تركيا تخسر بالنقاط في الملف السوري..
والمعارضة تهاجم عنتريات أردوغان الفارغة
أنقرة - الثبات ...تواجه حكومة "العدالة والتنمية" في تركيا تحدياً
هائلاً جراء تخبطها في الملف السوري من جهة، والمخاطر الاقتصادية التي تواجهها
من جهة أخرى، في حين تتربصها المعارضة الوطنية التركية التي لا يبدو الجيش
بعيداً عن مواقفها، رغم الضغوط الكبيرة المبذولة لتحجيم دوره، والتي نجح
فيها حزب رجب طيب أردوغان إلى حد بعيد بدعم أوروبي وأميركي.
تواجه السياسة التركية الكثير من "التخبط" في مقاربتها الملف السوري،
وهذا التخبط يتجلى في التصعيد الكلامي الذي يعقبه تراجعات فورية من
دون أية خطوات عملية، ما حوّل تركية إلى "نمر من تصريحات"، وفق تعبير
أحد قادة "العدالة والتنمية" نفسه، أما الإطار الثاني فهو الفشل الذريع
لربيب العدالة والتنمية "الإخواني"؛ "المجلس الوطني" السوري المعارض، الذي
بدأ يتشظى نتيجة الفساد والتباين في مصالح أطرافه، رغم كل الضغوط التركية والعربية والغربية لتوحيده، ويقول أحد المعارضين إن دولاً بارزة، مثل
السعودية، تخلت عن تحفظاتها حيال العامل الإخواني، وبدأت تحث أطراف المجلس
على "الوحدة"، لكن هذه الوحدة ماتزال بعيدة المنال.
ويشكو بعض أعضاء "المجلس" من السيطرة الإخوانية، وسيطرة المصالح داخل الدائرة الإخوانية نفسها، ما جعل عدداً كبيراً من أعضاء المجلس يبتعدون عنه بسبب
عدم تمثيله، حتى المجموعات ضعيفة التمثيل شعبياً التي تتكون منه نظرياً،
وقد بادر عدد من هؤلاء إلى مغادرة المجلس نتيجة "التضارب في المصالح" وجشع
بعض أطرافه للمال الذي يغدق على قيادته ولا يصل إلى قاعدته، وفي مثال
بارز على ما يجري، شكا المعارض أشرف المقداد من أن "المقعد" في المجلس التنفيذي
أصبح ثمنه 300 ألف دولار، من دون حساب ولائه السياسي في بعض الأحيان، مادام القرار الأساسي يتحكم فيه 3 أشخاص أو أقل أحياناً.
أما أردوغان، فهو ما يزال يطلق التصريحات المثيرة للجدل، كإعلانه يوم الجمعة
الماضي أن بلاده تدرس إنشاء منطقة عازلة في سورية، ثم تراجع مكتبه عنها ليلاً ليوضح أن ما قصده هو أن بلاده "تدرس جميع الخيارات"، ثم يوضح في اليوم التالي مقربون منه أن المنطقة العازلة "ليست على أجندة الحكومة التركية حالياً".
والواقع أن كلام أردوغان أتى عليه بردود سلبية داخلية عديدة من قبل
المعارضين، ومن قبل العسكر أنفسهم، الذين يحذّرون من "المغامرات العسكرية
وقول ضابط متقاعد إن أردوغان يتصرف على الطريقة الدنكوشوطية، فهو يتحدث
عن قرار يحتاج فرضه إلى تدخل عسكري وتفوق كبير، وهو غير متوفر لدى الجيش
التركي في مواجهة الجيش السوري القوي، الذي يتمتع بشبكة دفاع جوي قوية،
وبمنظومة صواريخ متوسطة وبعيدة قادرة على إلحاق الأذى الكبير بتركيا في حال
قررت خوض الحرب، هذا إذا لم نتطرق إلى العوامل الأخرى، كالعامليْن الروسي والإيراني. أما زعيم حزب الشعب الجمهوري المعارض كمال كيليتشدار أوغلو،
فقد سأل: أين سيقيم رئيس الحكومة المنطقة العازلة؛ داخل الأراضي السورية
أم داخل الأراضي التركية؟ ولماذا ندخل إلى الأراضي السورية؟
وقال: "غداً عندما تأتي دولة وتريد أن تقيم منطقة عازلة داخل تركيا قائلة
لقد أقمتم سابقاً منطقة عازلة في سورية، وها جاء اليوم دورنا، فبماذا سنجيبها"؟ ووجه كيليتشدار أوغلو انتقاداً لاذعاً إلى أردوغان داعياً إياه
إلى ألا يكون قناعاً وأداة بيد قوى الهيمنة الغربية، وقال: "في موضوع سورية،
يجب ألا تكون تركيا أداة وقناعاً لقوى الهيمنة الغربية في الشرق الأوسط،
تركيا دولة مستقلة، وقد تأسست نتيجة حرب تحرير وطنية، وأن تصدي الحكوم
لتكون أداة بيد الغرب أمر لا يليق بالجمهورية التركية، وعلى الحكومة أ
توضح هذا الموضوع بكل شفافية للرأي العام".
أما الكاتب البارز "فكرت بيلا" فقد حذر الحكومة التركية من أن الدخول في
مغامرة بسورية ستكون لها عواقبها الوخيمة، قائلاً:
"الوضع في سورية مختلف عنه في الدول العربية الأخرى، في مصر وقف الجيش إلى
جانب خلع حسني مبارك، وفي ليبيا لم يكن هناك في الأساس جيش بالمعنى الحقيق
ولم يذهب إلا بقوة حلف شمال الأطلسي، أما في سورية فقد تبين، باستثناء بعض الانشقاقات الطفيفة ومنهم من لجأ إلى تركيا، أن الجيش لايزال متماسكاً"
واعتبر أن "التدخل العسكري في بلد جار سيجلب العداوة لتركيا على امتداد
الأجيال المقبلة". وفي الصحيفة نفسها كتب أحد أبرز المعلقين في الشأن الخارجي
سامي كوهين: "إن على تركيا أن تعترف بأن سياستها تجاه سورية قد فشلت،
وأن الرئيس السوري بشار الأسد خرج رابحاً"، وقال:
"إنه مهما كانت الأسباب، فإن العلاقات بين تركيا وسورية تحولت من صفر مشاكل
إلى صفر علاقات، حيث لم تحسب الحكومة حساباتها جيداً عندما عملت على سورية من
دون بشار الأسد الذي لا يزال موجوداً مع تفسخ المعارضة السياسية والعسكرية".
في المقابل، تشكك المعارضة التركية في الخطاب الرسمي عن العلاقات مع "إسرائيل"
التي تزداد قوة، رغم التصريحات "العنترية" لأردوغان بشأنها، وقد قدم علي
أغبابا نائب حزب الشعب الجمهوري مذكرة استجواب إلى رئاسة البرلمان للرد
عليها من قبل الحكومة، تتضمن بعض الأسئلة عن مدى التعاون بين تركيا
و"إسرائيل" من خلال منظومة الدفاع الصاروخية لحلف شمال الأطلسي بجنوب تركيا، وتضمنت مذكرة الاستجواب تساؤلات عن هذا التعاون الذي تشير إليه المعارضة،
جاء فيها أن الشراكة الاستراتيجية بين تركيا و"إسرائيل" موجودة، والدليل
على ذلك تقاسم المعلومات الواردة من الدرع الصاروخية مع "إسرائيل"،
فهل ستتقاسم تركيا معلوماتها مع "إسرائيل" بالمستقبل؟
( الخميس 2012/03/22 SyriaNow)
والمعارضة تهاجم عنتريات أردوغان الفارغة
أنقرة - الثبات ...تواجه حكومة "العدالة والتنمية" في تركيا تحدياً
هائلاً جراء تخبطها في الملف السوري من جهة، والمخاطر الاقتصادية التي تواجهها
من جهة أخرى، في حين تتربصها المعارضة الوطنية التركية التي لا يبدو الجيش
بعيداً عن مواقفها، رغم الضغوط الكبيرة المبذولة لتحجيم دوره، والتي نجح
فيها حزب رجب طيب أردوغان إلى حد بعيد بدعم أوروبي وأميركي.
تواجه السياسة التركية الكثير من "التخبط" في مقاربتها الملف السوري،
وهذا التخبط يتجلى في التصعيد الكلامي الذي يعقبه تراجعات فورية من
دون أية خطوات عملية، ما حوّل تركية إلى "نمر من تصريحات"، وفق تعبير
أحد قادة "العدالة والتنمية" نفسه، أما الإطار الثاني فهو الفشل الذريع
لربيب العدالة والتنمية "الإخواني"؛ "المجلس الوطني" السوري المعارض، الذي
بدأ يتشظى نتيجة الفساد والتباين في مصالح أطرافه، رغم كل الضغوط التركية والعربية والغربية لتوحيده، ويقول أحد المعارضين إن دولاً بارزة، مثل
السعودية، تخلت عن تحفظاتها حيال العامل الإخواني، وبدأت تحث أطراف المجلس
على "الوحدة"، لكن هذه الوحدة ماتزال بعيدة المنال.
ويشكو بعض أعضاء "المجلس" من السيطرة الإخوانية، وسيطرة المصالح داخل الدائرة الإخوانية نفسها، ما جعل عدداً كبيراً من أعضاء المجلس يبتعدون عنه بسبب
عدم تمثيله، حتى المجموعات ضعيفة التمثيل شعبياً التي تتكون منه نظرياً،
وقد بادر عدد من هؤلاء إلى مغادرة المجلس نتيجة "التضارب في المصالح" وجشع
بعض أطرافه للمال الذي يغدق على قيادته ولا يصل إلى قاعدته، وفي مثال
بارز على ما يجري، شكا المعارض أشرف المقداد من أن "المقعد" في المجلس التنفيذي
أصبح ثمنه 300 ألف دولار، من دون حساب ولائه السياسي في بعض الأحيان، مادام القرار الأساسي يتحكم فيه 3 أشخاص أو أقل أحياناً.
أما أردوغان، فهو ما يزال يطلق التصريحات المثيرة للجدل، كإعلانه يوم الجمعة
الماضي أن بلاده تدرس إنشاء منطقة عازلة في سورية، ثم تراجع مكتبه عنها ليلاً ليوضح أن ما قصده هو أن بلاده "تدرس جميع الخيارات"، ثم يوضح في اليوم التالي مقربون منه أن المنطقة العازلة "ليست على أجندة الحكومة التركية حالياً".
والواقع أن كلام أردوغان أتى عليه بردود سلبية داخلية عديدة من قبل
المعارضين، ومن قبل العسكر أنفسهم، الذين يحذّرون من "المغامرات العسكرية
وقول ضابط متقاعد إن أردوغان يتصرف على الطريقة الدنكوشوطية، فهو يتحدث
عن قرار يحتاج فرضه إلى تدخل عسكري وتفوق كبير، وهو غير متوفر لدى الجيش
التركي في مواجهة الجيش السوري القوي، الذي يتمتع بشبكة دفاع جوي قوية،
وبمنظومة صواريخ متوسطة وبعيدة قادرة على إلحاق الأذى الكبير بتركيا في حال
قررت خوض الحرب، هذا إذا لم نتطرق إلى العوامل الأخرى، كالعامليْن الروسي والإيراني. أما زعيم حزب الشعب الجمهوري المعارض كمال كيليتشدار أوغلو،
فقد سأل: أين سيقيم رئيس الحكومة المنطقة العازلة؛ داخل الأراضي السورية
أم داخل الأراضي التركية؟ ولماذا ندخل إلى الأراضي السورية؟
وقال: "غداً عندما تأتي دولة وتريد أن تقيم منطقة عازلة داخل تركيا قائلة
لقد أقمتم سابقاً منطقة عازلة في سورية، وها جاء اليوم دورنا، فبماذا سنجيبها"؟ ووجه كيليتشدار أوغلو انتقاداً لاذعاً إلى أردوغان داعياً إياه
إلى ألا يكون قناعاً وأداة بيد قوى الهيمنة الغربية، وقال: "في موضوع سورية،
يجب ألا تكون تركيا أداة وقناعاً لقوى الهيمنة الغربية في الشرق الأوسط،
تركيا دولة مستقلة، وقد تأسست نتيجة حرب تحرير وطنية، وأن تصدي الحكوم
لتكون أداة بيد الغرب أمر لا يليق بالجمهورية التركية، وعلى الحكومة أ
توضح هذا الموضوع بكل شفافية للرأي العام".
أما الكاتب البارز "فكرت بيلا" فقد حذر الحكومة التركية من أن الدخول في
مغامرة بسورية ستكون لها عواقبها الوخيمة، قائلاً:
"الوضع في سورية مختلف عنه في الدول العربية الأخرى، في مصر وقف الجيش إلى
جانب خلع حسني مبارك، وفي ليبيا لم يكن هناك في الأساس جيش بالمعنى الحقيق
ولم يذهب إلا بقوة حلف شمال الأطلسي، أما في سورية فقد تبين، باستثناء بعض الانشقاقات الطفيفة ومنهم من لجأ إلى تركيا، أن الجيش لايزال متماسكاً"
واعتبر أن "التدخل العسكري في بلد جار سيجلب العداوة لتركيا على امتداد
الأجيال المقبلة". وفي الصحيفة نفسها كتب أحد أبرز المعلقين في الشأن الخارجي
سامي كوهين: "إن على تركيا أن تعترف بأن سياستها تجاه سورية قد فشلت،
وأن الرئيس السوري بشار الأسد خرج رابحاً"، وقال:
"إنه مهما كانت الأسباب، فإن العلاقات بين تركيا وسورية تحولت من صفر مشاكل
إلى صفر علاقات، حيث لم تحسب الحكومة حساباتها جيداً عندما عملت على سورية من
دون بشار الأسد الذي لا يزال موجوداً مع تفسخ المعارضة السياسية والعسكرية".
في المقابل، تشكك المعارضة التركية في الخطاب الرسمي عن العلاقات مع "إسرائيل"
التي تزداد قوة، رغم التصريحات "العنترية" لأردوغان بشأنها، وقد قدم علي
أغبابا نائب حزب الشعب الجمهوري مذكرة استجواب إلى رئاسة البرلمان للرد
عليها من قبل الحكومة، تتضمن بعض الأسئلة عن مدى التعاون بين تركيا
و"إسرائيل" من خلال منظومة الدفاع الصاروخية لحلف شمال الأطلسي بجنوب تركيا، وتضمنت مذكرة الاستجواب تساؤلات عن هذا التعاون الذي تشير إليه المعارضة،
جاء فيها أن الشراكة الاستراتيجية بين تركيا و"إسرائيل" موجودة، والدليل
على ذلك تقاسم المعلومات الواردة من الدرع الصاروخية مع "إسرائيل"،
فهل ستتقاسم تركيا معلوماتها مع "إسرائيل" بالمستقبل؟
( الخميس 2012/03/22 SyriaNow)