الفرق بين الحياء والخوف:
ما الذي يحجزنا عن فعل القبيح؟ ربما يكون ذلك هو الخوف من الله -عز وجل-، أو الخوف من الناس، وربما يكون ذلك هو الحياء من الله -عز وجل- أو الحياء من الناس والحياء من النفس، ولربما تجتمع هذه الأمور الثلاثة، فأي المقامات أفضل؟ من كان حاجزه عما لا يليق هو الخوف؟ أو من كان حاجزه هو الحياء؟ مع أننا نعلم أن الحياء من الله، وأن الخوف من الله، ونعلم أن ذلك جميعاً من شعب الإيمان، ومما يحبه الله -عز وجل-؛ ولكن أي هذه المقامات أرفع وأعلى؟
أقول: الحياء من شيم الأشراف، وهو من صفات النفوس الأبية الكريمة الزكية، فصاحبه أحسن حالاً ممن كان حامله الخوف المجرد عن فعل ما لا يليق.
ثم إن الحياء من الله -عز وجل- يدل على مراقبته وحضور القلب معه، ثم أيضاً في الحياء ما يدل على تعظيم الرب المعبود -جل جلاله- وليس ذلك بموجود في الخوف بقدر ما هو موجود في الحياء.
فالذي وازعه الخوف من الله -عز وجل- قلبه ملاحظ للعقوبة، حاضر معها، وهو ملاحظ لنفسه ولمصلحتها فحسب، ومن كان وازعه الحياء من الله -تبارك وتعالى- فقلبه حاضر مع الله في حال الإحسان وفي حال الإساءة، قلبه حاضر مع الله وهو على فراشه، وهو يتحدث مع الناس، وهو يتصدق، وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ [(60) سورة المؤمنون]، فهو يعلم أن هذا الإنعام والأفضال من الله -تبارك وتعالى- ولكنه يستحي من الله -عز وجل-، وذلك أنه يعلم أن هذا العطاء لا يكافئ نعم الله -تبارك وتعالى-.
المستحيي مراعٍ لجانب الرب، والخائف مراعٍ لجانب النفس، وعلى كل حال من كان وازعه الحياء نبعت ينابيع الحكمة من قلبه، وتفجرت عيونها، وارتسمت عليه مكارم الأخلاق في كل أحواله ومقاماته.
ما الذي يحجزنا عن فعل القبيح؟ ربما يكون ذلك هو الخوف من الله -عز وجل-، أو الخوف من الناس، وربما يكون ذلك هو الحياء من الله -عز وجل- أو الحياء من الناس والحياء من النفس، ولربما تجتمع هذه الأمور الثلاثة، فأي المقامات أفضل؟ من كان حاجزه عما لا يليق هو الخوف؟ أو من كان حاجزه هو الحياء؟ مع أننا نعلم أن الحياء من الله، وأن الخوف من الله، ونعلم أن ذلك جميعاً من شعب الإيمان، ومما يحبه الله -عز وجل-؛ ولكن أي هذه المقامات أرفع وأعلى؟
أقول: الحياء من شيم الأشراف، وهو من صفات النفوس الأبية الكريمة الزكية، فصاحبه أحسن حالاً ممن كان حامله الخوف المجرد عن فعل ما لا يليق.
ثم إن الحياء من الله -عز وجل- يدل على مراقبته وحضور القلب معه، ثم أيضاً في الحياء ما يدل على تعظيم الرب المعبود -جل جلاله- وليس ذلك بموجود في الخوف بقدر ما هو موجود في الحياء.
فالذي وازعه الخوف من الله -عز وجل- قلبه ملاحظ للعقوبة، حاضر معها، وهو ملاحظ لنفسه ولمصلحتها فحسب، ومن كان وازعه الحياء من الله -تبارك وتعالى- فقلبه حاضر مع الله في حال الإحسان وفي حال الإساءة، قلبه حاضر مع الله وهو على فراشه، وهو يتحدث مع الناس، وهو يتصدق، وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ [(60) سورة المؤمنون]، فهو يعلم أن هذا الإنعام والأفضال من الله -تبارك وتعالى- ولكنه يستحي من الله -عز وجل-، وذلك أنه يعلم أن هذا العطاء لا يكافئ نعم الله -تبارك وتعالى-.
المستحيي مراعٍ لجانب الرب، والخائف مراعٍ لجانب النفس، وعلى كل حال من كان وازعه الحياء نبعت ينابيع الحكمة من قلبه، وتفجرت عيونها، وارتسمت عليه مكارم الأخلاق في كل أحواله ومقاماته.