركوا الأكاذيب وفظّعوا بالشعب كله، وعلى رأسهم أولئك البسطاء الذين كانوا يدافعون عنهم في ضرورة أنهم يجب أن ينالوا فرصتهم في الحكم وانتخبوهم على أساس أن نهجهم الإسلام الذي يساوي بين الناس والذي يعرفون عنه أنهم بشريعته "كأسنان المشط"، لأن هؤلاء البسطاء لا يعرفون أن إسلام الأخوان المسلمين ومن شابههم من الجماعات الإٍسلامية يعني "مركزية الذات" الإخوانية وإباحة كل شيء لها وحدها دون غيرها من الناس مسلمين وغير مسلمين، وأنهم الصفوة المختارة، على نهج شعب الله المختار نفسه، ولهذا يفتون بكل شيء ويتدخّلون بأدقّ تفاصيل حياة الناس ويبشّرون بروسيا الإسلامية القادمة، لكنهم لا ينبسون ببنت شفة عن الكيان اليهودي الغاصب لفلسطين والمدنّس القدس بمقدّساتها الإسلامية والمسيحية.
تسلّم الإسلاميون مقاليد الحكم ولا يعرفون عن ثقافته سوى القتل، وعدِّ كل من خالفهم الرأي آخرًا يجب القضاء عليه والتخلّص منه وبأي طريقة ، بغض النظر عن مستوى انحطاطها الذي كلما كان أشدّ سفالة كان أقرب إلى تعاليمهم ونهجهم الدموي. فليس من برنامج سياسيّ ولا رؤية اجتماعية، ما عدا ثقافة النقاب طبعًا، ولا مشاريع اقتصادية أو ثقافية، بل تصفية للطاقات الوطنية التي تعادي مشاريع الهيمنة الغربية على البلدان العربية وتقف إلى جانب شعوبها التوّاقة فعلاً لا قولاً للحرية عبر التمسّك بحقوقها القومية والوقوف بوجه كل المتآمرين الذين يريدون تفتيت أوطانها. وليس اغتيال المناضل التونسي شكري بلعيد إلا مثال لما تفكّر به هذه الجماعات التي ضربت أمثلة كثيرة في الانحطاط قبل بلعيد عبر تصفية خيرة شباب سوريا وعلمائها ومفكّريها وكتّابها ومثقّفيها منذ أواخر السبعينيات من القرن المنصرم، وكانت جرائمها الخدمية لـ "إسرائيل" في السنتين الماضيتين الشواهد الأخيرة على تمسّكها بثوابتها "الإسرائيلية" وعلى الصعد كافة.
اليوم تظهر ملامح النهاية لهذا المشروع الدمويّ في العالم العربي كله، وتخسر الإمبريالية الأميركية وتابعتها الأوروبية آخر أمل لها في وكلاء التقسيم وبعث الأحقاد وإثارة الفتن. يخسرون بفضل تضحيات جسام افتتحها سوريون صدقوا ما عاهدوا شعبهم ووطنهم عليه، وشاركهم العهد المناضل الشهيد شكري بلعيد عندما وقف إلى جانبهم، فاضحًا مفتي الفتنة والدم في السعودية وقطر ومصر وتونس وغيرها، الذين يدعون إلى قتل السوريين لأنهم يقفون سورًا منيعًا بوجه "إسرائيل" ومشتقّاتها العربية والإقليمية. وكما نوّرت شواطئ صور وصيدا وأوغاريت ليالي قرطاجة التي أضاءت المتوسّط كله في ما بعد، تتشارك دماء بلعيد أُخوّة الفداء مع السوريين من أجل أن يظلّ المتوسّط منارًا للعالم الجديد.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
محمد سعيد حمادة
2013-02-09
استغلّ الإسلاميون الرأي العام في أنهم لم يأخذوا فرصتهم في الحكم كغيرهم من التيارات السياسية على امتداد العالم العربي، ولمّعوا كتّابًا وإعلاميين مدرّبين لترويج فكرهم وفكرتهم عن حكم العدالة والمساواة بين بسطاء الناس الذين أُخذوا بعاطفة دينية بريئة والتفّوا حول الرأي القائل أن دعوا الإسلاميين يجرّبوا. وكان للحدث الجزائري بداية التسعينيات من القرن الماضي وما تلاه من تمرّد غطاء إعلامي عالمي قلّ نظيره، من أن الدولة الجزائرية انقلبت على نتائج الانتخابات الجزائرية التي فاز بها الإسلاميون وهو ما أدّى لردّة الفعل العنيفة من قبل هذه الجماعات وخرج من يبرّر لها ثقافة البلطة التي أعملوها في الجزائريين قتلاً وتقطيعًا.
ها قد فاز الإسلاميون بانتخابات ديموقراطية تدعمها الدولارات النفطية في مصر وتونس وكشّفت هذه الجماعات عن عوراتها وانحطاطها الأخلاقي، ولم نرَ من أخذها لفرصتها في الحكم سوى فتاوى القتل المتعدد الوجوه والأشكال وعلى رأسها التصفية الجسدية لكل من خالفها رأيًا في أي منحى من مناحي الحياة السياسية أو الاجتماعية أو الاقتصادية أو غيرها. وبزمن قياسي لم يجارهم فيه أحد، عذّبوا واغتصبوا وقذفوا وفبركوا الأكاذيب وفظّعوا بالشعب كله، وعلى رأسهم أولئك البسطاء الذين كانوا يدافعون عنهم في ضرورة أنهم يجب أن ينالوا فرصتهم في الحكم وانتخبوهم على أساس أن نهجهم الإسلام الذي يساوي بين الناس والذي يعرفون عنه أنهم بشريعته "كأسنان المشط"، لأن هؤلاء البسطاء لا يعرفون أن إسلام الأخوان المسلمين ومن شابههم من الجماعات الإٍسلامية يعني "مركزية الذات" الإخوانية وإباحة كل شيء لها وحدها دون غيرها من الناس مسلمين وغير مسلمين، وأنهم الصفوة المختارة، على نهج شعب الله المختار نفسه، ولهذا يفتون بكل شيء ويتدخّلون بأدقّ تفاصيل حياة الناس ويبشّرون بروسيا الإسلامية القادمة، لكنهم لا ينبسون ببنت شفة عن الكيان اليهودي الغاصب لفلسطين والمدنّس القدس بمقدّساتها الإسلامية والمسيحية.
تسلّم الإسلاميون مقاليد الحكم ولا يعرفون عن ثقافته سوى القتل، وعدِّ كل من خالفهم الرأي آخرًا يجب القضاء عليه والتخلّص منه وبأي طريقة ، بغض النظر عن مستوى انحطاطها الذي كلما كان أشدّ سفالة كان أقرب إلى تعاليمهم ونهجهم الدموي. فليس من برنامج سياسيّ ولا رؤية اجتماعية، ما عدا ثقافة النقاب طبعًا، ولا مشاريع اقتصادية أو ثقافية، بل تصفية للطاقات الوطنية التي تعادي مشاريع الهيمنة الغربية على البلدان العربية وتقف إلى جانب شعوبها التوّاقة فعلاً لا قولاً للحرية عبر التمسّك بحقوقها القومية والوقوف بوجه كل المتآمرين الذين يريدون تفتيت أوطانها. وليس اغتيال المناضل التونسي شكري بلعيد إلا مثال لما تفكّر به هذه الجماعات التي ضربت أمثلة كثيرة في الانحطاط قبل بلعيد عبر تصفية خيرة شباب سوريا وعلمائها ومفكّريها وكتّابها ومثقّفيها منذ أواخر السبعينيات من القرن المنصرم، وكانت جرائمها الخدمية لـ "إسرائيل" في السنتين الماضيتين الشواهد الأخيرة على تمسّكها بثوابتها "الإسرائيلية" وعلى الصعد كافة.
اليوم تظهر ملامح النهاية لهذا المشروع الدمويّ في العالم العربي كله، وتخسر الإمبريالية الأميركية وتابعتها الأوروبية آخر أمل لها في وكلاء التقسيم وبعث الأحقاد وإثارة الفتن. يخسرون بفضل تضحيات جسام افتتحها سوريون صدقوا ما عاهدوا شعبهم ووطنهم عليه، وشاركهم العهد المناضل الشهيد شكري بلعيد عندما وقف إلى جانبهم، فاضحًا مفتي الفتنة والدم في السعودية وقطر ومصر وتونس وغيرها، الذين يدعون إلى قتل السوريين لأنهم يقفون سورًا منيعًا بوجه "إسرائيل" ومشتقّاتها العربية والإقليمية. وكما نوّرت شواطئ صور وصيدا وأوغاريت ليالي قرطاجة التي أضاءت المتوسّط كله في ما بعد، تتشارك دماء بلعيد أُخوّة الفداء مع السوريين من أجل أن يظلّ المتوسّط منارًا للعالم الجديد.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]