من سوريا إلى البوسنة ... أماكن إنتشار ‘‘ داعش ‘‘
سرعان ما تبع اجتياح " داعش " للأراضي العراقية, مجموعات مسلحة تؤيد الجماعة وتبايعها الولاء، وبعد توغل " داعش " في سوريا والعراق، باتت مناطق من البلدين تحت تواجد هذه الكيانات المتطرفة، وأثار قطع مسلحي الجماعة لرؤوس الرهائن الغربيين الغضب حول العالم.
وعليه قالت صحيفة الغارديان البريطانية " داعش ", والذي ولد من رحم " تنظيم القاعدة " في العراق، ونشأ خلال الاحتلال الأمريكي، بات يتواجد اليوم على مساحات من المناطق الحيوية، إذ شن مسلحو الجماعة هجوما الصيف الماضي تمكنوا خلاله من السيطرة على مقاطعة نينوى وعاصمتها الموصل، وتكريت، وأجزاء كبيرة من مقاطعة الأنبار، إلا أنه خسر تكريت هذا العام، إثر عملية قادها الجيش العراقي، بينما أظهر مسلحو " داعش " مقاومتهم باحتلال الرمادي، على بعد 80 ميلا عن بغداد في مايو الماضي.
وتنتقل الصحيفة إلى سوريا، حيث يتواجد " داعش " على بعض المناطق في البلاد، ويتخذ من مدينة الرقة عاصمة الخلافة المزعومة التي نصب “البغدادي” نفسه عليها، وتشمل مناطق نفوذه معظم محافظتي الرقة ودير الزور في الشمال الشرقي وشرقي البلاد، ومناطق حول مدينتي حلب وحمص بما في ذلك مدينة تدمر الأثرية، إضافة لأجزاء من جنوب دمشق، حيث استولت مؤخرا على مخيم اليرموك المحاصر، ويخوض التنظيم معارك واسعة حتى مع جبهة النصرة التي انفصلت عنها عام 2013، بعد أن رفض قائد النصرة مبايعة قائدها “أبوبكر البغدادي”.
أما في مصر، ففي أعقاب ثورة 25 يناير التي أطاحت برئيس مصر الأسبق “حسني مبارك” ظهرت مجموعة تدعى “ولاية سيناء” عرفت سابقا بأنصار بيت المقدس وتصاعد عنف هجماتها بعد عزل الرئيس الإخواني “محمد مرسي” وبايعت البغدادي بالولاء في 2014 الماضي، واستهدفت الجماعة التي تتخذ من سيناء مقرا لها الجيش المصري، وأهدافا عديدة في القاهرة، وشنت مؤخرا سلسلة من الهجمات المنسقة على مواقع للجيش بالقرب من مدينتي الشيخ زويد ورفح، في تصعيد يعد الأكثر أهمية في شبه جزيرة سيناء منذ سنوات.
وذكرت الصحيفة أنه في اليمن، انتشرت سيارات مدمرة إثر تفجير في مسجد القبة الخضراء في 17 يونيو في هجوم تبنته " داعش "، موضحة أن حضور " داعش " في اليمن محدود مقارنة بحضور القاعدة في شبه الجزيرة العربية، الفرع الأقوى للتنظيم الإرهابي.
أما في أفغانستان وباكستان، أعلنت " داعش " في وقت سابق من العام الجاري تأسيس ولاية خراسان في منطقة تمتد على أجزاء من باكستان وأفغانستان وتشق طريقها نحو مناطق سيطرة طالبان، من خلال مقاتلين أجانب يجندون مقاتلين محليين، وتمكن التنظيم من الهجوم على مواقع لطالبان في الأسابيع والأشهر الأخيرة، وقطع رؤوس 10 مقاتلين من طالبان في يونيو واستولى على أراض كانت تخضع لسيطرة منافسهم المسلح.
وتبنى التنظيم أول هجوم كبير له في أفغانستان خلال أبريل الماضي، حين فجر انتحاري نفسه في جلال آباد موديا بعشرات الأرواح، أما طالبان فنشرت رسالة الشهر الماضي تحث التنظيم على البقاء خارج أفغانستان.
وتشير الصحيفة إلى أنه في داغستان أعلن متمردون مقرهم شمال القوقاز في روسيا ولائهم لــ " داعش " ، وأعلنوا تأسيس ما يدعى ولاية داغستان، وكان المسلحون ينتمون إلى إمارة القوقاز، وهي جماعة إرهابية تبنت عدة تفجيرات في موسكو.
وفي ليبيا ظهرت جماعة أنصار الشريعة، إحدى أكبر المليشيات بالبلاد والمتهمة بقتل السفير الأمريكي بطرابلس عام 2012، أعلنت نفسها من جديد على أنها داعش في بنغازي و صبراته وسرت.
وفي تونس، قتل سائحتان بريطانية و إيرلندية تدعوان سويا أمام نصب تذكاري لضحايا سوسة، ويعتبر المقاتلون التونسيون الخزان الأكبر للمقاتلين الأجانب في " داعش " في سوريا والعراق، بثلاثة آلاف مقاتل بحسب تقديرات الحكومة، وداخل تونس، تعمل المجموعات التابعة لــ " داعش " على شكل خلايا تنشط في البلدات والمدن، تتركز في جنوب وجنوب غرب تونس.
أما غرب إفريقيا، ففي مارس أعلنت جماعة بوكو حرام مبايعتها لــ " داعش "، التي رحبت بذلك سعيا لنشر خلافتها المعلنة ذاتيا في غرب أفريقيا، وجماعة بوكو حرام التي تأسست مطلع القرن فرضت الشريعة شمال نيجيريا، وذبحت الآلاف، وارتكبت مئات عمليات الخطف في سياق هجمات امتدت إلى الجارتين تشاد والنيجر.
وفي البوسنة، بدأت " داعش " مؤخرا بمحاولات لتجنيد مقاتلين من بين الفقراء والشباب العاطلين عن العمل في البلقان، مركزة على البوسنة والهرسك، وأظهر تسجيل مصور تم بثه مؤخرا مقاتلين من البوسنة يحثون مواطنيهم على الانضمام إلى الجماعة.