[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]النشيد الوطني السوري
كلمات: خليل مردم بك
ألحان: محمد فليفل
حـماةَ الـديارِ عليكمْ سـلامْ أبَتْ أنْ تـذِلَّ النفـوسُ الكرامْ
عـرينُ العروبةِ بيتٌ حَـرام وعرشُ الشّموسِ حِمَىً لا يُضَامْ
ربوعُ الشّـآمِ بـروجُ العَـلا تُحاكي السّـماءَ بعـالي السَّـنا
فأرضٌ زهتْ بالشّموسِ الوِضَا سَـماءٌ لَعَمـرُكَ أو كالسَّـما
رفيـفُ الأماني وخَفـقُ الفؤادْ عـلى عَـلَمٍ ضَمَّ شَـمْلَ البلادْ
أما فيهِ منْ كُـلِّ عـينٍ سَـوادْ ومِـن دمِ كـلِّ شَـهيدٍ مِـدادْ؟
نفـوسٌ أبـاةٌ ومـاضٍ مجيـدْ وروحُ الأضاحي رقيبٌ عَـتيدْ
فمِـنّا الوليـدُ و مِـنّا الرّشـيدْ فلـمْ لا نَسُـودُ ولِمْ لا نشـيد؟
( حماة الديار ) ، نشيد كلما استمعنا إليه حل برداً وسلاماً على أكبادنا . في موسيقاه نبع من الحماسة لاينضب .
وفي كلماته خلاصة لتاريخنا العريق وحاضرنا المليء بالنضال ، هو عنوان الجلاء ورمز الاستقلال .
عزف لأول مرة كنشيد وطني رسمي لسورية صبيحة السابع عشر من نيسان عام 1946م يوم الجلاء الكبير .
ولكن ، ماحكاية هذا النشيد ؟ وكيف تم اختياره نشيداً وطنيا لسورية ؟
هذه الحكاية روتها أديبتنا الكبيرة كوليت خوري التي سمعتها من أصحابها الأصليين . وهما الأخوان أحمد ومحمد فليفل ملحنا النشيد .
بدأت الحكاية باختيار القصيدة التي سوف تتحول الى نشيد وطني ولم يكن هنا أي مشكلة حول ذلك فقد كان هناك اتفاق على اختيار قصيدة الشاعر خليل مردم ( حماة الديار) ،
وخليل مردم شاعر سوري ولد في أواخر القرن التاسع عشر وعايش مرحلتي الاستعمارين التركي والفرنسي لسورية ، وكتب الكثير من القصائد الوطنية التي تحدثت عن نضال شعبنا ضد الاستقلال .
وعند إختيار اللحن المناسب للنشيد الوطني أعلنت الحكومة السورية عن مسابقة لتلحين قصيدة ( حماة الديار) عام 1938م ، وكان هاشم الأتاسي رئيساً للجمهورية . وتقدم لتلحين القصيدة نحو ستين موسيقياً منهم ملحنون معروفون مثل أحمد الأوبري .
وكان من جملة المتقدمين الموسيقيين الأخوان أحمد ومحمد فليفل من بيروت , وشكلت لجنة لاختيار اللحن الأفضل ولما تقدم الاخوان فليفل رفضت اللجنة حتى مجرد استقبالهما والاستماع إلى لحنهما , فذهب الأخوان إلى فارس الخوري الذي كان رئيساً لمجلس النواب آنذاك , وشكوا عدم استقبال اللجنة لهما فطلب سماع النشيد ، فوجد لحنه جميلاً ولم يشأ التدخل في عمل اللجنة فطلب من الاخوين فليفل تعليم النشيد لطلاب المدارس حتى يحين وقت اختيار النشيد .
ونفذ الاخوان طلب فارس الخوري , وانتشر النشيد انتشاراً واسعاً , ليس كنشيد رسمي , وإنما كنشيد وطني عادي إلى جانب أناشيد الأخوين فليفل الاخرى مثل أناشيد ( بلاد العرب أوطاني ) ، ( في سبيل المجد ) ، ( موطني ) ، ( نحن الشباب ) .
ولم يتم البت في أمر النشيد السوري , حتى انعقاد اجتماع سان فرانسيسكوالذي بحث استقلال سورية , ومثلنا فيه فارس الخوري ، وكان معه قسطنطين زريق الوزير المفوض لسورية في الولايات المتحدة ورفيق العشا الذي كان قنصلاً لسورية هناك . وفي ذاك الاجتماع تم اقرار حق سورية في الاستقلال .
ومن هناك أعلن فارس الخوري أن النشيد الوطني الرسمي لسورية سيكون (حماة الديار) ، للحن الأخوين فليفل .
وأثناء العرض العسكري الذي أقيم احتفالاً بالجلاء لجيشنا الفتي عام 1946م , كانت مكبرات الصوت تذيع النشيد الوطني للجمهورية العربية السورية حماة الديار عليكم سلام بلحن الأخوين فليفل .