صديقي الوفي... خائن جدا !!
كانت طفولتي أهم مرحلة في حياتي، فإني لازلت أتذكر حين التقيت
بطفل في مثل سني وتعرفت عليه. لاحظت أننا نتشابه في كثير من الأشياء
و قررنا إقامة صداقة لا مثيل لها تحطم كل الحواجز. كنت أعامله كأخ
لي أفرغ عليه قلبي، أنصت له وينصت لي، أواسيه ويواسيني، افرح لفرحه
و يبكي لحزني... استمررنا على هذا الحال . ومن كثرة الوفاق بيننا
كان رفاقنا يحسدوننا و يحاولون التفريق بيننا، لكننا لم نتح لهم
فرصة لذالك . وقد تجاوزنا بصداقتنا كل الحواجز التي كانت تعترضنا،
حقا إنها صداقة لا مثيل لها،استمرت سبع سنين كاملة . لكني صحوت على
الحقيقة المرة والأليمة والتي لم أكن أتوقعها. لقد كنت مخدوعا رغم كل
ما وصفته و ذكرته عن صداقتنا. حيث كان صديقي الوفي يظهر لي وجهه
البريء و يطعنني في ظهري طعن السيف للقلب. حيث كانت ضحكته لي كما
يقول المثل "ضحكة صفراء" تحمل في طياتها الأنانية و المكر والخداع.
اجل وللأسف الشديد، خانني خيانة لم أكن أتوقعها منه، هجرني وظل
يقول لبعض الرفاق انه لا يحبني لشخصي بل يصاحبني من أجل الدراسة
و مصالحه الخاصة فقط.... ولما سمعت هذا الكلام، الذي جرحني في مشاعري،
صدمت بقوة وتمنيت أن أموت قبل أن أسمعه. و في تلك اللحظة ماتت
لدي مشاعر الصداقة ... وعاهدت نفسي على أن لا أعاشر أحدا منذ
اليوم. مر عام وأنا أعاني من هذا الجرح، حتى تعرفت على صديق
آخر نمى لدي مشاعر جديدة لصداقة أخرى طيبة وبريئة و بدون مصالح،
صداقة كنت أحلم بها منذ وقت طويل ولم أنعم بها مع الصديق الأول"توفيق"
لكني وجدتها في حضن صديقي الجديد "حسن" الذي فهمني وفهمته والذي مر
بنفس التجربة التي عشتها من قبل. إن الحياة مدرسة تعلم كل إنسان،
علمتني أنا بدوري دروسا مفيدة في مقاومة المصاعب و الحواجز والمشاكل
و خصوصا شروط كيفية اختيار الصديق الأفضل.
بقلم صلاح الدين بابانا
لا يوجد حالياً أي تعليق