وحدتـــــــــــي المتمردة

وحدتي المتمردة



وأنا أناجيها في حميمية وروحانية كما عودتني كل ليلة..
أبثها هموما بثقل الجبال .. وآلاما داكنة الألوان مشوهة الأشكال..
أشكو لها ظمأ السنين وحرمان كل الأوقات ..
تارة في صبر هادئ و تارة في انتفاضة و ثورة..
تارة في جهر صارخ وتارة في صمت..
فاجأتني بصرخة ساخطة، متمردة، ثائرة .. أفزعتني.. زعزعتني.. هزتني..
قلبت كياني.. و قذفتني كمدفعية من مكاني.. ثم رفعتني بقوة إلى سابع سماوات..
" بالله عليك أطلقي سراحي .. حرريني .. طلقيني .. اخلعيني، كما في الماضي البعيد،
كل شيء خلعت ..
أنا مللت منك، سيدتي، وأنت مني أما مللت ؟
تنهيداتك .. آهاتك .. أزعجتني .. خنقتني .. فهلا ابتعدت عني ..
هلا تركتني، لو سمحت ..
وحدتك.. ترغب في البقاء لوحدها .. مع نفسها .. و ترفض أن يضايقها و يعكر صفوها
بشر محبط.. سلبي.. يائس.. مثلك أنت ..
شكواك صرت أعرفها.. آهاتك.. عن ظهر قلب بت أحفظها..
أحلامك.. رغباتك.. سلسلة جبال ممتدة لحدود لا زلت أجهل نهايتها ..
وكأنك، سيدتي، خلقت للشكوى والأنين ..
نفس الآلام .. نفس المعاناة والعذابات .. كل أمسية، حين يجن الليل..
حين كل خل بخليله يهتم .. بأحضاني أنا ترتمين .. كي تبثين و تبثين
ثم ترددين و تكررين .. وأبدا لا تملين ولا تتعبين..


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]