الظلم العربي على سوريا
شارل أيوب
Saturday, November 26, 2011 - 12:27 AM
دبّت النخوة بشكل لا سابق لها، ولا مثيل لها في الدول العربية، وبدل من أن تهجم على اسرائيل، هجمت على سوريا تلك الدول وقامت بتطبيع علاقاتها مع اسرائيل، فيما تقوم اليوم بقطع علاقاتها الديبلوماسية مع سوريا، فأين العروبة من الصراع العربي الاسرائيلي؟ أين العروبة يا جامعة الدول العربية لتصبّ كل جام غضبها على سوريا، وتحاصرها بقرارات العقوبات، فيما هي تساير اسرائيل، وتمتدح اسرائيل، وتفتح كل العلاقات مع اسرائيل، وتتاجر مع اسرائيل، أما الحزم والعداء فهو ضد سوريا كأنما الجامعة العربية بهذه القرارات تحاسب عدوّنا اسرائيل وتحاسب أعداء العروبة.
فما بالها هذه الجامعة العربية تركّز كل عدائها ضد سوريا، وتلقي الانذارات وتعيّن المهل بالساعات، وتعقد اجتماعاتها بالأيام كي تحاصر سوريا بشكل يمثل أكبر خدمة لاسرائيل وأكبر إضعاف للموقف الرسمي العربي، وتعزيزاً للدور الاسرائيلي.
بالله عيب يا عروبة، والله من المعيب ما تفعلون أنتم بالجامعة العربية، وبدل أن تقوموا بالسعي للحوار مع سوريا، تقومون بمحاصرتها، فماذا تفعلون؟ انكم تحاولون رفع الغطاء العربي عن سوريا، رغم قوتها، وانكم تلاقون المسؤولين الاسرائيليين في تصاريحهم بأن أيام الرئيس بشار الأسد معدودة كما يصرّح موشي عالون، وهكذا تفعلون انتم في الجامعة العربية تفتحون المجال للتدخل الدولي في سوريا، بدل أن تعملوا على التئام الجرح في سوريا.
غريب أمر العرب، اذا ما زالوا عرباً، اذا ما زالوا يعتنقون العروبة، كل دولة فيهم تفتح مكتباً تنسيقياً لاسرائيل، كل دولة منهم يجتمع مسؤوليها مع مسؤول اسرائيلي، سراً وعلناً، ومع سوريا الانذار تلو الانذار وفرض العقوبات، وكلها تحضّرونها ضد سوريا. فهل انتقل الأمر لديكم في الجامعة العربية من موقف الصراع العربي الاسرائيلي الى موقف صراع الجامعة مع سوريا، كما تريد واشنطن واسرائيل ومخططات الغرب ضدها.
لم يحصل في التاريخ ان اعطت الجامعة العربية انذاراً بالساعات ضد دولة عربية، لم يحصل في التاريخ ان اجتمعت الجامعة العربية كل يومين ضد دولة عربية، لم يسبق في التاريخ ان تقوم الجامعة العربية بهذا العداء ضد دولة رئيسية مثل سوريا التي قدمت التضحيات للعروبة بشكل لا مثيل له في تاريخ العروبة والعرب.
انه من المعيب أن توجهوا انذاراً لسوريا ينتهي الجمعة وتعقدون السبت اجتماعاً للمجلس الاقتصادي العربي لفرض عقوبات على سوريا، ويوم الأحد هناك اجتماع آخر، والخميس مجلس التعاون الاسلامي، لفرض عقوبات، فماذا تريدون؟ هل تعتقدون أن سوريا ستركع؟ فسوريا كلها عزّة، سوريا كلها عنفوان وكرامة، وسيسجّل التاريخ ان عاراً على الجامعة العربية قد حصل، والمنفذ هي الجامعة العربية عبر قراراتها ضد سوريا.
نحن نتعاطف مع الشعب السوري وشهدائه بسبب اطلاق النار عليه من قوى الأمن ونتعاطف أيضاً مع شهداء الجيش العربي السوري وقوى الأمن السورية التي تقوم بضبط الأمن.
هذه ليست جامعة عربية، هذه لجنة من لجان الشؤون الخارجية بالكونغرس الأميركي. هذه جامعة ترتبط بما تقرره واشنطن، فيما الحل الجدّي يكون عبر فتح الحوار بين النظام في سوريا والمعارضين، وليس في فرض العقوبات ومحاولات إخضاع سوريا وتدويل الأزمة السورية، وإسقاط النظام.
سوريا عزيزة، سوريا عربية، سوريا كلها عنفوان، وقدّمت الدماء الغالية للقضية العربية ودفعت الكثير عن كل العرب الذين يعاقبونها الآن، وأين لهم من معاقبتها، والعروبة من دون سوريا ناقصة، وهي قلب العروبة النابض.
وأخيراً نقول عيب، عيب، على الجامعة العربية ما تقوم به ضد سوريا.
شارل أيوب
Saturday, November 26, 2011 - 12:27 AM
دبّت النخوة بشكل لا سابق لها، ولا مثيل لها في الدول العربية، وبدل من أن تهجم على اسرائيل، هجمت على سوريا تلك الدول وقامت بتطبيع علاقاتها مع اسرائيل، فيما تقوم اليوم بقطع علاقاتها الديبلوماسية مع سوريا، فأين العروبة من الصراع العربي الاسرائيلي؟ أين العروبة يا جامعة الدول العربية لتصبّ كل جام غضبها على سوريا، وتحاصرها بقرارات العقوبات، فيما هي تساير اسرائيل، وتمتدح اسرائيل، وتفتح كل العلاقات مع اسرائيل، وتتاجر مع اسرائيل، أما الحزم والعداء فهو ضد سوريا كأنما الجامعة العربية بهذه القرارات تحاسب عدوّنا اسرائيل وتحاسب أعداء العروبة.
فما بالها هذه الجامعة العربية تركّز كل عدائها ضد سوريا، وتلقي الانذارات وتعيّن المهل بالساعات، وتعقد اجتماعاتها بالأيام كي تحاصر سوريا بشكل يمثل أكبر خدمة لاسرائيل وأكبر إضعاف للموقف الرسمي العربي، وتعزيزاً للدور الاسرائيلي.
بالله عيب يا عروبة، والله من المعيب ما تفعلون أنتم بالجامعة العربية، وبدل أن تقوموا بالسعي للحوار مع سوريا، تقومون بمحاصرتها، فماذا تفعلون؟ انكم تحاولون رفع الغطاء العربي عن سوريا، رغم قوتها، وانكم تلاقون المسؤولين الاسرائيليين في تصاريحهم بأن أيام الرئيس بشار الأسد معدودة كما يصرّح موشي عالون، وهكذا تفعلون انتم في الجامعة العربية تفتحون المجال للتدخل الدولي في سوريا، بدل أن تعملوا على التئام الجرح في سوريا.
غريب أمر العرب، اذا ما زالوا عرباً، اذا ما زالوا يعتنقون العروبة، كل دولة فيهم تفتح مكتباً تنسيقياً لاسرائيل، كل دولة منهم يجتمع مسؤوليها مع مسؤول اسرائيلي، سراً وعلناً، ومع سوريا الانذار تلو الانذار وفرض العقوبات، وكلها تحضّرونها ضد سوريا. فهل انتقل الأمر لديكم في الجامعة العربية من موقف الصراع العربي الاسرائيلي الى موقف صراع الجامعة مع سوريا، كما تريد واشنطن واسرائيل ومخططات الغرب ضدها.
لم يحصل في التاريخ ان اعطت الجامعة العربية انذاراً بالساعات ضد دولة عربية، لم يحصل في التاريخ ان اجتمعت الجامعة العربية كل يومين ضد دولة عربية، لم يسبق في التاريخ ان تقوم الجامعة العربية بهذا العداء ضد دولة رئيسية مثل سوريا التي قدمت التضحيات للعروبة بشكل لا مثيل له في تاريخ العروبة والعرب.
انه من المعيب أن توجهوا انذاراً لسوريا ينتهي الجمعة وتعقدون السبت اجتماعاً للمجلس الاقتصادي العربي لفرض عقوبات على سوريا، ويوم الأحد هناك اجتماع آخر، والخميس مجلس التعاون الاسلامي، لفرض عقوبات، فماذا تريدون؟ هل تعتقدون أن سوريا ستركع؟ فسوريا كلها عزّة، سوريا كلها عنفوان وكرامة، وسيسجّل التاريخ ان عاراً على الجامعة العربية قد حصل، والمنفذ هي الجامعة العربية عبر قراراتها ضد سوريا.
نحن نتعاطف مع الشعب السوري وشهدائه بسبب اطلاق النار عليه من قوى الأمن ونتعاطف أيضاً مع شهداء الجيش العربي السوري وقوى الأمن السورية التي تقوم بضبط الأمن.
هذه ليست جامعة عربية، هذه لجنة من لجان الشؤون الخارجية بالكونغرس الأميركي. هذه جامعة ترتبط بما تقرره واشنطن، فيما الحل الجدّي يكون عبر فتح الحوار بين النظام في سوريا والمعارضين، وليس في فرض العقوبات ومحاولات إخضاع سوريا وتدويل الأزمة السورية، وإسقاط النظام.
سوريا عزيزة، سوريا عربية، سوريا كلها عنفوان، وقدّمت الدماء الغالية للقضية العربية ودفعت الكثير عن كل العرب الذين يعاقبونها الآن، وأين لهم من معاقبتها، والعروبة من دون سوريا ناقصة، وهي قلب العروبة النابض.
وأخيراً نقول عيب، عيب، على الجامعة العربية ما تقوم به ضد سوريا.