وماذا بعد فوز المرسي برئاسة مصر ؟؟؟

ربيعٌ صهيونيّ بنكهة القهوة العربيّة

بقلم ليلى زيدان عبد الخالق
Syrian Truth | الحقيقة السورية | البناء |






مشهدان اخترقا واجهة الأحداث السياسية خلال الأسبوع المنصرم، أو بالأحرى، اختراقان بكلّ ما للكلمة من معنى. الأوّل تمثّل بالعملية البطولية النوعية الجديدة للمقاومة، والتي قلبت كلّ المقاييس الأمنية الاستخباراتية الصهيونية ـ الأميركية رأساً على عقب، عبر إرسال طائرةٍ من دون طيّار إلى فضاء فلسطين المحتلّة، اخترقت، وصالت فوق «ديمونا» وجالت، وصوّرت وزوّدت المقاومة بإحداثيّات قالوا يوماً أنّها مغلقة حتى في وجه أحدث الأقمار الاصطناعية. فأضافت عمليّة «أيّوب» إلى سِجلّ الإرادة القومية المتمثلة بالمقاومة، نصراً جديداً يزيد من إثبات النظرية القائلة بأنّ «إسرائيل» أوهى من بيت العنكبوت.
أمّا المشهد الثاني، أو الاختراق الثاني، فكان «عمليّةً بطوليّةً نوعيّة» من طرازٍ آخر، اجترح خلالها أبطال الثورة المصرية التي أطاحت بمبارك، مدّعين أنّهم أرباب ما سميّ بالربيع العربيّ، كلّ ما يكرّس بطولتهم هذه، من رفع الأنخاب، والتودّد والتملّق، لا بل الانبطاح أمام العدوّ الصهيونيّ، فتارة ينبري عاطف سالم، السفير المصري الجديد المعتمد لدى الصهاينة، رافعاً نخب الرئيس «الإسرائيلي» شمعون بيريز، صاحب الباع الطويل في الإرهاب، والمجازر والمذابح، والقتل والحروب، التي طاولت مصر وشعبها وجيشها أيضاً. وطوراًَ، يجرؤ الرئيس المصري ذاته، سي محمد مرسي، وبكلّ وقاحة، لا على سحب سفيره سالم ومحاكمته، بل على إرسال رسالةٍ إلى «نظيره» بيريز، يضمّنها شتّى مصطلحات الغزل السياسي، من «علاقات المحبّة بين بلدينا»، إلى «صديقي العظيم»، ولو كان الخمر «محلّلاً» لمرسي، لكان رفع هو الآخر نخب «إسرائيل»، ولوقع عددٌ كبيرٌ من العرب، في حيرةٍ من أمرهم، متسائلين، أحتسى مرسي الويسكي أو الشمبانيا، الفودكا أو المارتيني، لكن حتماً هو لم يحتس العرق اللبناني.
مشهدان في منتهى التناقض، على الرغم من أنّ الرابط بينهما واحد، العدو الصهيوني، ولو أردنا تفصيل الحدثين وتحليل أبعادهما، لاحتجنا إلى كرّاسات تبيّن الفارق ما بين البطولة الحقّة، والخيانة المقيتة.
لكن ما يدعو إلى الاستهجان، ردود الفعل المتناقضة أيضاً حيال الحدثين، فعالمياً، لم تر عينا السيّد بان كي مون في «أيّوب» إلّا خرقاً قد يحاسب عليه لبنان، أو على الأقل قد يعرّضه للخطر، ولم تصل إلى يديه تقارير قوّاته الدولية المنتشرة في جنوب لبنان، التي تفيد بآلاف الطلعات الجويّة «الإسرائيلية» مخترقةً سيادة لبنان يومياً، وضاربةً عرض الحائط القرارات الدولية، وحتّى وجود بان ذاته.
أمّا لبنانياً، وهنا بيت القصيد، فخير البليّة ما يضحك، أو ما يحسم كل ما قيل عن عمالة فريقٍ سياسيّ، إن مع أميركا أو مع «إسرائيل»، الأمر سيّان.
لم يكد السيد حسن نصر الله يعلن عن عمليّة «أيّوب»، وعن الإنجاز الكبير للبنان والمقاومة المتمثّل بالطائرة التي بات اسمها على كلّ شفةٍ ولسان، وربّما نشهد في القريب مواطنين يسمّون أطفالهم المولودين حديثاً «أيّوب» تيمّناً بالطائرة وحبّاً بالمقاومة. لم يكد نصر الله يزفّ إلى اللبنانيين هذا الإنجاز، حتى تبوّأ بعض اللبنانيين، من «14 آذار» مناصب مختلفة، من محامي الدفاع عن «السيادة الإسرائيلية»، إلى مديري أقسام في الأمم المتّحدة، ومنظّرين في مستقبل لبنان وخلاصه.
صاحب الدموع السخيّة في تموز 2006، وصاحب الحضن الكبير الذي اتسع حتّى لكوندوليزا رايس ذاتها، فؤاد السنيورة الذي احترف تسخيف إنجازات المقاومة وبطولاتها، رأى في «أيّوب» خرقاً للقرار 1701، نعم، لقد اعتمر السنيورة الخوذة الزرقاء، ووقف عند ما يسمّى بالخطّ الأزرق، وسجّلت أجهزته خرقاً للقرار 1701، يا للبطولة، ويا للشرف الذي قال فيه منذ أيام: «لو كان الشرف برجلٍ لقتله»، من باب النقد للسيد نصر الله وللمقاومة.
لم يكتف السنيورة بيك بذلك، بل ذهب إلى الأبعد، إلى استجداء تدخّل عسكريّ أميركيّ في المنطقة، يُسقط النظام في سورية، ويستأصل المقاومة في لبنان، ويرعى سلاماً دائماً مع «الجارة إسرائيل»، كل ذلك، تضمّنه كلام السنيورة حين قال في الهلالية: «إن إطلاق الطائرة هو عمل إيراني، وأدخل لبنان في لجّة الصراعات الإقليمية والدولية، وبالتالي جعلنا نحن في لبنان منصّة لتبادل الرسائل ولإيجاد السبل التي قد تودي بالأوضاع والنتائج إلى ما لا تحمد عقباه»، فمن الواضح جدّاً في هذا التصريح، مسايرة الأميركيين، والمصادقة على خططهم في شنّ حربٍ على إيران، كبوّابة، مع ما يجري في سورية، إلى رسم خريطةٍ جديدة للشرق الأوسط، يكون فيه المال وفيراً حتى لو تدنّى منسوب الشرف.
أمّا السائح المتزحلق، والنائب اللبنانيّ في البلاط الملكيّ السعوديّ سعد الدين الحريري، فكان كلامه دررٌ تستقى منه الحِكم، نعم، فسعد الدين بات يتحدّث بلغة المغامرات: «ثمّة قلق عميق يعتري جميع اللبنانيين من جرّاء المغامرات غير المحسوبة التي يريد حزب الله جرّ لبنان إليها.. متى يفهم الجميع لمرّة واحدة وأخيرة أن لبنان ليس طائرة من دون طيّار؟»، ربّما هي المغامرات ذاتها التي اتّهمت بها المقاومة عام 2006، تقلق سعد اليوم.
في المقابل، عندما رُفعت أنخاب بيريز، وأرسِلت إليه برقيات الغزل، لم يثر ذلك أيّ مشاعر لدى السنيورة والحريري وغيرهما من جهابذة «14 آذار»، ربّما لأنّهم مؤمنون، وربّما منخرطون في كذبة الربيع العربي، عفواً.. الربيع الصهيوني المفعم بنكهة القهوة العربية.

مع تزايد اللغط والاتهامات في مصر عن الانتخابات الرئاسية وما شابها من انتهاكات وتزوير ومع بروز ووضوح الخط الذي ينتهجه الرئيس المصري واستمرار السياسات التي لا تصب في صالح البلاد وأمنها كشفت مع
لومات صحفية تم تسريبها أن الانتخابات المصرية شابها التزوير إلى حد كبير لإنجاح الرئيس الحالي محمد مرسي لتنفيذ الأجندات المطلوبة منه أمريكيا وغربيا.

ونشرت صحيفة الدستور المصرية صورا لوثيقة سرية صادرة عن المباحث الجنائية المصرية اعتبرتها الأخطر في تزوير الانتخابات الرئاسية المصرية تؤكد بطلان فوز محمد مرسي بمنصب الرئاسة.

وتثبت الوثيقة التي حصلت عليها الصحيفة وهي عبارة عن تقرير أعده اللواء محمود يسري وكيل الإدارة العامة للمباحث الجنائية وجود مخالفات شابت جولة الإعادة من الانتخابات الرئاسية بين مرسي والفريق أحمد شفيق وأدت إلى ترجيح كفة مرسي على منافسه.

ويظهر تقرير وكيل المباحث الجنائية ضبط عدد كبير من بطاقات الاقتراع تم التأشير عليها لصالح مرسي قبل تسليمها لأعضاء الهيئات القضائية وإن بطاقات الاقتراع في جميع المحافظات التي تفوق فيها مرسي خرجت من المطابع الأميرية ولم يحدث ذلك بهذه النسبة في البطاقات التي خرجت من مطابع هيئة الشرطة.

ويشير التقرير إلى وجود أسلحة نارية وبيضاء وصواعق كهربائية بحوزة عناصر جماعة الإخوان المسلمين أمام جميع اللجان على امتداد جنوب صعيد مصر لإرهاب الناخبين إضافة إلى ضبط جهاز كومبيوتر (لاب توب) عليه دعوة للخلايا المسلحة بالتعامل فورا والتوجه إلى مقر الاتحادية وميدان التحرير في حال فوز أحمد شفيق.

ويلفت التقرير من خلال بلاغات وشكاوي من مراكز كثيرة إلى قيام مسلحين بمنع أقباط المنيا من الوصول إلى اللجان الانتخابية وقطع الطريق عليهم إضافة إلى تهديدات بتفجير كنائس في رفح وجنوب الصعيد في حال فوز شفيق بمقعد الرئاسة.

ويرصد التقرير تحرير بلاغات ومحاضر عن القيام بتجميع بطاقات الرقم القومي من الناخبين خاصة السيدات واتفاقهم مع بعض موظفي السجل المدني وحصولهم على بطاقات الرقم القومي القديمة والتي استخرج أصحابها بدلا منها واستخدامها من قبل آخرين وخاصة المنقبات.

واستغربت الصحيفة في تعليقها على التقرير عدم تسليم تقارير الجهات الأمنية المتعلقة بالانتخابات الرئاسية إلى النيابة حتى الآن.

يذكر أن المرشح أحمد شفيق غادر مصر بعد الانتخابات على جناح السرعة وتحدثت معلومات أنه هرب من مصر في أعقاب معرفته بما يدور حوله.

وفي سياق انكشاف دور مرسي وتورطه في المخطط الأمريكي للمنطقة أكدت السفيرة الأمريكية لدى مصر (أن باترسون) أنها التقت مرسى منذ توليه الرئاسة حوالي ست أو سبع مرات و أن العلاقة معه جيدة جدا وأنها تثق بتعهداته وتصدقه تجاه التزامه بمعاهدة السلام مع إسرائيل والتي اكدها في أكثر من مناسبة زاعمة أنه فاز في الانتخابات بصورة شعبية وهي ستعمل معه كونه الفائز.

وقالت السفيرة الأمريكية في حوار مع صحيفة اليوم السابع المصرية إن ما يثير قلق الولايات المتحدة الأمريكية هي مسائل تتعلق بالتسامح الديني وحقوق المرأة والعلاقات مع إسرائيل وهى كلها ليست بالأمور الجديدة مستبعدة ان تؤثر نتائج الانتخابات الامريكية على العلاقات المصرية الأمريكية لأن السياسة الخارجية الأمريكية مدفوعة بشبكة من العلاقات والمصالح التي تشكل استراتيجية واضحة.