ما بعد رمضان...
أيها المسلم، لقد كنت فى رمضان بارا تقيا، فهل تصير في الإفطار جباراً شقياً
كنت في رمضان ملكاً كريماً، فهل تكون بعده شيطاناً رجيماً
كلا، ما هكذا يكون المؤمنون، ولا العقلاء المتبصرون، ولا السعداء الموفقون !
وعن عبد الله ابن مسعود رضى الله تعالى، عنه قال فى الحديث الموقوف، وقيل برفعه: "من لم تأمره الصلاة بالمعروف وتنهه عن المنكر لم يزدد بها من الله إلا بعدا".
*الصلاة* نور للقلب، وشكر للنعمة، وصلة بين العبد وربه، فما الذي يستفيده ذلك الشقي من ترك الصلاة، سوى ظلمة القلب، وكفران النعمة، وقطع وسائل الصلة بينه وبين مولاه، بل ما الذي يجنيه العاصى من وراء معصيته، غير إتلاف ماله، والإضرار بعقله وصحته، وضياع شرفه وسقوط كرامته، وإغضاب ربه، واستحقاق مقته وعقوبته
تا الله إن المعاصى لشهوة قصيرة عاجلة، تعقبها حسرة طويلة دائمة، وشقوة ملازمة، ونار حامية، وذل شديد، وعذاب أليم في الدنيا والآخرة . "
*{وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ}* [الحجر: 99]
( اليقين: هو الموت)
فليس للطاعات موسماً معيناً، ثم إذا انقضى هذا الموسم عاد الإنسان إلى المعاصي، بل إن موسم الطاعات يستمر مع العبد في حياته كلها، ولا ينقضي حتى يدخل العبد قبره
قيل لبشر الحافي رحمه الله:
" إن قوماً يتعبدون ويجتهدون في رمضان.
فقال: (بئس القوم قوم لا يعرفون لله حقاً إلا في شهر رمضان، إن الصالح الذي يتعبد ويجتهد السنة كلها" .
فكونوا ربانيين، ولا تكونوا رمضانيين
نقلت لكن أزهار