بين مصدق ومكذب تروى احداث معركة دامت ست ساعات بين مئات من افراد الجيش الامريكي بعدتهم وعتادهم ودباباتهم ومدرعاتهم وطائراتهم الحربية والمروحية والهدف بيت في حي الفلاح شمال مدينة الموصل....
كان في البيت عدي وقصي صدام حسين ومصطفى نجل قصي _اربعة عشر عاما_ واحد افراد الحماية واسمه عبدالصمد...اربعة فقط ضد جيش جرار!!!
كان البيت الذي يقيم فيه الاربعة للشيخ نواف الزيدان وهنالك روايتين حول من دل على مكانهم :
الاولى تقول ان الشيخ نواف الزيدان هو من وشى بمكانهم.
والثانية تقول ان الخروج والرجوع الى البيت وجلب الطعام وانشاء مولدة كهربائية كبيرة امام البيت جعلت الناس تشك ان هنالك غرباءا في البيت مما جعل احدهم يخون ويبلغ فجاءت القوات من كل حدب وصوب..واستكمالا لهذه الرواية يقال ان الجيش وصل المنطقة واعتقل الشيخ نواف واولاده وبدأ يحقق معهم بالضرب ليعترف هل ان في البيت مجاهدين عرب وعندما وصل الامر ان جنديا ضرب نجل الشيخ بكعب سلاحه ووضعه في فمه ليقتله نطق الشيخ قائلا ان عدي وقصي ومصطفى ورجلا اخر في المنزل.
بعد هذا انطلقت مكبرات الصوت تطالب المتحصنين في البيت بالاستسلام وتم الرد برشقة رصاص من الداخل!!!!
استبسل الاربعة استبسالا لم يشهد له وقتنا هذا مثيلا وقال اهل المنطقة ان جنديا حاول فتح الباب فتلقى رصاصة في رأسه وابتدت المعركة...
كان الجيش الامريكي يطلق على البيت صواريخا من طائراته عندما ايقن انه لن يستسلم الشجعان في داخله..وبدأ القنص من الداخل خاصة من مصفى صاحب الاربعة عشر ربيعا لأن اباه علمه القنص كي يصطاد الغزلان والارانب فأذا به يصطاد الخنازير! واستخدم المحاصرون ايضا قذائف ال ار بي جي سفن والرمانات حتى ان عدي الذي كان مقعدا اثبت انه ليس مدللا بما يكفي كي يبكي من قرصة نملة...
يقول اهل المنطقة ان جثث الامريكان تناثرت في الشارع رغم قسوة الرد الامريكي واختبائه وراء المدرعات والدبابات فأستخدم الجيش الامريكي بعدها قنابل حارقة ودخانية ومنفلقة ادت الى استشهاد الاربعة بعد ان تهشم البيت بشكل لايعقل.
اعلن بعدها الجيش الامريكي انتهاء المعركة التي دامت ست ساعات ومقتل عدي صدام حسين وقصي صدام حسين ومصطفى قصي صدام واحد حمايتهم كما اعلن عن مقتل ستة من مقاتليه وجرح اخرين في حين يقول اهل المنطقة ان مالايقل عن ثلاثين امريكيا كانوا متناثرين امام البيت ...
بعدها تم فحص الحمض النووي لهم واخذت لهم صورا وسلمت الجثث الى اهلهم في تكريت ودفنوا هناك..ويقول اهل تكريت ان الرئيس صدام زار قبورهم وقرأ سورة الفاتحة عليهم وناجاهم..وفي خطاب له نعاهم شهداءا للعراق وقال انهم فداء للوطن.
بعد كل هذا اتسائل :
كيف تكون البطولة؟
وما هو عنوان الشهادة؟
لقد سطّر هؤلاء بعيدا عن مسميات التفرقة التي خلقت من رحم قذر اروع البطولات في المقاومة والتضحية والشهادة.
دمتم سالمين
.....................
بقلم ابوعزام الطائي