نتنياهو يعمل على إسقاط اوباما لأنه معادٍ لاسرائيل.
اتفاق رومني و على إسقاط أوباما
بقلم سليم نصار – لندن
أوحى رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو لأنصاره في الولايات المتحدة
بأن يمتنعوا عن التبرع للحزب الديموقراطي، وبأن يعملوا على إسقاط اوباما
لأنه معادٍ لاسرائيل.
لم يبق اكثر من 25 يوماً لاستئناف المناظرات التي تنتهي في السادس من تشرين
الثاني المقبل، يوم تعلن اللجان الانتخابية فوز باراك اوباما او ميت رومني، برئاسة الجمهورية.
ومع ان عودة اوباما الى البيت الابيض لا تشكّل المفاجأة التي يحدثها دخول منافسه
الجمهوري، الا ان الرئيس الحالي وعد باعادة انتاج دوره إرضاء لجمهور الناخبين.
كما وعد بايلاء المواجهات المرتقبة مزيداً من التركيز والجدية، لأن رومني "استطيب" طعم التقدم في المناظرة الاولى، وقرر السير في خط الاحراج والانتقاد العنيف. لذلك بادر الى الطعن في سياسة البيت الابيض، معتبراً ان اساليب الضعف التي مارسها اوباما مع العرب هي التي ادت الى مقتل السفير الاميركي في ليبيا.
واستغل اوباما هذه الواقعة ليفتح ملف الحزب الجمهوري، ويهدد بكشف الارقام الخيالية التي صرفها الرئيس جورج دبليو بوش على مغامرته الفاشلة في العراق. ثم اعاد الى الاذهان صيغة الانفتاح التي اعتمدها مع العالم الاسلامي يوم القى خطابه الشهير في القاهرة (حزيران 2009).
يعترف خبراء الحملات الانتخابية في الولايات المتحدة، بأن المرشحَين، الديموقراطي والجمهوري، استعملا مختلف "الاسلحة" السياسية والاقتصادية والاجتماعية، بهدف استمالة الناخبين والحصول على غالبية اصوات المترددين.
وفي هذا السياق، استثمر اوباما حياته الزوجية الهنيئة مع قرينته ميشيل وابنتيه ساشا وماليا، كي يثبت سعيه الى بناء مجتمع راسخ بعيد عن اجواء الاضطرابات والخلافات العائلية.
ورد عليه المرشح الجمهوري رومني، باعلان انتمائه الى طائفة "المورمون" التي تعتبر الزواج شركة مقدسة، وتؤمن بضرورة تربية الذرية الصالحة. وهو يدلل على اخلاصه للمؤسسة الزوجية بانجاب خمسة شبان اسعدوه مع عقيلته آن باحتضان 18 حفيداً.
ويستدل من التعاليم التي بشّر بها مؤسس طائفة "المورمون" جوزف سميث، ان الولايات المتحدة هي الارض الموعودة لجنة عدن، والموقع المثالي الذي يبعث منه يسوع المسيح لتجديد عهده. كما يؤمن سميث بأن اميركا هي قدر هذه الطائفة ومحجتها، وان الله سيبني قدساً جديدة فيها. ومن هذه القدس سينتشر القانون الالهي في مختلف قارات العالم.
واللافت ان رومني استخدم الدين والعنصرية اثناء حملاته الانتخابية كلما كان يشعر بانخفاض احتمالات فوزه. وقد ظهر هذا الاتجاه واضحاً عقب مؤتمر الحزب الديموقراطي يوم ارتفعت نسبة حظوظ اوباما 49 في المئة مقابل 45 في المئة.
في برنامج خاص موجّه الى ابناء طائفة "المورمون"، تولى المبشر روبرتسون محاورة رومني. وباشر حديثه باتهام اوباما بأنه شخص باع نفسه من الشيطان. وحجته على ذلك ان الحزب الديموقراطي شطب اسم "الله" من العبارة التاريخية المكتوبة على وجه العملة الاميركية "بالله نؤمن". كما اتهمه ايضاً بازالة فقرة تقول: "ان القدس هي عاصمة اسرائيل".
والمؤسف ان الحزب الديموقراطي – المعروف بأنه حزب تجمع الاقليات – أجرى مراجعة سريعة لمحو الانطباع الذي احدثه تصريح روبرتسون. خصوصاً بعدما كرر رومني انتقاد اوباما لأن الشعب الاميركي، في رأيه، حصل على حقوقه بفضل نعمة الله... وليس بفضل الدولة.
وبسبب تلك الضغوط الاعلامية المؤثرة التي استغلها اللوبي اليهودي، اضطر الحزب الديموقراطي الى اصدار بيان اعتبر فيه مدينة القدس عاصمة لاسرائيل. وكان بهذا التغيير يخالف الموقف الرسمي الاميركي المؤيد لتطبيق القرار 242. ورأت الجامعة العربية في هذا التجاوز تراجعاً عن سياسة واشنطن التقليدية التي تنظر الى مستقبل القدس كمدينة غير مقسمة، ومفتوحة لاستيعاب مختلف الديانات. اما الحل النهائي، فإنه يخضع لشروط تنفيذ اقامة الدولتين. ولهذا بقي مركز السفارة الاميركية في تل ابيب خالياً، اضافة الى سفارات عدة غربية. وواضح من موافقة اوباما على اجراء مثل هذا التغيير المناقض لسياسة الادارات السابقة، انه طامع لارضاء رئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتنياهو لذلك تحاشى اغضاب الناخب اليهودي. علماً بأن هذا الموقف سيحرم اوباما من اصوات الجاليتين، العربية والاسلامية اللتين صوتتا لمصلحته في الدورة السابقة.
عندما زار مرشح الرئاسة الجمهوري ميت رومني اسرائيل خلال الصيف الماضي، حرص على اعلان دعمه الكامل لصديقه القديم نتنياهو. وقال في مقابلة خاصة لصحيفة "هآرتس" انه من الضروري منع ايران من امتلاك سلاح نووي، لأنها عندئذ تتحول خطراً على الولايات المتحدة، وعلى وجود اسرائيل. وصرح في حينه، بأنه يتبنى موقف رئيس الوزراء بشأن الخيار العسكري لمهاجمة المنشآت النووية الايرانية. وعلّق على كلام منافسه اوباما الذي كرر القول ان المصالح المشتركة هي التي تجمع بين بلاده واسرائيل... علّق منتقداً وقال: ان العلاقات القوية بين دولتين لا تستند الى مصالح مشتركة فقط، وانما الى قيم مشتركة في الديموقراطية وحرية التعبير وحقوق الانسان.
اثر عودته من اسرائيل، هاجم رومني سياسة منافسه باراك اوباما، خصوصاً تلك المتعلقة باسرائيل والملف النووي الايراني، معتبراً انه لم يكن صديقاً مخلصاً لتل أبيب. وانتقد الرئيس الحالي لأنه رفض لقاء نتنياهو اثناء حضوره جلسات الجمعية العمومية للامم المتحدة في نيويورك.
وكان من الطبيعي ان يوحي نتنياهو لانصاره في الولايات المتحدة بأن يمتنعوا عن التبرع للحزب الديموقراطي، وبأن يعملوا على اسقاط اوباما لانه معاد لاسرائيل!
وقد لاقت هذه الحملة بعض الاعتراض لدى شيوخ الكونغرس من اليهود الذين تخوفوا من ردود فعل سلبية ضد اسرائيل في حال سقط اوباما في انتخابات الرئاسة. وهم يحذرون من مخاطر المواجهة العلنية مع ادارة اوباما، كونها تتهم رئيس وزراء اسرائيل بالتدخل السافر في السياسة الاميركية الداخلية، الى حد العمل على اسقاط الرئيس.
خلال احاديثه الصحافية، يحرص اوباما على تذكير الشعب بأهم منجزات سياسته الخارجية، ويقول: انهيت الحرب على العراق، وقضيت على زعيم "القاعدة" اسامة بن لادن. اما اذا كان رومني يريد نشوب حرب جديدة في الشرق الأوسط فيجب ان يعلن ذلك!
ويبدو ان نتائج استطلاعات الرأي قد ازعجته حقاً، بدليل انه ارسل الى اسرائيل مستشار الامن القومي توم دونيلون بهدف اطلاع نتنياهو والمجلس الوزاري المصغر على الخطة السرية لضرب المنشآت الايرانية. وقام المستشار دونيلون بتقديم عرض مفصل خلال جلسة خاصة مع نتنياهو والوزراء، امتدت على ثلاث ساعات شارك فيها مستشار الامن القومي الاسرائيلي الجنرال يعقوب عامي درور. ومع ان المسؤول الامني الاميركي استعرض خطة وسائل القتال المتوافرة التي اعدتها واشنطن، الا ان نتنياهو اصر على ضرورة اعلان هذا النبأ لتخويف ايران، طالباً من اوباما تقليد رومني في الالتزام بضمانات الحماية.
هذا الاسبوع فوجئ رئيس البيت الابيض بأن الشارع الذي حمله الى سدة الرئاسة قبل اربع سنوات، لم يعد يمثل القاعدة الشعبية التي تبقيه في منصبه. أي القاعدة التي كانت تتألف من الطبقة الوسطى والليبراليين والاقليات. وبسبب موقفه الغامض من ايران، قررت منظمة "ايباك" التذكير بماضيه قبل ان يدخل عالم السياسة. قالت انه كان معجباً بادوار سعيد وانه استمع باهتمام الى المحاضرة التي القاها في جامعة شيكاغو في ايار 1998. وقالت ان صداقته لرشيد الخالدي، فتحت امامه كل الفرص لرؤية مشاهد الارهاب التي حلت بالفلسطينيين. ثم رجعت "ايباك" الى عام 2004 يوم ترشح اوباما عن الحزب الديموقراطي لمجلس الشيوخ، والقى خطاباً مؤيداً لحق الفلسطينيين في دولة. ولما هنأه صديق عربي يدعى علي ابو نعمة، اعتذر بانه لم يقل كل الحقيقة، وانه في المرة المقبلة سيكون اكثر استقامة.
في آذار الماضي، اجتمع اوباما برئيس روسيا آنذاك ديمتري ميدفيديف، واخبره بانه سيكون اكثر مرونة بالنسبة للقضية الفلسطينية، في حال اعيد انتخابه في السادس من تشرين الثاني.
وحول هذا الموضوع كتب المعلق الاسرائيلي دانيال فايبس، يحذر من الاستقامة و"المرونة" اللتين وعد اوباما بممارستهما خلال ولايته الثانية. ثم دعا الى انتخاب صديق نتنياهو منذ 1976.
وميت رومني (65 سنة) هو نجل جورج رومني الذي عمل فترة طويلة كرئيس تنفيذي لشركة كرايزلر للسيارات. ومن بعدها ترشح لمنصب حاكم ميتشيغن، وفاز. ولكن ابنه ميت اراد ان يشق طريقه بشكل مستقل عن والده، فأسس شركة مالية لتداول الاسهم عرفت بشركة "باين كابيتال". وقد جنى منها ثروة تقدر بـ 250 مليون دولار، خصوصاً بعد ان نقل مركزها الى بوسطن. ومن عالم المال، انتقل رومني الى عالم الادارة والسياسة عندما فاز عام 2003 بمنصب حاكم ماساتشوستس.
بقي أن نذكر ان فرص المرشح الجمهوري بدأت تميل الى التحسن، حسب ارقام معاهد استطلاعات الرأي. ولكن أنصار اوباما يميلون الى الاعتقاد بأن ما نشهده على صفحات الجرائد وشاشات التلفزيون، ليس اكثر من حملة اعلامية لا تعكس واقع الحال. وهم يتوقعون فوز اوباما بنسبة 48 في المئة مقابل 45 في المئة لمنافسه رومني.
عرف عن اوباما انه في الاوقات العصيبة، كثيراً ما يستحضر عبارات مأثورة لمثله الاعلى الرئيس ابرهام لينكولن. وفي الاجتماع الاخير للحزب الديموقراطي نَقَل عنه العبارة التالية: "لقد ركعت على ركبتي من شدة الارهاق وثقل الادانات... ولكن هذا كله لن يرغمني على تغيير مساري!".
وفهم الحاضرون ان كل الاتهامات والادانات لن تجبر باراك اوباما على تغيير مساره!
اتفاق رومني و على إسقاط أوباما
بقلم سليم نصار – لندن
أوحى رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو لأنصاره في الولايات المتحدة
بأن يمتنعوا عن التبرع للحزب الديموقراطي، وبأن يعملوا على إسقاط اوباما
لأنه معادٍ لاسرائيل.
لم يبق اكثر من 25 يوماً لاستئناف المناظرات التي تنتهي في السادس من تشرين
الثاني المقبل، يوم تعلن اللجان الانتخابية فوز باراك اوباما او ميت رومني، برئاسة الجمهورية.
ومع ان عودة اوباما الى البيت الابيض لا تشكّل المفاجأة التي يحدثها دخول منافسه
الجمهوري، الا ان الرئيس الحالي وعد باعادة انتاج دوره إرضاء لجمهور الناخبين.
كما وعد بايلاء المواجهات المرتقبة مزيداً من التركيز والجدية، لأن رومني "استطيب" طعم التقدم في المناظرة الاولى، وقرر السير في خط الاحراج والانتقاد العنيف. لذلك بادر الى الطعن في سياسة البيت الابيض، معتبراً ان اساليب الضعف التي مارسها اوباما مع العرب هي التي ادت الى مقتل السفير الاميركي في ليبيا.
واستغل اوباما هذه الواقعة ليفتح ملف الحزب الجمهوري، ويهدد بكشف الارقام الخيالية التي صرفها الرئيس جورج دبليو بوش على مغامرته الفاشلة في العراق. ثم اعاد الى الاذهان صيغة الانفتاح التي اعتمدها مع العالم الاسلامي يوم القى خطابه الشهير في القاهرة (حزيران 2009).
يعترف خبراء الحملات الانتخابية في الولايات المتحدة، بأن المرشحَين، الديموقراطي والجمهوري، استعملا مختلف "الاسلحة" السياسية والاقتصادية والاجتماعية، بهدف استمالة الناخبين والحصول على غالبية اصوات المترددين.
وفي هذا السياق، استثمر اوباما حياته الزوجية الهنيئة مع قرينته ميشيل وابنتيه ساشا وماليا، كي يثبت سعيه الى بناء مجتمع راسخ بعيد عن اجواء الاضطرابات والخلافات العائلية.
ورد عليه المرشح الجمهوري رومني، باعلان انتمائه الى طائفة "المورمون" التي تعتبر الزواج شركة مقدسة، وتؤمن بضرورة تربية الذرية الصالحة. وهو يدلل على اخلاصه للمؤسسة الزوجية بانجاب خمسة شبان اسعدوه مع عقيلته آن باحتضان 18 حفيداً.
ويستدل من التعاليم التي بشّر بها مؤسس طائفة "المورمون" جوزف سميث، ان الولايات المتحدة هي الارض الموعودة لجنة عدن، والموقع المثالي الذي يبعث منه يسوع المسيح لتجديد عهده. كما يؤمن سميث بأن اميركا هي قدر هذه الطائفة ومحجتها، وان الله سيبني قدساً جديدة فيها. ومن هذه القدس سينتشر القانون الالهي في مختلف قارات العالم.
واللافت ان رومني استخدم الدين والعنصرية اثناء حملاته الانتخابية كلما كان يشعر بانخفاض احتمالات فوزه. وقد ظهر هذا الاتجاه واضحاً عقب مؤتمر الحزب الديموقراطي يوم ارتفعت نسبة حظوظ اوباما 49 في المئة مقابل 45 في المئة.
في برنامج خاص موجّه الى ابناء طائفة "المورمون"، تولى المبشر روبرتسون محاورة رومني. وباشر حديثه باتهام اوباما بأنه شخص باع نفسه من الشيطان. وحجته على ذلك ان الحزب الديموقراطي شطب اسم "الله" من العبارة التاريخية المكتوبة على وجه العملة الاميركية "بالله نؤمن". كما اتهمه ايضاً بازالة فقرة تقول: "ان القدس هي عاصمة اسرائيل".
والمؤسف ان الحزب الديموقراطي – المعروف بأنه حزب تجمع الاقليات – أجرى مراجعة سريعة لمحو الانطباع الذي احدثه تصريح روبرتسون. خصوصاً بعدما كرر رومني انتقاد اوباما لأن الشعب الاميركي، في رأيه، حصل على حقوقه بفضل نعمة الله... وليس بفضل الدولة.
وبسبب تلك الضغوط الاعلامية المؤثرة التي استغلها اللوبي اليهودي، اضطر الحزب الديموقراطي الى اصدار بيان اعتبر فيه مدينة القدس عاصمة لاسرائيل. وكان بهذا التغيير يخالف الموقف الرسمي الاميركي المؤيد لتطبيق القرار 242. ورأت الجامعة العربية في هذا التجاوز تراجعاً عن سياسة واشنطن التقليدية التي تنظر الى مستقبل القدس كمدينة غير مقسمة، ومفتوحة لاستيعاب مختلف الديانات. اما الحل النهائي، فإنه يخضع لشروط تنفيذ اقامة الدولتين. ولهذا بقي مركز السفارة الاميركية في تل ابيب خالياً، اضافة الى سفارات عدة غربية. وواضح من موافقة اوباما على اجراء مثل هذا التغيير المناقض لسياسة الادارات السابقة، انه طامع لارضاء رئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتنياهو لذلك تحاشى اغضاب الناخب اليهودي. علماً بأن هذا الموقف سيحرم اوباما من اصوات الجاليتين، العربية والاسلامية اللتين صوتتا لمصلحته في الدورة السابقة.
عندما زار مرشح الرئاسة الجمهوري ميت رومني اسرائيل خلال الصيف الماضي، حرص على اعلان دعمه الكامل لصديقه القديم نتنياهو. وقال في مقابلة خاصة لصحيفة "هآرتس" انه من الضروري منع ايران من امتلاك سلاح نووي، لأنها عندئذ تتحول خطراً على الولايات المتحدة، وعلى وجود اسرائيل. وصرح في حينه، بأنه يتبنى موقف رئيس الوزراء بشأن الخيار العسكري لمهاجمة المنشآت النووية الايرانية. وعلّق على كلام منافسه اوباما الذي كرر القول ان المصالح المشتركة هي التي تجمع بين بلاده واسرائيل... علّق منتقداً وقال: ان العلاقات القوية بين دولتين لا تستند الى مصالح مشتركة فقط، وانما الى قيم مشتركة في الديموقراطية وحرية التعبير وحقوق الانسان.
اثر عودته من اسرائيل، هاجم رومني سياسة منافسه باراك اوباما، خصوصاً تلك المتعلقة باسرائيل والملف النووي الايراني، معتبراً انه لم يكن صديقاً مخلصاً لتل أبيب. وانتقد الرئيس الحالي لأنه رفض لقاء نتنياهو اثناء حضوره جلسات الجمعية العمومية للامم المتحدة في نيويورك.
وكان من الطبيعي ان يوحي نتنياهو لانصاره في الولايات المتحدة بأن يمتنعوا عن التبرع للحزب الديموقراطي، وبأن يعملوا على اسقاط اوباما لانه معاد لاسرائيل!
وقد لاقت هذه الحملة بعض الاعتراض لدى شيوخ الكونغرس من اليهود الذين تخوفوا من ردود فعل سلبية ضد اسرائيل في حال سقط اوباما في انتخابات الرئاسة. وهم يحذرون من مخاطر المواجهة العلنية مع ادارة اوباما، كونها تتهم رئيس وزراء اسرائيل بالتدخل السافر في السياسة الاميركية الداخلية، الى حد العمل على اسقاط الرئيس.
خلال احاديثه الصحافية، يحرص اوباما على تذكير الشعب بأهم منجزات سياسته الخارجية، ويقول: انهيت الحرب على العراق، وقضيت على زعيم "القاعدة" اسامة بن لادن. اما اذا كان رومني يريد نشوب حرب جديدة في الشرق الأوسط فيجب ان يعلن ذلك!
ويبدو ان نتائج استطلاعات الرأي قد ازعجته حقاً، بدليل انه ارسل الى اسرائيل مستشار الامن القومي توم دونيلون بهدف اطلاع نتنياهو والمجلس الوزاري المصغر على الخطة السرية لضرب المنشآت الايرانية. وقام المستشار دونيلون بتقديم عرض مفصل خلال جلسة خاصة مع نتنياهو والوزراء، امتدت على ثلاث ساعات شارك فيها مستشار الامن القومي الاسرائيلي الجنرال يعقوب عامي درور. ومع ان المسؤول الامني الاميركي استعرض خطة وسائل القتال المتوافرة التي اعدتها واشنطن، الا ان نتنياهو اصر على ضرورة اعلان هذا النبأ لتخويف ايران، طالباً من اوباما تقليد رومني في الالتزام بضمانات الحماية.
هذا الاسبوع فوجئ رئيس البيت الابيض بأن الشارع الذي حمله الى سدة الرئاسة قبل اربع سنوات، لم يعد يمثل القاعدة الشعبية التي تبقيه في منصبه. أي القاعدة التي كانت تتألف من الطبقة الوسطى والليبراليين والاقليات. وبسبب موقفه الغامض من ايران، قررت منظمة "ايباك" التذكير بماضيه قبل ان يدخل عالم السياسة. قالت انه كان معجباً بادوار سعيد وانه استمع باهتمام الى المحاضرة التي القاها في جامعة شيكاغو في ايار 1998. وقالت ان صداقته لرشيد الخالدي، فتحت امامه كل الفرص لرؤية مشاهد الارهاب التي حلت بالفلسطينيين. ثم رجعت "ايباك" الى عام 2004 يوم ترشح اوباما عن الحزب الديموقراطي لمجلس الشيوخ، والقى خطاباً مؤيداً لحق الفلسطينيين في دولة. ولما هنأه صديق عربي يدعى علي ابو نعمة، اعتذر بانه لم يقل كل الحقيقة، وانه في المرة المقبلة سيكون اكثر استقامة.
في آذار الماضي، اجتمع اوباما برئيس روسيا آنذاك ديمتري ميدفيديف، واخبره بانه سيكون اكثر مرونة بالنسبة للقضية الفلسطينية، في حال اعيد انتخابه في السادس من تشرين الثاني.
وحول هذا الموضوع كتب المعلق الاسرائيلي دانيال فايبس، يحذر من الاستقامة و"المرونة" اللتين وعد اوباما بممارستهما خلال ولايته الثانية. ثم دعا الى انتخاب صديق نتنياهو منذ 1976.
وميت رومني (65 سنة) هو نجل جورج رومني الذي عمل فترة طويلة كرئيس تنفيذي لشركة كرايزلر للسيارات. ومن بعدها ترشح لمنصب حاكم ميتشيغن، وفاز. ولكن ابنه ميت اراد ان يشق طريقه بشكل مستقل عن والده، فأسس شركة مالية لتداول الاسهم عرفت بشركة "باين كابيتال". وقد جنى منها ثروة تقدر بـ 250 مليون دولار، خصوصاً بعد ان نقل مركزها الى بوسطن. ومن عالم المال، انتقل رومني الى عالم الادارة والسياسة عندما فاز عام 2003 بمنصب حاكم ماساتشوستس.
بقي أن نذكر ان فرص المرشح الجمهوري بدأت تميل الى التحسن، حسب ارقام معاهد استطلاعات الرأي. ولكن أنصار اوباما يميلون الى الاعتقاد بأن ما نشهده على صفحات الجرائد وشاشات التلفزيون، ليس اكثر من حملة اعلامية لا تعكس واقع الحال. وهم يتوقعون فوز اوباما بنسبة 48 في المئة مقابل 45 في المئة لمنافسه رومني.
عرف عن اوباما انه في الاوقات العصيبة، كثيراً ما يستحضر عبارات مأثورة لمثله الاعلى الرئيس ابرهام لينكولن. وفي الاجتماع الاخير للحزب الديموقراطي نَقَل عنه العبارة التالية: "لقد ركعت على ركبتي من شدة الارهاق وثقل الادانات... ولكن هذا كله لن يرغمني على تغيير مساري!".
وفهم الحاضرون ان كل الاتهامات والادانات لن تجبر باراك اوباما على تغيير مساره!