التحصيل الدراسي وصعوبات التعلم
إعداد/ جاسر صلاح
أخصائي نفسي
إعداد/ جاسر صلاح
أخصائي نفسي
قد يعاني بعض الأطفال من صعوبات تعليمية أكاديمية بنسب ودرجات
وأشكال مختلفة تؤدي بالتالي إلى تدني مستواهم الدراسي أو حتى
الفشل الدراسي ولهذا التدني أو الفشل أسباب متعددة.
فقبل أن نتهم الطفل بالغباء والكسل والتأخر الدراسي يجب أن
ندرس حالته فليس كل طفل متأخر في دراسته هو طفل متخلف عقلياً
أو كسول في تحصيل دروسه.
فضعف التحصيل الدراسي أو التأخر الدراسي عرض له أسباب كثيرة
معظمها بيئية تربوية والقليل منها ينجم عن النقص العقلي أو
العامل النفسي أو العضوي وذلك على النحو التالي:
• العوامل العقلية:
كانخفاض مستوى الذكاء أو التأخر في القدرة على التعلم وعدم
إتقان عملية التحصيل أو النقص العقلي الناجم عن أي سبب من
الأسباب البيولوجية أو العصبية.
• العوامل النفسية:
كالتوترات النفسية المصاحبة لحالة القلق التي تقلل من التركيز
والإنتباه وتدفع للشرود الذهني أو ضعف الثقة بالنفس أو
كراهية مادة دراسية معينة لأرتباطها في الذهن بموقف مؤلم من
جانب المدرس أو الزملاء أو غير ذلك من المواقف النفسية التي
تلعب دورها في عملية التعلم والتحصيل.
• العوامل العضوية:
قد يؤدي الضعف العام الناتج عن المرض العضوي إلى نقص عام في
حيوية الطفل من جراء إصابته مثلاً بحالة أنيميا حادة أو
الإصابة بالأمراض الطفيلية وما إلى ذلك من أمراض تقلل من
حيوية الطفل وتفقده نشاطه وقدراته البدنية والعقلية أو
الإصابة باضطراب في حاسة السمع أو البصر مما يؤثر ولا شك
على قدرة الطفل على المتابعة والدراسة.
• العوامل البيئية:
والتي تنشأ في المدرسة أو المنزل أو خارجهما ومن أمثلة ذلك ما
يأتي من مواقف تؤثر على تحصيل الطفل الدراسي:
• طلب الكمال:
كثيراً ما يطلب الأهل من طفلهم وبإلحاح تحصيل الدرجة الأولى أو أن
يكون من الأوائل مثلاً كما يحدث في كثير من الأحيان وقد يكون هذا
الطلب فوق مستوى طفلهم الطبيعي مما يرهق الطفل ويجعله دائم
الإنشغال لتحقيق المستوى المطلوب وعدم تمكنه من الوصول إلى هذا
المستوى قد يجعله يشعر بالخيبة ونقص القدرة الذاتية فتضعف ثقته
بنفسه ويؤدي به ذلك على الوهن والتأخر الدراسي.
• الإفراط في إنتقاد الطفل:
كثيراً ما يطلب الأهل من الطفل وبإلحاح أيضاً أن يمضي وقتاً أطول في
المذاكرة دون الأكتراث بميوله ورغباته وحقه بشيء من الحرية في
التصرف فقد يتخذ الطفل سبيل المماطلة والتثاقل فهو يمسك بالكتاب
ويقلب الصفحات لكنه لا يقرأ برغبة وإقبال وقد يصبح كثير السرحان
والنسيان متباطئاً وهذا إذا لم يعلن رفضه للدراسة صراحة.
• الأهمال:
عندما يهمل الأهل الطفل ولا يعطونه الوقت والإنتباه الكافي لمساعدته
ومتابعته دراسياً وتركه بلا رقيب يقضى معظم وقته في اللعب مع عدم
توفير المناخ المناسب للدراسة داخل البيت – حينها لا نستغرب على
الطفل أن يهمل في دراسته.
• عدم الثقة بالطفل:
نعت الطفل بصفات رديئة من قبل الأهل كالفشل مثلاً والسخرية منه
والحط من قدراته يجعل الطفل ينجذب بصورة لا شعورية نحو هذه الصفات
مما ينمي عنده الشعور بالنقص وعدم الثقة بالنفس ويضعف بالتالي من
دافعيته للدراسة.
• إضطراب الجو العاطفي:
وجود خلافات داخل الأسرة أو في محيطها يؤثر بشكل أو بآخر في نفسية
الطفل فيشعر بعدم الأمان والقلق والتوتر مما يجعل الطفل غير قادر
على التركيز في دراسته.
- عدم الإستقرار الناجم عن كثرة تنقل الطفل من مدرسة إلى أخرى
بسبب تغيير مكان السكن أو كثرة تنقل المعلم بين فصل إلى آخر مما
يترتب على ذلك إضطراب الطفل بين طرق تعليمية مختلفة.
- كثرة تغيب الطفل عن المدرسة لأسباب قوية أو تافهة أو هروبه
منها لخشيته أو كراهيته للمدرسة وعدم متابعة آبائه ومعلمه له.
• بيئة المدرسة:
للبيئة المدرسية أثرها أيضاً سواء بالسلب أو الإيجاب من حيث :
المساحة، التهوية والإضاءة في الفصول، عدد التلاميذ، المنهج،
طرق التدريس والأساليب المتبعة، وكثرة اللوائح والنظم.
وأخيراً قد تكون هناك أسباب خارجية طارئة يترتب عليها إنتكاس
الطفل تعليمياً ولو بشكل مؤقت (كالحرب، تغيير مكان السكن،
الطلاق، الموت ... الخ).