لمحة عامة عن الجولان قبل وبعد الاحتلال ,,
الجولان قطعة من الأراضي السورية تتمفصل فيها حدود سورية الجنوبية الغربية
مع فلسطين وشرقي الأردن جنوباً ولبنان شمالاً، حيث يشكل جبل الشيخ (الحرمون)
الذي يصل ارتفاع أعلى قمة فيه إلى 2814 متراً حاجزاً بينها وبين لبنان
وتمتد لتصل إلى وادي اليرموك بعمق 400م الذي يفصلها عن الأراضي الأردنية
وهي غنية بثرواتها المائية والنباتية والحيوانية وبمناخها الذي يجمع
الفصول الأربعة على مدار العام إذ تبلغ مساحتها 1860 كم2 أي حوالي
1% من مساحة سورية مما شجع الكثير من السكان للسكن فيها وإقامة
المشاريع الزراعية وتربية المواشي والتركيز على بعض الصناعات الخفيفة
والأعمال التجارية.
لذا يشكل البعد الاجتماعي جانباً مهماً في قضية الجولان لارتباطه الوثيق
بالبعد القومي والثقافي والتربوي والإنساني.
وفيما يلي عرض للواقع السكاني في الجولان قبل الاحتلال وبعده:
أولاً: قبل الاحتلال
أشارت الآثار المكتشفة في منطقة الجولان إلى أن الإنسان اختار السكن
في هذه المنطقة منذ أقدم العصور وعرفت الجولان قدوم قبائل عربية
للعيش فيها حوالي سنة 300م ومن بينها قبائل الغساسنة وبنو جفنة
والأزد ولخم، كما قدمت إلى الجولان قبائل عربية أخرى بعد الفتح
الإسلامي سنة 636م منها قبائل طي والفضل والويسية والنعيم والرفاعية
ويمكن القول إن العرب (البدو والفلاحين) الذين كانوا يسكنون الجولان
هم السكان الأصليون الذين انحدروا من تلك القبائل العربية العريقة.
ولقد ازداد عدد سكان الجولان إثر حرب عام 1948 مع العدو الصهيوني
واحتلال فلسطين وتحول الجولان إلى جبهة المواجهة السورية سواء من المدنيين
أم العسكريين، وأصبحت المدن الرئيسة فيها وبصورة خاصة مدينة القنيطرة
نموذجاً رائعاً للعيش المشترك بين سكانها الأصليين وجميع الأقليات الأثنية
والدينية والمذهبية وقبيل عدوان عام 1967 بلغ عدد سكان الجولان
153/ ألف نسمة أي حوالي 2% من عدد سكان سورية موزعين على 135 تجمعاً
سكانياً عمرانياً من دون المزارع التي وصلت إلى 146 مزرعة، توزعت على
165 قرية ومدينتي القنيطرة وفيق وضمت تجمعات شركسية وتركمانية وعربية
مسيحية موزعة على 20200/ عشرين ألفاً ومائتي مسكن منها 5600/ مسكن
في مدينة القنيطرة وحدها وكانت قوة العمل في محافظة القنيطرة مكونة
من حوالي /26700/ عامل موزعة بحسب النشاط الاقتصادي وفق النسب الآتية:
63% في مجال الزراعة و14.9% في مجال الصناعات الخفيفة اليدوية و12.4%
في مجال الخدمات و9.6% في مجال التجارة والسياحة.
ثانياً ـ بعد الاحتلال:
أما بعد الاحتلال فقد قام العدو الصهيوني بتهجير السكان قسراً من 159
قرية و146 مزرعة ومدينتين بعد أن قتل واحتجز عدداً منهم بدعوى
مشاركتهم في المعارك الدائرة، إذ بلغ عدد السكان الذين هجروا أكثر
من /131/ ألف نسمة، وقد أصبح عددهم الآن يزيد على نصف مليون نسمة،
فيما تمسكت ست قرى في شمال الجولان بأرضها وصمدت ضد أساليب التنكيل بها،
وهذه القرى هي: مجدل شمس، سحيتا، مسعدة، بقعاتا، عين قنية، الغجر،
وقد رفض سكان هذه القرى لاحقاً القرارات الصهيونية بضم الجولان ومحاولة
إعطائهم الهوية الإسرائيلية ووقفوا معاً وقفة واحدة ضد محاولات تضييق
الخناق عليهم وتحديد حركتهم وتسويق محاصيلهم الزراعية، وتبديل مناهج
التعليم في مدارسهم، ومصادرة قسم كبير من أراضيهم، وقد زج العدو
الإسرائيلي بعدد منهم في السجون، واستشهد بعضهم الآخر، وما زال أهالي
هذه القرى يدللون في كل مناسبة وطنية على تمسكهم بهويتهم الوطنية
العربية السورية، والمطالبة بتحرير الجولان وطرد المحتل الصهيوني منها،
ولقد ازداد عددهم فبعد أن كان /8000/ ثمانية آلاف عام 1967 وصل إلى
أكثر من /25/ خمس وعشرين ألفاً، على الرغم من محاولات العدو الصهيوني
التضييق عليهم وبناء المستعمرات في أرض الجولان وزج العديد من المستوطنين
بها حيث بلغت /33/ مستعمرة إسرائيلية تحتوي على ما يزيد على /20/
عشرين ألف مستوطن.
ومما يعطي البعد الاجتماعي لأهلنا في الجولان صورته المجلية تلك المواقف
الرائعة التي نراها عند أبناء الجولان بكل أطيافه التي تتجلى من خلال
التمسك بالثوابت والأرض وحق العودة إلى ثرى الوطن ورفض القرارات
الصهيونية وبخاصة التي صدرت عام 1980 لضم الجولان وفرض الهوية الإسرائيلية.
ومن بين أشكال التواصل مع الأهل في الأرض المحتلة بالجولان ما يأتي:
1 ـ تبادل المشاعر الوطنية والمشاركة في الاحتفالات الجماهيرية على الشريط
الشائك في مركز عين التينة وتجمع الأهل في مجدل شمس بالأرض المحتلة ومن بينها
عيد الجلاء وحرب تشرين التحريرية وتحرير القنيطرة والحركة التصحيحية
ورفض الهوية الإسرائيلية والتمسك بالهوية الوطنية مؤكدين قرار مجلس
الأمن /497/ الصادر في 17/12/1981 الذي نص على عدم تغيير الطابع السكاني والجغرافي للجولان المحتل.
2 ـ مجيء الوفود سنوياً لزيارة الوطن الأم، وتأكيدها للانتماء للوطن
الأم سورية من خلال المشاركة باللقاءات والمهرجانات والندوات.
3 ـ دراسة أبناء الجولان في جامعات القطر وبمكرمة القائد لهم التي تمنحهم
فرصة الدراسة بأي فرع أو كلية أو جامعة يرغبون بها، وزيادة أعدادهم
في كل عام.
4 ـ الزواج المتبادل وحفلات الأعراس المثيرة للمشاعر الإنسانية على الأسلاك
الشائكة حيث تتحول إلى عرس وطني مفعم بالحقد على العدو الصهيوني.
5 ـ تبادل التهاني بالأعياد والمناسبات الاجتماعية.
6 ـ تزويد الطلبة بالبرامج التعليمية وفق المناهج الوطنية في سورية
عبر الإذاعة والتلفاز وبرنامج وزارة التربية (إلى أبنائنا في الجولان).
7 ـ تشجيع الأهل على المقاومة والصمود بكافة الوسائل، تخفيف أعباء
الأهل اقتصادياً باستجرار التفاح الجولاني وهو من النوع المتميز في
جودته وطعمه.
8 ـ تخصيص برنامج تلفزيوني بعنوان رجال تحت الشمس موجه لأهلنا
في الجولان المحتل.
هذا غيض من فيض يدل على عمق البعد الاجتماعي والتواصل مع الأهل
الصامدين على ثرى جولاننا الحبيب مما يعزز يومياً حق العودة بل الأصرار
على حقنا بعودة الجولان قريباً الى حضن الام سوريا وفق الشرائع الدولية
وعملاً بقرار مجلس الأمن 242 تاريخ 22/11/1967 و338 تاريخ 22/10/1973،
وتحت راية القائد الرئيس بشار الأسد ,
يتبع .........