أنواع الحياء:
الحياء ثلاثة أنواع: حياء من الله -عز وجل-، ويكون بامتثال أوامره واجتناب زواجره، فالنبي -صلى الله عليه وسلم- سأله أصحابه فقالوا: عوراتنا ما نأتي منها وما نذر؟ قال: ((احفظ عورتك إلا من زوجتك أو ما ملكت يمنيك)) فقال السائل: الرجل يكون مع الرجل؟ يعني هل يبدي له شيئاً من عورته، بعض الناس يقول: أنا رجل، فلا يستحي من إظهار عورته أمام الرجال، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم- معلماً له مكارم الأخلاق: ((إن استطعت أن لا يراها أحد فافعل))، فقيل له: والرجل يكون خالياً؟ فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: ((فالله أحق أن يستحيا منه))(14).
وفي الحديث الآخر أن رجلاً جاء إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال له: "أوصني"، قال: ((أوصيك أن تستحي من الله تعالى كما تستحي من الرجل الصالح من قومك))(15)، بمعنى ألا يكون الله -عز وجل- هو أهون الناظرين إليك، فينبغي أن تستحي من الله -تبارك وتعالى- حق الحياء، كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم- كما في حديث ابن مسعود -رضي الله تعالى عنه-: ((استحيوا من الله حق الحياء))، فسألوه فقالوا: "إنا نستحي والحمد لله" قال: ((ليس ذاك؛ ولكن الاستحياء من الله حق الحياء أن تحفظ الرأس وما وعى))(16)تحفظ السمع فلا يسمع ما لا يليق من الفحش والبذاءة والغناء والغيبة والمعصية بجميع أنواعها مما يسمع، وأن تحفظ هذا البصر فلا ينطلق ولا يسرح يمنة ويسرة، فيرى ما لا يليق، ويرى ما يحرم عليه أن ينظر إليه.
يسر مقلته ما ضر مهجته***لا مرحباً بسرور عاد بالضرر
وكذلك يحفظ الإنسان الشم فلا يشم شيئاً لا يجوز له شمه.
((أن يحفظ الرأس وما وعى، والبطن وما حوى)): فلا يدخل في هذا الجوف شيء حرمة الله -عز وجل- من المال الحرام والخمر والدخان وما إلى ذلك، ((ولتذكر الموت والبلى، ومن أراد الآخرة ترك زينة الدنيا، فمن فعل ذلك فقد استحيا من الله حق الحياء))(17).
خطب أبو بكر الصديق -رضي الله تعالى عنه- الناس وقال: "يا معشر المسلمين استحيوا من الله، فو الذي نفسي بيده إني لأظل حين أذهب الغائط في الفضاء متقنعاً في ثوبي استحياءً من ربي -عز وجل-".
وقد صور لنا القرآن حال بعض الجاهليين وكيف كانوا يستحيون من الله -عز وجل- قال -تبارك وتعالى- عنهم: أَلَا إِنَّهُمْ يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ لِيَسْتَخْفُوا مِنْهُ أَلَا حِينَ يَسْتَغْشُونَ ثِيَابَهُمْ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ [(5) سورة هود]: الذي ذكره جمع من السلف في تفسير هذه الآية أن الواحد من هؤلاء المشركين كان إذا خرج إلى الخلاء لقضاء حاجته قال بظهره وصدره هكذا، أماله من أجل أن يكون ظهره حائلاً بينه وبين السماء حياءً من الله -عز وجل-، مع أن الناس لا يرونه، فأين هؤلاء الجاهليين من أولئك المتهتكين الذين يعرضون المفاتن والأجساد العارية، يراها ملايين البشر، ويصوت لهم الملايين من أهل الضعة وأهل الانحطاط والسفور الذين لم يعرفوا مكارم الأخلاق.
النوع الثاني: هو الحياء من الخلق، ويكون بكف الأذى عنهم بجميع أنواعه، بالقول والفعل، وترك سوء الظن بهم، ويكون بترك المجاهرة بكل قبيح.
وبين الحياء من الله -عز وجل- والحياء من المخلوقين ملازمة أكيدة، وقد قال ابن مسعود -رضي الله تعالى عنه-: "من لم يستحِ من الناس لا يستحي من الله".
والنوع الثالث: الحياء من النفس، وهو نوع لطيف من الحياء، وهل يستحي الإنسان من نفسه؟
أقول: نعم ذاك حياء يعرفه أصحاب النفوس الكريمة الشريفة العزيزة الرفيعة الأبية، هذه النفوس تستحي من رضاها لنفسها بالنقص، ومن قناعتها بالدون، فيجد الواحد نفسه مستحيياً من نفسه، حتى كأنما له نفسان يستحي بأحدهما من الآخر، ويكون ذلك -أعني الحياء من النفس- بالعفاف وصيانة الخلوات، وهذا أكمل ما يكون من الحياء؛ فإن العبد إذا استحي من نفسه فهو بأن يستحي من غيره أجدر وأولى كما لا يخفى.
الحياء ثلاثة أنواع: حياء من الله -عز وجل-، ويكون بامتثال أوامره واجتناب زواجره، فالنبي -صلى الله عليه وسلم- سأله أصحابه فقالوا: عوراتنا ما نأتي منها وما نذر؟ قال: ((احفظ عورتك إلا من زوجتك أو ما ملكت يمنيك)) فقال السائل: الرجل يكون مع الرجل؟ يعني هل يبدي له شيئاً من عورته، بعض الناس يقول: أنا رجل، فلا يستحي من إظهار عورته أمام الرجال، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم- معلماً له مكارم الأخلاق: ((إن استطعت أن لا يراها أحد فافعل))، فقيل له: والرجل يكون خالياً؟ فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: ((فالله أحق أن يستحيا منه))(14).
وفي الحديث الآخر أن رجلاً جاء إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال له: "أوصني"، قال: ((أوصيك أن تستحي من الله تعالى كما تستحي من الرجل الصالح من قومك))(15)، بمعنى ألا يكون الله -عز وجل- هو أهون الناظرين إليك، فينبغي أن تستحي من الله -تبارك وتعالى- حق الحياء، كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم- كما في حديث ابن مسعود -رضي الله تعالى عنه-: ((استحيوا من الله حق الحياء))، فسألوه فقالوا: "إنا نستحي والحمد لله" قال: ((ليس ذاك؛ ولكن الاستحياء من الله حق الحياء أن تحفظ الرأس وما وعى))(16)تحفظ السمع فلا يسمع ما لا يليق من الفحش والبذاءة والغناء والغيبة والمعصية بجميع أنواعها مما يسمع، وأن تحفظ هذا البصر فلا ينطلق ولا يسرح يمنة ويسرة، فيرى ما لا يليق، ويرى ما يحرم عليه أن ينظر إليه.
يسر مقلته ما ضر مهجته***لا مرحباً بسرور عاد بالضرر
وكذلك يحفظ الإنسان الشم فلا يشم شيئاً لا يجوز له شمه.
((أن يحفظ الرأس وما وعى، والبطن وما حوى)): فلا يدخل في هذا الجوف شيء حرمة الله -عز وجل- من المال الحرام والخمر والدخان وما إلى ذلك، ((ولتذكر الموت والبلى، ومن أراد الآخرة ترك زينة الدنيا، فمن فعل ذلك فقد استحيا من الله حق الحياء))(17).
خطب أبو بكر الصديق -رضي الله تعالى عنه- الناس وقال: "يا معشر المسلمين استحيوا من الله، فو الذي نفسي بيده إني لأظل حين أذهب الغائط في الفضاء متقنعاً في ثوبي استحياءً من ربي -عز وجل-".
وقد صور لنا القرآن حال بعض الجاهليين وكيف كانوا يستحيون من الله -عز وجل- قال -تبارك وتعالى- عنهم: أَلَا إِنَّهُمْ يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ لِيَسْتَخْفُوا مِنْهُ أَلَا حِينَ يَسْتَغْشُونَ ثِيَابَهُمْ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ [(5) سورة هود]: الذي ذكره جمع من السلف في تفسير هذه الآية أن الواحد من هؤلاء المشركين كان إذا خرج إلى الخلاء لقضاء حاجته قال بظهره وصدره هكذا، أماله من أجل أن يكون ظهره حائلاً بينه وبين السماء حياءً من الله -عز وجل-، مع أن الناس لا يرونه، فأين هؤلاء الجاهليين من أولئك المتهتكين الذين يعرضون المفاتن والأجساد العارية، يراها ملايين البشر، ويصوت لهم الملايين من أهل الضعة وأهل الانحطاط والسفور الذين لم يعرفوا مكارم الأخلاق.
النوع الثاني: هو الحياء من الخلق، ويكون بكف الأذى عنهم بجميع أنواعه، بالقول والفعل، وترك سوء الظن بهم، ويكون بترك المجاهرة بكل قبيح.
وبين الحياء من الله -عز وجل- والحياء من المخلوقين ملازمة أكيدة، وقد قال ابن مسعود -رضي الله تعالى عنه-: "من لم يستحِ من الناس لا يستحي من الله".
والنوع الثالث: الحياء من النفس، وهو نوع لطيف من الحياء، وهل يستحي الإنسان من نفسه؟
أقول: نعم ذاك حياء يعرفه أصحاب النفوس الكريمة الشريفة العزيزة الرفيعة الأبية، هذه النفوس تستحي من رضاها لنفسها بالنقص، ومن قناعتها بالدون، فيجد الواحد نفسه مستحيياً من نفسه، حتى كأنما له نفسان يستحي بأحدهما من الآخر، ويكون ذلك -أعني الحياء من النفس- بالعفاف وصيانة الخلوات، وهذا أكمل ما يكون من الحياء؛ فإن العبد إذا استحي من نفسه فهو بأن يستحي من غيره أجدر وأولى كما لا يخفى.