المخابرات الفرنسية : التسوية السياسية بدأت من أميركا ..
و البيت الأبيض يؤكد استحالة إسقاط النظام عسكرياً ..
*************************************
كشفت مصادر إعلامية فرنسية عن أن جهاز المخابرات الفرنسية وجه كتاباً لحكومة بلاده لتخفيف كمية السلاح المرسلة إلى ما يسمى «الجيش الكر» لسببين مهمين : الأول أن الجيش السوري و من خلال عمليات عسكرية نوعية صادر كميات كبيرة من هذا السلاح . و الثاني أن كتائب هذا الجيش تبيعه للتكفيريين و الجهاديين .
و علمت «الوطن» من المصادر التي فضلت عدم الكشف عن هويتها، أنه ورد في الكتاب ملاحظة مهمة و هي أن هذا السلاح لا يحقق الحد الأدنى من النتائج المطلوبة و أصبح يشكل خسارة فادحة للذين يصدرونه، كما أن وقوعه بيد الجيش السوري يشكل دليل إدانة على التدخل الدولي في الشؤون السورية و الذي قد يستخدم أمام المحافل الدولية .
و تشير المعلومات الاستخباراتية الفرنسية بحسب المصدر إلى أن «الإدارة الأميركية سوف تتخلى عن دعم المجموعات المسلحة التي تطلق على نفسها اسم «الجيش الكر»، و تركز فقط على الدعم السياسي لائتلاف الدوحة لفرضه بالقوة كطرف في الحل السياسي . و محاولة الحصول له على الحصة الأكبر من نتائج هذا الحل .
و قد جاء ذلك في توصيات رسمية لمجلس الأمن القومي الأميركي رفعه إلى البيت الأبيض مؤكداً فيها أن إمكانية إسقاط النظام السوري بالعمليات المسلحة سواء من الجيش الكر أو التنظيمات الإسلامية، أمر مستحيل و وهم كبير يجب التخلي عنه، و أن على الإدارة الأميركية أن تكبح جماح الحلفاء الأوروبيين و الخليجيين و الأتراك و تخفف من اندفاعهم في عمليات التمويل و التسليح لإعطاء فرصة واسعة لمشروع حل سياسي يأخذ بالحسبان المصالح الأميركية في المنطقة» .
و أوضح المصدر أن الكتاب يشير إلى أن «العد التنازلي لتحقيق تسوية سياسية في سوريا قد بدأ فعلياً من أميركا و ليس من روسيا، حيث إن البيت الأبيض لديه قناعة تامة بعدم إمكانية التدخل العسكري في سوريا و لا في أي منطقة أخرى من العالم مع ما تشهده الولايات المتحدة من أزمة مالية خطيرة . كما أن أوباما يعتبر إدارته القديمة غير مؤهلة للتعامل مع المسائل الحالية و لا تستطيع اتخاذ قرارات إستراتيجية تتضمن مبادرات كبرى . و من ثم فإن أوباما سيلجأ إلى اتفاق مع روسيا لحل سياسي في سوريا يضمن له تحقيق ما يريد من المصالح الأميركية».
سوريا الآن \ الوطن